تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية يعزز الضغط لمنع الفراغ الرئاسي
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية يعزز الضغط لمنع الفراغ الرئاسي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية يعزز الضغط لمنع الفراغ الرئاسي

رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي
بيروت - العرب اليوم

يكاد يكون السباق إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية خجولاً، إن لم يكن معدوماً، مع أن لبنان يقف على مسافة 3 أشهر و20 يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والذي أكد لعدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى لبنان أنه لن يبقى ولو لدقيقة واحدة في قصر بعبدا فور انتهاء ولايته، برغم أن الفريق السياسي المحسوب عليه لم ينفك عن إعداد الدراسات القانونية التي لا تسمح بانتقال سلطاته بالوكالة إلى حكومة تصريف الأعمال (برئاسة نجيب ميقاتي) بخلاف النصوص الواردة في الدستور اللبناني.
ويقول خصوم عون و«التيار الوطني الحر» بأنه من غير الجائز لرئيس الجمهورية أن يربط مغادرته القصر الجمهوري فور انتهاء ولايته بتشكيل حكومة (برئاسة الرئيس المكلف ميقاتي) كاملة الأوصاف، بينما يصر على تعطيل كل الجهود الرامية لاستبدال حكومة فاعلة بحكومة تصريف الأعمال. ويؤكد هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» أنهم ليسوا في وارد منح عون هدية سياسية بتشكيل حكومة على قياس طموحات وريثه السياسي النائب جبران باسيل مع اقتراب انتهاء ولايته؛ خصوصاً أن من أخفق طوال فترة وجوده في سدة الرئاسة الأولى في تحقيق ما تعهد به لا يستطيع في غضون أشهر قليلة التعويض عن قصوره في إنقاذ البلد.
ويلفت هؤلاء إلى أن عون يتطلع إلى تشكيل حكومة تكون له اليد الطولى في السيطرة على مفاصلها الرئيسة، وإنما بالشراكة من وجهة نظره مع الرئيس ميقاتي لجهة ضمان توقيعه على المراسم الخاصة بتأليفها، ويعود لباسيل التحكم فيها. ويؤكدون أن عون، بتعاطيه مع ميقاتي، يستحضر السيناريو نفسه الذي تعاطى فيه سابقاً مع زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وكان وراء اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة.
فالسيناريو الذي أعدّه عون في تعاطيه مع المشاورات التي جرت بينه وبين الحريري يكاد يكون نسخة طبق الأصل من تعاطيه مع ميقاتي، وإنما بوجود فارق لا يمكن الاستهانة به أو القفز فوقه، ويعود إلى أن الأخير يجمع حالياً بين رئاسته لحكومة تصريف الأعمال وبين تكليفه بتشكيل الحكومة العتيدة، إضافة إلى أن عون يقترب من انتهاء ولايته الرئاسية.
ويتوقف هؤلاء أمام النقاط الجامعة بين السيناريو الذي اعتمده عون لدفع الحريري للاعتذار وبين السيناريو الذي يتبعه حالياً لدفع  نجيب ميقاتي للاعتذار عن تشكيل الحكومة، مع أنه يدرك سلفاً أنه ليس في وارد الاعتذار لتقديم هدية مجانية إلى باسيل. ويؤكدون أن الأخير كان يتطلع بالتناغم مع عمه إلى تكليف شخصية سياسية لتشكيل الحكومة تدين له بالولاء المطلوب؛ لكن «الثنائي الشيعي» كان وراء تعطيل اللغم السياسي الذي جهّزه باسيل قبل أن ينفجر، ما اضطره للرهان على عمه لقطع الطريق على ميقاتي لتشكيل الحكومة، برغم أن باسيل يلعب حالياً دور الشريك في تشكيلها من موقع الاختلاف معه، بعد أن رفض تسميته وأعلن امتناعه عن المشاركة في الحكومة ومنحها الثقة.
ويرى خصوم عون أن فريقه السياسي يحاول أن يرمي مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة على ميقاتي، بذريعة أنه يتعرض إلى ضغوط خارجية تتلازم مع رغبته في عدم تأليفها، وهذا ما يشكل تكراراً لما صدر عن عون وباسيل لتبرير الحملة المنظمة التي أشرفا عليها وكانت وراء اعتذار الحريري عن تأليف الحكومة.
ويضيف هؤلاء أن عون بدلاً من أن يحدد موقفه من التشكيلة الوزارية التي سلمه إياها ميقاتي، سارع من خلال فريقه السياسي إلى تسريب التشكيلة، وصولاً إلى فتح النار عليها. ويقولون بأنه اتبع الأسلوب نفسه مع الحريري عندما أرسل إليه نسخة عن التوزيعة الطائفية للحقائب الوزارية، بواسطة دراج يحمل مغلفاً كُتب عليه «الأستاذ سعد الحريري المحترم»، بدلاً من أن يخاطبه كرئيس مكلف بتشكيل الحكومة.
ويتهم خصوم عون الفريق السياسي المحسوب عليه بأنه وراء الالتفاف على المواد الدستورية الخاصة بتشكيل الحكومة، وتحديداً بالنسبة إلى استحضار شراكته في تشكيل الحكومة، برغم أن الدستور يعطي الحق للرئيس المكلف في اختيار الوزراء على أن يتشاور في الأسماء مع رئيس الجمهورية، وأن شراكة الأخير محصورة بالتوقيع على مراسيم التأليف؛ لأن من يخضع للمحاسبة أمام البرلمان هو رئيس الحكومة، ويحق له أن ينزع ثقته بالحكومة، بينما لا يتحمّل عون أي مسؤولية، ويستمر في ولايته حتى انتهائها، بخلاف ميقاتي.
ويتوقف خصوم عون أمام قول فريقه السياسي بأن ميقاتي بعزوفه عن خوض الانتخابات يفتقد إلى التمثيل، ويقول هؤلاء بأن باسيل يغرد وحيداً في تعطيل تشكيل الحكومة، وأنه يخطئ إذا ما اعتقد بأنه يستطيع الاستقواء على الرئيس المكلف بذريعة التشرذم في الشارع السني، أو في حال رهانه على دور فرنسي على غرار الدور الذي لعبته باريس طوال فترة تكليف الحريري، بدعوتها الأخير للقاء باسيل للإفراج عن التشكيلة الوزارية.
فباريس تسعى لاستيعاب الوضع في لبنان، وهذا ما يفسّر تواصل السفيرة آن غريو مع «حزب الله» في ضوء ما تردد من أن الاتصالات الجارية بين باريس وطهران تأتي متلازمة مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية.
لذلك يفتقد عون ومعه باسيل إلى دعم خارجي لإعاقة تشكيل الحكومة، بخلاف المساندة الدولية لميقاتي التي برزت أخيراً في البيان الصادر عن مجلس الأمن الذي يأتي في إطار حث الأطراف للإسراع بتشكيل الحكومة، وإن كان موجّهاً لمن يريد أن يسمع وليس للذين يريدون الإمساك بالحكومة تحسُّباً لتعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد في خلال المهلة الدستورية، مع أن خصوم عون يؤكدون أن الاستحقاق الرئاسي سينجز في موعده، وأن تعذّر تشكيل الحكومة يشكل رافعة للضغط لمنع حصول فراغ رئاسي؛ لأن البلد لا يحتمل فراغين: حكومياً ورئاسياً!
وعليه فإن السباق إلى رئاسة الجمهورية لم يخرج حتى الساعة إلى العلن، لغياب التواصل السياسي المطلوب بداخل الفريق الواحد، وكأن الجميع يرصدون الحراك الدائر في المنطقة ليكون في وسعهم أن يبنوا على الشيء مقتضاه، وهذا يعني أن توجّه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بدعوة النواب لعقد أول جلسة لانتخاب الرئيس يبقى في حدود تحريك المعركة الرئاسية بغياب المرشحين، وتحديداً أولئك الذين هم من خارج الطاقم التقليدي ويتم التداول بأسمائهم من حين لآخر من دون التركيز على مرشح معين.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الرئيس المكلفِ بتشكيلِ الحكومةِ اللبنانيةِ ميقاتي يسعى جاهدا لإعدادِ تشكيلةٍ حكوميةٍ جديدةٍ

الرئيس اللبناني يُصرح على القضاء أن يستحق استقلاله لا أن يستجديه

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية يعزز الضغط لمنع الفراغ الرئاسي تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية يعزز الضغط لمنع الفراغ الرئاسي



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab