طالب "الحوثيون" بتشكيل لجنة تحقيق دولية في ما اعتبروه "جرائم الحرب" يرتكبها "التحالف العربي" في اليمن، بعد أن أقر التحالف بقتله بالخطأ 140 شخصًا في صنعاء قبل أسبوع بناء على معلومات استخبارية مضللة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحوثيين، أن رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للجماعة، وجَّه بتجميد اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني المبرمة بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية. وأضافت أن مجلس القائمين بأعمال الوزراء، التابع لمجلس الجماعة الأعلى، شكل لجنة من وزارات المالية والتخطيط والتعاون الدولي والصناعة والتجارة، إضافة إلى الهيئة العامة للاستثمار واتحاد الغرف التجارية والصناعية، تتولى إعداد وتقديم الآلية التنفيذية للقرار.
وذكرت وكالة "سبأ" الموالية للحوثيين، نقلا عن "مصدر مسؤول في وزارة خارجيتها" أن نتائج التحقيق الذي ذكرتها قيادة التحالف عن استهداف صالة العزاء في العاصمة صنعاء "لا تبرئها من انتهاك القانون الإنساني الدولي وانتهاك كافة القيم والأعراف الإنسانية" .
وقالت الرئاسة اليمنية، مساء الأحد، إنها ستتعامل بـ"إيجابية" مع نتائج فريق التحقيق التابع للتحالف العربي، بشأن الهجوم على مجلس العزاء. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التابعة للحكومة، أن "الرئيس عبدربه منصور هادي، ترأس اجتماعا لهيئة مستشاريه، أكدوا خلاله أنهم سيتخذون الاجراءات اللازمة تجاه من تبثت التحقيقات النهائية مسؤوليتهم عن حادثة مجلس العزاء في صنعاء".
وأفادت الوكالة أن "الاجتماع أكد التعاون الوثيق بين اليمن وقوات التحالف العربي الداعمة للشرعية، والتزام الحكومة بالتعامل الإيجابي مع ما جاء في بيان الفريق المشترك لتقييم الحوادث في ما يتصل بأحداث الصالة الكبرى في صنعاء وما خلصت إليه التحقيقات الأولية".
وفي وقت سابق من السبت، أعلنت قيادة قوات التحالف العربي أنها قبلت ما خلصت إليه نتائج التحقيق في قصف مجلس العزاء ، التي أعلنها فريق التحقيق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن. وكشف فريق مشترك من قيادة التحالف العربي وخبراء أميركيين في بيان، أن الهجوم الذي تعرض له مجلس العزاء في صنعاء، يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، جاء من قبل طائرة تابعة للتحالف بسبب معلومات مغلوطة قدمت لها من جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية.
وأشار البيان إلى أن "الفريق توصل إلى أن جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية، قدمت معلومات إلى مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية - تبين لاحقاً أنها مغلوطة - عن وجود قيادات حوثية مسلحة في موقع محدد في مدينة صنعاء".
وأمس الأحد، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة، الأطراف المتحاربة في اليمن إلى إعلان وقف لإطلاق النار خلال أيام وبدون شروط مسبقة. وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنه إذا قبلت الأطراف المتصارعة في اليمن الدعوة ومضت قدمًا في وقف إطلاق النار فسوف يعمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على وضع التفاصيل والإعلان عن موعد وكيفية تطبيق وقف إطلاق النار.
وأضاف كيري للصحفيين بعد اجتماع مع نظيره البريطاني بوريس جونسون ومسؤولين في لندن: "حان الوقت لتطبيق وقف غير مشروط لإطلاق النار ثم التوجه إلى طاولة المفاوضات.. ولا حاجة لنا أن نؤكد اليوم على الضرورة الملحة لإنهاء العنف في اليمن". وقال إنه يدعو مع جونسون وولد الشيخ أحمد إلى تنفيذ وقف إطلاق النار "بأسرع ما يمكن وهو ما يعني الاثنين أو الثلاثاء".
أما المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فقد أعلن اليوم الأحد، أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل اقتراح وقف إطلاق النار إذا توافقت عليه أطراف النزاع. وفي وقت سابق أعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، أن لندن ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار في اليمن.
وقال السفير ماثيو راكروفت للصحفيين: "لقد قررنا أن نقدم مسودة قرار لمجلس الأمن حول اليمن يدعو إلى وقف فوري للأعمال الحربية واستئناف العملية السياسية". ويرتقب أن يطرح النص على أعضاء المجلس الـ15 في وقت لاحق الجمعة وأن يتم التصويت عليه في الأيام المقبلة.
وردَّ الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام على الدعوات التي أطلقتها كل من أميركا وبريطانيا والأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في اليمن خلال أيام بدون شروط. وقال عبدالسلام في تغريدة على "تويتر" انه يجب وقف إطلاق النار الشامل برا وبحرا وجوًا وفك الحصار والحظر الجوي. وانه مطلب كل اليمنيين. وأشار إلى أن المشاورات في ظل استمرار ما وصفه بالعدوان مضيعة للوقت .
وسط ذلك، أحرزت القوات الشرعية في اليمن تقدما جديدا في المحور الشرقي لمديرية كتاف بمحافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وتركز التقدم في الخط المؤدي من منفذ البقع نحو مركز مديرية كتاف أكبر مناطق المحافظة، وأكدت مصادر عسكرية أن الميليشيات زرعت آلاف الألغام في كتاف، في محاولة منها لوقف تقدم القوات الشرعية.
وأغارت طائرات التحالف العربي على مواقع عسكرية وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في محيط العاصمة صنعاء، وفق ما ذكرت مصادر "سكاي نيوز عربية". وطال القصف الجوي معسكر الصواريخ في الجميمة ومركز تجمع ميليشيات الحوثي في منطقة صرف في مديرية بني حشيش شمال شرقي صنعاء. كما قصفت الطائرات معسكر الدفاع الجوي في منطقه همدان شمال غربي العاصمة.
ولقي 4 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية مصرعهم في اشتباكات اندلعت مع أفراد الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية في مديرية عسيلان بشبوة .
وقالت مصادر في المقاومة أن اشتباكات عنيفة اندلعت في جبهة لخيضر اليوم، حيث قصفت مدفعية المقاومة مواقع وتحصينات الحوثي والمخلوع صالح في لخيضر سقط فيها اربعة من افراد المليشيا الانقلابية. كما قتل اثنان من الميليشيات الانقلابية بجبهة لخيضر بمديرية عسيلان جراء اطلاق النار عليهم من قبل من المقاومة .
أرسل تعليقك