الغوطة الشرقية تُواجه مصير سربرينيتسا في البوسنة عام 1995
آخر تحديث GMT19:52:06
 العرب اليوم -

​تمّ قطع الإمدادات الغذائية والمساعدات الطبية عنها

الغوطة الشرقية تُواجه مصير "سربرينيتسا" في البوسنة عام 1995

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الغوطة الشرقية تُواجه مصير "سربرينيتسا" في البوسنة عام 1995

قصف قوات النظام السوري للغوطة الشرقية
دمشق - نور خوام

يُشبه ما يحدث في الغوطة الشرقية إلى حدّ كبير ما أسماه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، بأسوأ جريمة ارتُكبت على الأراضي الأوروبية منذ عام 1945، فالغوطة الشرقية تتحوّل إلى "سربرينيتسا" جديدة، وهذه المرة ليست في البوسنة والهرسك لكن في سورية.

وتُحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية على أطراف دمشق، منذ المراحل الأولى من الحرب السورية على غرار البوسنة في 1995، وفشلت أعوام الاستنزاف في طرد فصائل المتمردين التي تسيطر عليها.

وكما حدث في "سربرينيتسا" إذ قُطِعت الإمدادات الغذائية والمعونة والمساعدات الطبية عنها، وفي عام 1993 أعلنت الأمم المتحدة "سربرينيتسا" "منطقة آمنة" وبعدها حدثت الإبادة، وفي العام الماضي وكجزء من عملية "الأستانا" -للسلام- الفاشلة في موسكو، أعلن الروس الغوطة الشرقية "منطقة تهدئة".

وحتى مع مزاعم السلام والتهدئة، لم يحاول أحد حماية السكان المدنيين عندما بدأ النظام بالقصف هناك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فالغارات الجوية وعمليات القصف التي تخلف خسائر فادحة في الأرواح تنفذها القوات السورية وداعموها الروس وكل ذلك يمرّ دون عقاب.

وسعت الأمم المتحدة إلى التحالف المؤيد للأسد للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار اللإنساني، وتم تجاهل نداءاتها، كما لم يتم الرد على طلبات وكالات الإغاثة من أجل الوصول إلى المصابيين.

وتهتمّ القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والجهات الفاعلة الإقليمية مثل تركيا بالتحالفات الدولية، ولا تهتم بنصف مليون جثة سورية، فهم يريدون السيطرة على مناطق النفوذ ولا يهتمون بالبشر.

الغوطة الشرقية تُواجه مصير سربرينيتسا في البوسنة عام 1995

أما بالنسبة إلى إدارة "ترامب" فهي تريد الحد من طموحات إيران في المنطقة، وبالنسبة إلى فلاديمير بوتين يتعلق الأمر دائما عنده بالسلطة، لكن بالنسبة إلى سكان الغوطة الشرقية فإن الأمر يتعلق بالبقاء، فهناك أرقام قياسية للقتلى خلال الـ36 ساعة الماضية، والقصف تجاوز أكثر من 100 قتيل و500 جريح، وخمسة مستشفيات.
وبالمقارنة بـ"سربرينيتسا"، قتل ما يقرب من 8 آلاف من الرجال والصبية المسلمين في غضون أيام قليلة، وقررت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في ما بعد أن هذه الجرائم تشكل إبادة جماعية.

وتتمثل معاناة الغوطة الشرقية في تجاهل المجتمع الدولي، والغوطة الشرقية سيئة السمعة باعتبارها مسرحا لهجوم الأسلحة الكيميائية عام 2013 باستخدام غاز السارين، الواقعة التي تم تجاهلها. ومرة أخرى يقتل المدنيون، بما فيهم عدد كبير من الأطفال، ومرة أخرى ترفض القوى الغربية التدخل مع القوات المنتشرة في البلد ووقف الاعتداء، ومرة أخرى تقف الأمم المتحدة عاجزة، مجلس الأمن أصبح عاجزا عن طريق الفيتو الروسي.

وحتى الآن يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد مثل "ملاديتش" الضابط الذي اتهم بالإبادة الجماعية في عام 1995 في "سربرينيتسا" وقتها، ويبدو الأسد غير قادر للضغط على الخارج أو السيطرة على البلاد، ومع توفر الأدلة التي تورط الأسد في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لم توجه إليه أي اتهامات حتى الآن.
والتساؤلات التي تطرح نفسها: هل ستظل تلك المذابح ويظل نظام بشار يفتك بالأبرياء ولن توجه له أي اتهامات؟ وهل سيظل فارا بعدها مثل "ملاديتش" الذي ظل هاربا لمدة 16 عاما؟ وكم عدد الأطفال الذين سيموتون قبل ظهور العدالة في سورية؟​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغوطة الشرقية تُواجه مصير سربرينيتسا في البوسنة عام 1995 الغوطة الشرقية تُواجه مصير سربرينيتسا في البوسنة عام 1995



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab