أقيم إحتفالاً بالنصر على مسرح مدينة تدمر في سورية أحياه الفريق الموسيقي المفضل للكرملين فاليري غيرغيف، في أعقاب إستعادة المدينة بالكامل من قبل القوات السورية المدعومة من روسيا في آذار/مارس الماضي, وصعد غيرغيف على المسرح يوم الخميس في الخامسة مساءً بتوقيت موسكو مع موسيقيين من أوركسترا ماريانسكي سان بطرسبرغ، تحت عنوان, "الصلاة من تدمر لإحياء الموسيقى للجدران القديمة", وإنضم إلى غيرغيف ضمن جزء من الوفد الرسمي, المدير الفني لدار سان بطرسبرغ للموسيقى, عازف التشيلو سيرغي رولدوغين, وأقرب أصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, بعد أن كشفت أوراق بنما الشهر الماضي عن إستفادة رولدوغين مئات الملايين من الدولارات في صفقات لشركات في الخارج.
وعزف رولدوغين مقطوعة موسيقية من أوبرا Not Love Alone للملحن الروسي روديون شيدرين، كما تضمن الحفل أيضاً أعمالاً لبروكوفييف وباخ, وتعد رحلة رولدوغين إلى تدمر تأكيدًا على تفضيل الكرملين له، كما تضمن الحضور جنودًا سوريين وروسيين, وسجل بوتين حضوره على الهواء مباشرةً خلال الحفل من سوتشي Sochi في خطاب بثته الشاشة على المسرح الرئيسي، حيث أشاد بعملية "تحرير مدينة تدمر"، وذكر بأن الحفل مخصص لضحايا " الإرهاب الدولي" والذي وصفه بأنه "الشر المروع", بينما إرتدى غيرغيف قميص باللون الاسود وقبعة بيسبول بيضاء, وقال, "إنهم جاءوا للإحتجاج على الإعتداء البربري الذي عمل على تدمير الآثار الرائعة من الثقافة العالمية وإعدام الأبرياء في ذلك المسرح العظيم".
وحظي الحفل بتغطية إعلامية كبيرة من جانب القنوات التلفزيونية الحكومية الروسية، والذين صوروا التدخل العسكري الروسي في سورية وهو الأول خارج النطاق الحدودية للإتحاد السوفييتي منذ إندلاع الحرب الباردة ضمن عمل إنساني لمكافحة الإرهابيين, وأوضح الكرملين أن القصف الروسي لم يستهدف مطلقاً المدنيين السوريين أو جماعات حقوق الإنسان، وأن الطائرات الروسية نجحت في قتل حوالي 2000 شخص على مدار الأشهر الستة الماضية في ظل الهجمات على الأسواق والمستشفيات والمدارس.
وأيَّد غيرغيف بشدة ترشح بوتين قبيل عقد الإنتخابات الرئاسية في روسيـا عام 2012، كما دعم أيضاً التحركات الرسمية لحظر ما تقول عنه موسكو "دعاية مثليي الجنس", وظهر من قبل في مناسباتٍ وطنية كبيرة أخرى، وفي عام 2008 عزف سيمفونية ليننغراد رقم 7 في عاصمة أوسيتيا الجنوبية المدمرة تسخينفالي Tskhinvali، وذلك في أعقاب المحاولة الكارثية من قبل الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي لإستعادة السيطرة على معاقل المتمردين والتي دفعت إلى الغزو الروسي العقابي.
وظهر في عام 2014 غيرغيف في الحفل الختامي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي Sochi وعزف النشيد الوطني الروسي, أما الحفل الذي أقيم في مدينة تدمر Palmyra يوم الخميس، فقد كان إحياءً لذكرى الضابط الروسي ألكسندر بروخورينكو الذي قتل جراء المعارك من أجل إستعادة المدينة, وضم الوفد الرسمي ميخائيل بيوتروفسكي مدير متحف الأرميتاغ Hermitage في سان بطرسبرغ، وابن عالم الآثار الشهير, كما حضر ممثلين من زيمبابوي والصين وصربيا.
وإستضاف المسرح الروماني الحفل بعدما تم إستخدامه من قبل تنظيم داعش لإعدام الجنود السوريين في تشرين الثاني / نوفمبر بواسطة مجندين في سن المراهقة، أطلقوا النار رؤوس الجنود من الخلف من على مسافة قريبة, وبعد تحرير المدينة عثر على جثثهم داخل مقبرة جماعية.
وخلال الإحتلال الذي دام 10 أشهر، قام المقاتلين من تنظيم داعش بتدمير العديد من أشهر المواقع في مدينة تدمر Palmyra بما فيها معبد بيل Bel و قوس النصر Arch of Triumph، فيما لم تتضرر مواقع أثرية أخرى هامة مثل المسرح و أغورا Agora, وكشف الخبراء عن أن الدمار الذي لحق بالموقع الذي يندرج في قائمة اليونسكو ليس بالهائل كما كانوا يتوقعون، وقام المهندسين القتاليين الروس بإزالة الألغام وتطهير الصحراء في الموقع المترامي الأطراف بإستخدام أحدث الأجهزة الآلية.
أرسل تعليقك