اتهامات يمنية للحوثيين بمفاقمة انتشار الأوبئة في سجون الجماعة
آخر تحديث GMT22:13:03
 العرب اليوم -

تتعدد وسائل التعذيب كالضرب وقلع الأظافر والاحتجاز في حفر

اتهامات يمنية للحوثيين بمفاقمة انتشار الأوبئة في سجون الجماعة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اتهامات يمنية للحوثيين بمفاقمة انتشار الأوبئة في سجون الجماعة

الحوثيين
عدن ـ عبدالغني يحيى

في الوقت الذي كان فيه "أحمد" ابن العاشرة ينهي حصته الدراسية الأخيرة تلقت والدته اتصالا من “جهاز الأمن السياسي” الخاضع لسيطرة الميليشيات الانقلابية في صنعاء، مخبرًا إياها بأن زوجها مات نتيجة نزف رئوي حاد وعليها الحضور لتسلم الجثة.

وعلى عكس تحملها لصدمة اختطاف زوجها لم تتمالك أم أحمد صدمة فقدانه فأغمي عليها في إحدى المدارس الأهلية وهي تنظف ممرات وفناء المدرسة لتعيل أبناءها فلم تفقد الأمل يوما في عودة زوجها وظلت متشبثة به لكنه أصبح الآن محض سراب وقد فارق الحياة.

ففي حين يعاني آلاف المختطفين من السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحافيين والأكاديميين من التعذيب الوحشي جسديا ونفسيا يتعرضون لكل أصناف الإذلال والانتقاص من حقهم الإنساني على أيدي الميليشيات الحوثية التي تنفذ توجهات إيران.

ويتهم ناشطون وحقوقيون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها تتعمد نشر الأمراض والأوبئة في سجونها بين المعتقلين باعتبار ذلك جزءا من العقاب المتبع إلى جانب عقابي التجويع والتعذيب الممنهجين.

وتقول أم صابر “أثناء زيارتي لابني القابع في السجن المركزي في صنعاء لاحظت أن صحته تسوء من يوم إلى آخر فكل مرة أراه يزداد شحوبا وجسمه يهزل بسرعة وفي آخر زيارة لي ظهر وهو لا يستطيع المشي إلا بصعوبة شديدة وكان مسنودا إلى اثنين من زملائه اللذين حملاه”.

ويتنوع التعذيب ما بين التعذيب الجسدي والنفسي وتتعدد وسائل التعذيب في الضرب بالعصي والتعذيب بالكهرباء والماء، وقلع الأظافر، والتعليق من اليدين أو الرجلين لفترات كبيرة مما يسبب تمزق الأعصاب، والاحتجاز في حفر غرف ضيقة دون تهوية، يصل لحد الموت والحرمان.

وفي ظل خذلان المنظمات الحقوقية والإنسانية يتجرع السجين التعذيب والمرارة من خلف القضبان حيث يوجد 2000 مختطف ومخفي في سجون الميليشيات الحوثية من دون مسوغ قانوني وفق تصريحات رابطة أمهات المختطفين، وهي منظمة محلية معني بهذا الملف.

وذكر ناشطون وحقوقيون أن ميليشيات الحوثي تتعمد استخدام الأمراض وسيلة لتعذيب المعتقلين في سجونها التي تفتقر لأبسط المعايير الإنسانية الخاصة بظروف الاحتجاز.

وتقول رابطة أمهات المختطفين إنها رصدت 183 مختطفًا مصابين بالأمراض المختلفة، حيث أصاب السل الرئوي11 مختطفًا في ذمار وحدها، دون أن تتخذ إدارات هذه السجون الإجراءات الصحية المتبعة في التعامل مع هذه الأمراض المعدية.

كما أصيب بعض المختطفين في سجون الميليشيات بصنعاء بفيروس الكبد ولم يتلقوا العلاج الخاص بهذا المرض، إضافة إلى آلام المفاصل والقولون وأمراض جلدية معدية مثل الجرب الذي اجتاح جميع السجون التي تديرها هذه الميليشيات.

وكشفت منظمة “سام” وهي منظمة دولية في أحد تقاريرها الأخيرة عن أن 41 حالة لمعتقلين، استطاعت الوصول إلى أهاليهم جميعهم كانوا يعانون آلاما مبرحة في سجون ميليشيات الحوثي ويحتاجون لتدخل طبي عاجل.

ووفق تقرير المنظمة؛ فإن الظروف الصحية التي تفرضها ميليشيات الحوثي على المعتقلين في سجونها يمكن وصفها بتنفيذ حكم بالموت البطيء على هؤلاء السجناء، الذين يعانون أمراضا مميتة ويحرمون من حقهم في الحصول على العلاج، علاوة على أن كثيرا منهم أصيب بهذه الأمراض في السجن نتيجة تعرضه للتعذيب أو بسبب الظروف الصحية الرديئة.

وضاعفت أوضاع المعتقلين الصحية ومعاناتهم المرضية من معاناة أسرهم النفسية وحملتهم تكاليف مالية إضافية من أجل محاولة معالجتهم، إلا أن الميليشيات لا تسمح للأهالي بمعالجتهم - حسب ما رصدته التقارير الحقوقية - وإن سمحت لبعض الأشخاص الذين أصبحت حالاتهم حرجة تعمل على إعاقة أي تحسن للمريض كأن تعيده للسجن قبل مرور فترة النقاهة بعد العملية وهو ما حصل لكثيرين ولقوا حتفهم؛ إذ يتسم السجن بعدم النظافة وانعدام الرعاية الصحية للسجناء الذين يتكدسون بالآلاف داخل المعتقلات.

ويقول حقوقيون يمنيون إن الميليشيات إلى جانب قيامها بمنع الدواء والملابس الشتوية والزيارات تغتنم دخول فصل الشتاء وشدة البرودة وموجات الصقيع في تعذيب المساجين، إذ إنها تسحب الملابس عنهم وتجبرهم على ارتداء بزة السجن الزرقاء الخفيفة والتي لا توفر أدنى وقاية من البرد فتجعلهم عرضة لمزيد من الأمراض.

وطبقا لإحصائية حقوقية يمنية فقد توفي أكثر من 170 مختطفًا نتيجة تعرضهم للتعذيب الشديد والإهمال المتعمد، حيث يعيش المختطفون في سجون ميليشيات الحوثي الانقلابية بصنعاء، أوضاعًا مأساوية ومعاناة مستمرة، خصوصًا مع منع الميليشيات إدخال الملابس الشتوية لهم.

وتؤكد التقارير أن الميليشيات كانت جزءا من انتشار الأمراض بل كانت العامل الأبرز لإصابة المسجونين والمعتقلين بشتى أنواع الأمراض، كما وصل الأمر إلى معاقبتهم عندما يفصحون بأنهم أصيبوا بالمرض.

ووفق هذه التقارير، فإن جماعة الحوثي تدير 203 سجون، بينها 78 ذات طابع رسمي، و125 معتقلًا سريًا، إضافة إلى استحداث سجون سرية خاصة في “بدرومات” المؤسسات الحكومية، كما أنها حولت مقرات النقابات والأندية الرياضية إلى معتقلات تحتجز فيها خصومها السياسيين والإعلاميين والنشطاء الحقوقيين.

وبينت منظمات حقوقية قيام ميليشيات الحوثي باختطاف وإخفاء 19 ألف شخصا في مختلف محافظات البلاد خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) 2014 حتى يوليو (تموز) 2017.

وكشف مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، في تقرير بالتعاون مع رابطة أمهات المختطفين وشبكة اليمن لحماية وحقوق الإنسان، عن قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بارتكاب أكثر من 3602 حالة انتهاك ضد أبناء العاصمة، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) 2018 وحتى 25 يوليو 2019، وتنوعت بين الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب والمحاكمات غير القانونية.

وأضاف التقرير أن “الانتهاكات تجاوزت فيها ميليشيات الحوثي الأعراف والقيم والتقاليد باختطافها النساء”، موضحًا أن حالات الاختطاف البالغة 2221 حالة، توزعت باختطاف 2000 من الرجال و164 امرأة و35 طفلًا، و22 من كبار السن، وأن حالات الاختطافات للنساء بلغت 164 حالة، منها 23 حالة إخفاء قسري و40 حالة تعذيب ومعاملة قاسية، وحالتا اعتداء على وقفات نسائية وحكم بالإعدام بصورة غير قانونية على امرأة واحدة.

وتعاني آلاف الأمهات من شظف العيش بعد اختطاف معيلهن من قبل الميليشيات الإجرامية البعض منهن وجدن عملا يسد رمق جوع أبنائهن.

ورغم منع أغلبهن من الزيارة لذويهن الذين تم اختطافهم وسجنهم فإن اليأس لم يتسرب إليهن فهن يقاومن للبقاء على قيد الحياة من أجل أبنائهن، ليأتي بعدها الموت فيكون هو المخلص من أيدي ميليشيات متعطشة لسفك الدماء وممارسة كل أشكال الظلم والاستبداد.

وأفادت رابطة أمهات المختطفين (الخميس) بأنها تلقت بلاغًا عاجلًا من أسرة المحامي المختطف لدى الميليشيات خالد العرافي يدعو إلى إنقاذه بعد تدهور حالته الصحية والنفسية في سجون جماعة الحوثي المسلحة بعد اختطافه في شهر مارس (آذار) من العام الحالي بمحافظة البيضاء، فهو يعاني من التهابات حادة في الكبد وحالته الصحية تزداد تدهورا.

وحملت الرابطة الحقوقية جماعة الحوثي حياة وسلامة المحامي المختطف خالد العرافي، وناشدت في بيانها المفوضية السامية لحقوق الإنسان والصليب الأحمر والأمم المتحدة ومبعوثها الأممي لإنقاذ حياته بشكل عاجل وفوري والعمل على إطلاق سراحه دون قيد أو شرط حتى يتمكن من تلقي العلاج العاجل لإنقاذ حياته المهددة بالخطر.

قد يهمك أيضاً

سقوط عشرات قتلى وجرحى من الميليشيات الحوثية في الضالع وتدمير عربات عسكرية في صعدة

"رياض الأطفال" اليمنية في مرمى استهداف الميليشيات الحوثية وتعميم مقررات طائفية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتهامات يمنية للحوثيين بمفاقمة انتشار الأوبئة في سجون الجماعة اتهامات يمنية للحوثيين بمفاقمة انتشار الأوبئة في سجون الجماعة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab