بغداد- نجلاء الطائي
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن التفجير الذي أسقط، الأحد الماضي عشرات الشهداء في منطقة الكرادة وسط بغداد، سيدفعها إلى تسريع وتيرة هجومها على تنظيم "داعش" في سورية والعراق، لكنها لن تغير في استراتيجية التحالف الدولي ضد الإرهابيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، الأميركية، بيتر كوك في تصريح صحافي ،إن "واشنطن والجنرال شون ماكفارلاند الذي يقود قوات التحالف الدولي في بغداد هما على تواصل وثيق مع الحكومة العراقية بعد هذه المجزرة، ولكن ليس هناك أي مخطط لإرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق".
وذكر كوك ان "تشديد الطوق على تنظيم "داعش" سيقوّض قدرته على تنفيذ اعتداءات في بغداد، أو أنحاء أخرى من العالم".
يُشار إلى أن وشنطن أرسلت قوّات خاصة ومستشارين عسكريين إضافيين إلى العراق، بحيث تجاوز عدد العناصر الأميركية في العراق 4 آلاف.
وفي هذه الاثناء، رجّحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، أن تستغرق عملية اعمار مدينة الرمادي "سنوات" لتكون مدينة صالحة للسكن، فيما حذّرت من أن المواد المتفجرة "ما تزال منتشرة" بمناطق المدينة.
وذكرت اللجنة في بيان على موقعها الرسمي، إن "شريط فيديو التقطته طائرة مسيّرة من الجو يُبيّن الدمار الهائل الذي لحق بمدينة الرمادي"، مبيّناً إن "إعادة إعمار ما تم تخريبه في المدينة لتكون صالحة للسكن سيستغرق اشهر ان لم تكن سنوات".
واضافت اللجنة، إن "المدينة التي كانت تضم في وقت ما اكثر من 375 الف نسمة قد تحوّلت الى مدينة اشباح"، مشيراً الى إن "الشريط يُبيّن تدمير صف بعد صف من البيوت بشكل كامل كامل مع شوارع واحياء مهجورة لمدينة كانت تزخر بالحياة سابقاً".
وحذّرت اللجنة، من إن "بقايا المواد المتفجرة ما تزال منتشرة عبر المدينة"، مؤكدة "اغلب اهالي المدينة يخشون الرجوع الى بيوتهم".
وفي التطورات الميدانية، اعلنت قيادة العمليات المشتركة تقدُّم القطعات العسكرية لتحرير منطقة الزنكورة بمحافظة الانبار .
وذكر بيان للقيادة في ساعة متاخرة من ليل امس" ضمن قيادة عمليات الانبار ، تقدّمت القطعات لتحرير منطقة الزنكورة وبدأ القصف التمهيدي على الأهداف المرسومـــة من قبل مدفعية الفرقة 16 حيث باشرت القوّات المشتركة بالتقدم من خط الشروع بواجب لتطهير منطقة زنكورة".
واضاف " كما باشرت قطعات الفرقة (14) من تفتيش منطقة جزيرة الكرمة ضمن قرية الرفيعات وكانت النتائج هي العثور على 59 كيس نترات الامونيا ضمن قاطع الفلوجة في حين تمكنت آمرية الهندسة العسكرية من معالجة 15 عبوة ناسفة ضمن سيطرة الموظفيين باتجاه منطقة الحراريات ، وتم تطهير طريق الجانب الأيمن بالكامل في قاطع الفلوجة".
وتابع " وفي الوقت الذي تمكنت فيه قوة من فوج استطلاع بغداد السابع وبعد ورود معلومات استخباراتية من نصب كمين لاحد الانتحاريين يرتدي حزام ناسف تم قتل الانتحاري ، ضمن منطقة سبع البور قرب مضخة الماء".
واكد "انه نفذت طائرات التحالف الدولي ضربة جوية استهدفت عناصر "داعش" المتطرف في قرية العوسجة الغربي بعد هروبهم من قرى (الكرامة- الحصية- البو محل) التابعة الى ناحية القيارة نتيجة ضغط القوات الأمنية لتحرير القرى آنفا من عناصر "داعش" أسفرت الضربة عن قتل متطرفين اثنين في حين نفذت ضربة جوية من قبل طائرات التحالف الدولي استهدفت تجمع لعناصر داعش يقدر عددهم بـ 25 متطرفا بالقرب من جسر القيارة نيتهم عبور نهر دجلة بواسطة الزوارق الى قرية العوسجة ومن ثم التوجه الى قرية الكرامة لاستهداف القوّات الأمنية وأسفرت الضربة عن قتل 6 متطرفين" .
وضمن ضربات طيران التحالف الدولي اشار البيان الى ان " التحالف نفذ 24 طلعة قتالية منها في كنهش الكبير 5 طلعات اسفرت عن قتل 33 متطرفا ".
وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي ، أن" طائرات L159 العراقية وجهت ضربات جوية لتجمعات تنظيم داعش المتطرف اسفرت عن مقتل إعداد كبيرة منهم وتدمير مقرات للقيادة والسيطرة في الحويجة".
وأدان تحالف القوى العراقية "السنية"، الهجوم الصاروخي على "معسكر الحرية"، مستغربا من "تكراره" من دون تحديد الجهة التي تقف خلفه، وعده "اساءة" لسمعة الدولة وتحديّا لها ويؤثر سلبا على سمعة العراق بالمجتمع الدولي.
وقال التحالف ، في بيان له: إنه "ليس للتطرف وجهان بل وجهاً واحداً يتمثل باستخدام السلاح خارج سيطرة الدولة التي لها وحدها حق احتكاره"، معرباً عن "إدانة الهجوم الصاروخي الواسع الذي استهدف معسكر ليبرتي ومحيط مطار بغداد، حيث سقط من جرائه عدد من الجرحى من منتسبي الشرطة ومن اللاجئين السياسيين من منظمة مجاهدي خلق الموجودين في المعسكر بموجب اتفاقية رسمية بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة".
وأضاف تحالف القوى العراقية، أن ذلك "ليس العدوان الأول الذي يتعرض له المعسكر بالوسيلة نفسها ومن ذات المكان، ومع ذلك لم تقم الجهة الأمنية بتحديد من يقف خلفه"، مؤكدا أن ذلك "يثير أكثر من علامة استفهام"
وتابع التحالف، أنه "فضلاً عن كونه عدوانًا مدانًا فإن أعمالا مثل هذه إنما تسيء لهيبة الدولة وتحديّا لها كما تؤثر سلبا على سمعة العراق في المجتمع الدولي"، مؤكدا أن "الهجوم يؤشر عدم الالتزام بالتعهدات الدولية، مما يدفعنا لمطالبة الحكومة بفتح تحقيق جدي بالموضوع وتقديم الجناة للعدالة" .
وكانت خلية الإعلام الحربي، التابعة لقيادة العمليات المشتركة، أعلنت في4 تموز/يوليو 2016 الحالي، العثور على شاحنة استعملت كمنصة لإطلاق قرابة عشرين صاروخاً على معسكر "الحرية" سقط بعضها على حي العامرية، غربي بغداد، وأدى لإصابة العديد من المواطنين.
وفي العاصمة ، تظاهَر المئات من المواطنين، اليوم الاربعاء، امام المنطقة الخضراء استنكارا للتفجير الذي شهدته منطقة الكرادة، يوم الاحد الماضي، وطالبوا بالتحقيق في الحادثين لكشف المتواطئين ومحاسبتهم، فيما دعوا الى "اقالة المسؤولين الفاسدين".
وقطعت القوات الأمنية، اليوم الاربعاء، العديد من الطرق الرئيسة في العاصمة بغداد في اول ايام عيد الفطر، فيما انتشر عناصر القوات الامنية قرب المناطق الترفيهية والمتنزهات لتوفير الحماية للمحتفلين بالعيد.
أرسل تعليقك