هدَّدت الميليشيات الحوثية بتصعيد ميداني واسع في مختلف جبهات القتال السبت، على لسان وزير دفاعها، بالتزامن مع اندفاع الجماعة لتفجير الأوضاع في محافظة الحديدة، عبر تكثيف هجماتها وقصف المواقع الحيوية وأماكن تمركز القوات الحكومية شرق المدينة وجنوبها.
وحذّرت الحكومة الشرعية مِن نفاد صبرها ودعت الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وكبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد لاتخاذ موقف واضح من تعمد الميليشيات تأجيج الأوضاع وخرق الهدنة، وبث وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، عبر صفحته على "تويتر" تسجيلا مصورا يوثق حريقا كبيرا في مجمع "إخوان ثابت" الصناعي، شرق مدينة الحديدة الذي يقع في نطاق سيطرة القوات الحكومية، بسبب القذائف الحوثية على المجمع.
وتسبّب القصف الحوثي في احتراق مستودعين على الأقل، وتدمير قسم كبير من معدات المصنع، حسب ما أكده وزير الإعلام اليمني، ومصادر ميدانية، ودعا الإرياني المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث وفريق الرقابة الأممية إلى اتخاذ "موقف واضح من هذه الاختراقات المستمرة من قبل الميليشيات الحوثية لوقف إطلاق النار".
أقرأ ايضَا:
ميليشات الحوثي ترتكب آلاف الانتهاكات ضد المدنيين في تعز
ووصف الوزير اليمني ما تقوم به الجماعة الحوثية بأنه "تدمير ممنهج للبنية التحتية في مدينة الحديدة، من مستشفيات ومصانع"، وقال إنه "يتكرر كل يوم، في ظل صمت مطبق ومستغرب"، وحذّر الوزير الإرياني من أن "صبر الحكومة يوشك على النفاد" جراء الخروق الحوثية التي تحولت، حسب مصادر ميدانية خلال الآونة الأخيرة، إلى هجمات مكثفة مدروسة بعناية، وليست مجرد تصرفات فردية من قبل عناصر الميليشيات، كما تدعي الجماعة الحوثية.
واحتضن المجمع الصناعي المعروف بمجمع "إخوان ثابت" عددا من اجتماعات لجنة التنسيق المشتركة لإعادة الانتشار، غير أن قذائف الميليشيات المتواصلة أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة، إلى جانب عشرات المباني والمواقع، بما فيها مستشفى "22 مايو"، وفي سياق سعي الجماعة الحوثية إلى التنصل من التزاماتها القائمة بموجب اتفاق السويد، والعودة إلى تفجير الأوضاع مجددا، هدد وزير دفاعها محمد العاطفي في تصريحات بثتها المصادر الرسمية للجماعة، بتصعيد القتال في مختلف الجبهات، وقال إن لدى جماعته منظومة أسلحة جديدة لم تستخدمها بعد، زاعما أنها ستكون مفاجئة، وسيتم استعمالها في الأيام المقبلة، وفي الوقت المناسب.
ويرجح مراقبون أن الجماعة الحوثية قد تكون حصلت خلال الفترة الأخيرة على أنواع جديدة من الصواريخ الإيرانية التي يتم تهريبها إلى الحديدة والسواحل الغربية اليمنية، إذ لا تزال الجماعة تسيطر على جزء واسع من الشواطئ المطلة على البحر الأحمر، بما في ذلك موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وجاء تهديد الجماعة الحوثية بعد أيام من إبلاغها مسؤولين أمميين في صنعاء تمسكها بوجودها الأمني والإداري وأجهزتها الانقلابية في الحديدة وموانئها، وعدم تسليمها إلى القوات الأمنية التابعة إلى الحكومة الشرعية، أو للسلطات المحلية التي كانت قائمة في المدينة وموانئها قبل الانقلاب.
ورفضت الميليشيات الانسحاب المقرر، وفق الخطة التي أعدها الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد قبل نحو أسبوعين، في المرحلة الأولى من الخطة، كما رفضت الإشراف الأممي على نزع الألغام وتسليم الخرائط أو إحلال قوات الأمن المحلية التابعة للحكومة الشرعية محل الميليشيات.
وشنّت الجماعة الحوثية هجوما عنيفا استخدمت فيه المدفعية والهاون، بالتزامن مع محاولة عناصرها اقتحام مواقع القوات الحكومية في شرق المدينة وجنوبها.
وذكرت مصادر ميدانية أن المعارك التي اندلعت فجرا، واستمرت ساعات، تمكنت خلالها القوات الحكومية من صد الهجوم الحوثي، وإفشال محاولة التقدم باتجاه شارع الخمسين والمدخل الشرقي للمدينة، وأفادت المصادر بأن الميليشيات الحوثية خسرت عددا من عناصرها الذين سقطوا خلف معسكر الدفاع الساحلي، بعد أن أجبرتهم القوات الحكومية على التراجع.
وتقول الحكومة الشرعية إن الجماعة الحوثية خرقت اتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 18 ديسمبر/ كانون الأول أكثر من 1500 مرة، وهو ما أدى إلى قتل وجرح أكثر من 600 شخص، من سكان المناطق والقرى الخاضعة لها، بسبب القذائف والصواريخ الحوثية، ولم تنجح حتى الآن المساعي التي يبذلها الجنرال الدنماركي في الحديدة في إقناع الجماعة بتنفيذ اتفاق الحديدة، والبدء في عملية إعادة الانتشار من الموانئ، لجهة أن الجماعة تحاول تفسير الاتفاق كما يروق لها، عبر زعمها أنه لم يشر إلى الانتشار الأمني، وإنما اقتصر على الانتشار العسكري، وهذا في نظرها يبقي على وجودها الأمني والإداري في الحديدة وموانئها، وفي حين اعتبر وزير خارجية بريطانيا جيرمي هنت، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، أن مساعيه خلال الزيارة التي شملت لقاء ممثلين عن الجماعة الحوثية، في مسقط، قد تكون بمثابة الفرصة الأخيرة لتنفيذ اتفاق السويد، في الوقت الذي حذر فيه من عودة المعارك بشكل شامل.
وجددت الميليشيات الحوثية، في بيان لخارجيتها الانقلابية، بثته مصادرها الرسمية، اتهام بريطانيا بأنها هي العائق أمام تنفيذ اتفاق السويد.
وزعمت الجماعة الموالية لإيران أن الحكومة الشرعية «تطرح مطالب خارج الاتفاق، بإيعاز من بريطانيا» التي وصفها البيان بأنها «لا تزال تمارس التضليل على شعبها لمواصلة صفقاتها المشبوهة»، كما زعمت الجماعة، في بيانها، أن «سياسة الحكومة البريطانية لا تخدم السلم والأمن الدوليين ومصالح الشعب البريطانية»، ووصفتها بأنها «منحازة في مواقفها» ضد الجماعة.
وقد يهمك أيضَا:
الحوثيون يُسقطون 31 ألف قتيل وجريح مِن المدنيين خلال 4 أعوام
بريطانيا تطالب الميليشيات الحوثية بتنفيذ انسحاب سريع من موانئ الحديدة
أرسل تعليقك