قُتل 21 مسلحًا من جماعة "الحوثي وصالح"، فيما سقط خمسة من عناصر المقاومة الشعبية، في معارك بين الجانبين وقعت أمس الخميس على محاور تعز، مما يؤكد أن الهدنة التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركية ولدت ميتة ولم ترَ النور. وقال المركز الإعلامي لـ"المقاومة الشعبية" في بيان، إن مدينة تعز، جنوب غرب البلاد، شهدت معارك بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى.
وأضاف البيان أن “الاشتباكات أسفرت عن مقتل 17 مسلحًا من الجماعة وحلفائها وإصابة العشرات، إضافة الى مقتل خمسة من المقاومة وجرح 19 آخرين".
وأفاد القائد الميداني لـ"المقاومة" في المنطقة الشرقية لمدينة تعز، توفيق عبدالملك، بأن القوات الحكومية تحرز تقدمًا كبيرا في المعارك مع الحوثيين، ومعارك تحرير المنطقة الشرقية لتعز تسير كما هو مخطط لها . وأشار إلى أن القوات الحكومية تُحاصر القصر الجمهوري في المنطقة، وتسعى إلى السيطرة على تلة الجعشة التي تُطل على طريق الحوبان، الذي يعد خط إمداد رئيسي للحوثيين.
وذكر أن معارك دارت الخميس في أحياء بازرعة، والكمب، ومعسكر التشريفات، فيما أحكمت القوات الحكومية سيطرتها على المستشفى العسكري، الذي حوله الحوثيون وقوات صالح لثكنة عسكرية. ولفت عبدالملك إلى أن الألغام الأرضية التي خلّفها الحوثيون قُبيل انسحابهم من المواقع شرق تعز، أعاقت تقدم القوات الحكومية وأدت إلى سقوط عشرات من مقاتليها ما بين قتيل وجريح.
وفي الجهة الغربية لتعز، أعلن قائد المقاومة الشعبية عبده الصغير، عن مقتل أكثر من 30 مسلحًا من الميليشيات الانقلابية بينهم قيادات كبيرة، وأسر ثمانية آخرين والسيطرة على نحو 23 موقعًا إستراتيجيا في معارك خلال الساعات الماضية. وأكد الصغير أن ميليشيات الانقلابيين تعاني حالة انهيار على مختلف الجبهات.
وعزا النجاحات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف جبهات شرق وجنوب تعز إلى التنسيق المتكامل مع التحالف العربي جويا وبريا وتقديمه الدعم اللوجستي المتمثل بالتعزيزات العسكرية، بما فيها كاسحات الألغام. وقال الصغير إنه تم تطهير 23 موقعا، بينها نحو خمسة منازل عسكرية تابعة للمخلوع علي صالح كانت تتخذ مركزا لإدارة العمليات ضد المدنيين، والمستشفى العسكري، وحي صالة بالكامل، لافتا إلى التحام جبهتي ثعبات والجحملية لأول مرة.
واعتبر أن استهداف الميليشيات الأحياء المدنية بشكل عشوائي مؤشر على حالة الانهيار التي تعيشها على خلفية الضربات الموجعة للجيش والمقاومة.
وأكدت مصادر سعودية ان قذيفة مدفعية اطلقتها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، صوب الاراضي السعودية، سقطت على حفل زفاف. وحسب قناة "الإخبارية"، فقد اصيب شخصان كانا في حفل زواج في قرية العطايا في محافظة الخوبة، جراء سقوط القذيفة من داخل الأراضي اليمنية، اطلقته مليشيات الحوثي والمخلوع.
وكان الناطق بإسم قوات التحالف العربي اللواء احمد العسيري، أكد استمرار العمليات العسكرية للتحالف في اليمن. وقال اللواء العسيري بحسب وكالة فرانس ان الحكومة اليمنية لم تعلن إيقاف الحرب وبالتالي فإن عمليات التحالف مستمرة في اليمن. وسبق أن أعلنت الحكومة اليمنية أنها لن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه وزير الخارجية الاميركي. واكد عبد الملك المخلافي وزير الخارجية أن الحكومة لن تلتزم بالاتفاق؛ لأنها لم تكن طرفاً فيه. وقال إنها قررت تغيير المعادلة على الأرض وحسم المعركة في تعز
وفي مكة المكرمة أكد ممثل دولة الكويت في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاسلامي الذي عقد أمس الخميس، أن الكويت حاولت باستضافتها للمفاوضات اليمنية اليمنية لأكثر من ثلاثة أشهر فتح باب التقارب والتحاور للوصول إلى اتفاق يحقن الدماء في اليمن الشقيق.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي ألقاها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الوزير المفوض ناصر عبد الله الهين نيابة عن الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أمام الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة.
وشدَّد الوزير المفوض الهين على استنكار دولة الكويت قيادة وشعبا للمحاولة الآثمة والجريمة النكراء التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح بإطلاق صاروخ باليستي استهدف منطقة مكة المكرمة "في تحد سافر لكافة الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية".
وقال: "لا يمكن وصف هذا الحدث إلا بالعمل الاستفزازي لمشاعر ومقدسات المسلمين", مضيفاً أن "حدثا كهذا لا يأتي من صاحب مبدأ أو مدافع عن قضية ولا يقوم به ذو عقل ودين بل هو عدوان سافر بكل المقاييس". وأكد أن هذه التصرفات غير المسؤولة تدمر كافة الجهود الإقليمية والدولية في إيجاد صياغة يمكن التوافق عليها مشددا على أن أمن المملكة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من أمن دول الخليج العربي والعالم العربي والعالم الإسلامي.
ودعا الوزير المفوض الهين الحوثيين وصالح إلى تغليب لغة العقل والمنطق ونبذ مبدأ الإرهاب واستخدام السلاح للوصول إلى حل سياسي شامل يُغلّب مصلحة الشعب اليمني الشقيق ويدعم استقرار وأمن المنطقة.
وجدد التأكيد على أهمية الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار (2216) مؤكداً دعم دولة الكويت للجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي في هذا الإطار.
أرسل تعليقك