الرياض - سعيد الغامدي
تُعقد، قمة سعودية - تركية، الثلاثاء، في الرياض، لبحث العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، ويرأس الجانب السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتركي الرئيس رجب طيب أردوغان. وتشهد المباحثات استعراض الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا مستجدات الأزمة السورية، والأحداث في العراق، إضافة إلى القضايا العالقة في المنطقة.
ووصل الرئيس التركي إلى الرياض، مساء الاثنين، وتقدم الملك سلمان بن عبد العزيز مستقبليه في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية. وكان في استقباله، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وعادل الجبير وزير الخارجية "الوزير المرافق"، وعدد من المسؤولين.
واعتبر خبراء ومحللون ونواب أتراك أن جولة الرئيس التركي التي تشمل السعودية التي زارها، والتقى خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى البحرين وقطر، جاءت في توقيت غاية في الأهمية، بسبب تطورات في بعض الملفات الإقليمية المفتوحة، إضافة إلى تغير الإدارة الأميركية ومواقفها من قضايا المنطقة.
وأوضح النائب جمعة إيتشتان، أن التطورات في سورية، زادت من أهمية جولة أردوغان ولقائه الملك سلمان، نظرًا إلى التطورات في عملية الباب التي تدعم فيها تركيا وحدات من "الجيش السوري الحر"، وقرب انتهاء هذه العملية والانتقال إلى مرحلة جديدة، وهي الرقة معقل "داعش" في سورية.
وأكد أن الانتقال إلى معركة الرقة "يحتاج تنسيقًا مع دول المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، نظرًا إلى ثقلها وإمكانية ممارستها لدور قوي إلى جانب تركيا مع الإدارة الأميركية للتنسيق في شأن العملية التي ترفض تركيا مشاركة القوات الكردية فيها".
وأضاف أن التحضيرات الجارية لمؤتمر جنيف للأطراف السورية، والتي تلعب فيها تركيا والسعودية دورًا كبيرًا، "تؤكد أهمية التنسيق بينهما، فضلا عن الملفات الأخرى في المنطقة، وفي مقدمتها اليمن وليبيا، إلى جانب العراق، وجميعها ملفات تحتاج تشاورًا بين أنقرة والرياض".
ورأى مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي "سيتا"، برهان الدين دوران أن "النظام الدولي دخل مرحلة جديدة، ويبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتجه إلى تغيير أساليب الدور القيادي لبلاده وأدواته على المستوى العالمي لتصبح هي القوة المهيمنة من دون تحمل تكلفة حلف شمال الأطلسي، وهذا التوجه لن يقف عند حد تغيير موازين القوى في أوروبا، بل سيؤثر أيضًا على التطورات في الشرق الأوسط".
ولفت إلى أن ترامب ينظر إلى الشرق الأوسط من منظور محاربة الإرهاب، "لهذا فمن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مواجهة مع إيران، تحت شعار التصدي للدول الممولة للإرهاب، وفق نهج يسعى إلى تهدئة مخاوف إسرائيل ودول الخليج، في إطار مقاربة تتناقض مع سياسة سلفه باراك أوباما الذي اعتمد نهجًا تصالحيًا مع طهران". وأضاف "ينبغي النظر إلى جميع هذه التطورات على أنها إشارات على تحولات جيوسياسية خطيرة في المنطقة".
أرسل تعليقك