تباطؤ قيادتين عسكريتين للعمليّات في الأنبار يجهض تطهير الصحراء
آخر تحديث GMT12:47:16
 العرب اليوم -

ماكرون يهاتف العبادي ويتفقان على حل "الإشكالات" بين أربيل وبغداد

تباطؤ قيادتين عسكريتين للعمليّات في الأنبار يجهض تطهير الصحراء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تباطؤ قيادتين عسكريتين للعمليّات في الأنبار يجهض تطهير الصحراء

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي
بغداد – نجلاء الطائي

انسحبت جميع القطعات العسكرية، التي شاركت قبل أسبوعين في عملية تطهير الجزيرة وأعالي الفرات، إلى داخل المدن، في دلالة على انتهاء عمليات التمشيط هناك، رغم عدم إعلان الحكومة ذلك صراحة، وحققت الحملة العسكرية أهدافها قبل يومين، لكن من دون إمساك الشريط الحدودي مع سورية الممتد من شمال القائم إلى ربيعة غرب الموصل، الذي استخدمه تنظيم "داعش" للهروب قبل انطلاق الحملة الأخيرة.

وأنشأت القوات المشتركة ساتراً ترابياً يمتد لأكثر من 100 كم لحماية المناطق المحررة في شمال الفرات. كما فجرت، خلال عمليات التطهير، عدداً من المعسكرات ومخازن الأسلحة والأعتدة، فيما قتلت عدداً محدوداً جداً من المسلحين، لكن لجنة الأمن والدفاع تحذر من خطورة بقاء الصحراء من دون "مراقبة" مشدّدة، ومقدّرة وجود أكثر من 1000 مسلح متواجد في تلك المناطق الوعرة، وتنشغل القوات حالياً بعملية تطهير صحراء الأنبار، التي تشكل نحو 90 % من مساحة المحافظة. ومن المرجح أن تنطلق قريبا حملة واسعة لتمشيط الوديان بمشاركة قيادة عمليات الأنبار، التي كانت متلكئة في إنجاز مهامها، وخلال الأسبوع الماضي، أكد العميد يحيى رسول، الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة، بأن القطعات طهرت "50 % من الصحراء البالغة مساحتها الكلية 29000 كيلومتر مربع"، وكان قائد عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة الفريق عبد الأمير يارالله قد أعلن، في 23 تشرين الثاني الماضي، انطلاق "عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة الكائنة بين محافظات (صلاح الدين - نينوى - الأنبار)"، بمشاركة "قوات الجيش والحشد الشعبي".

وكشف مصدر مقرّب من العمليات العسكرية إن "الحملة الأخيرة انتهت، وعادت القوات التي تقدمت من ثلاث محافظات إلى داخل المدن منذ يومين"، مؤكّدًا على أن "العملية أسفرت عن تفجير عدد من مقرات داعش والعثور على أكداس من السلاح والعتاد"، كاشفاً عن "إنشاء ساتر بطول 140 كم من شمال الرمانة إلى حديثة وراوة لمنع عودة التنظيم من الصحراء"، ومشيرًا إلى أن "الحملة قتلت عددا قليلا من المسلحين الذين هربوا إلى داخل الحدود السورية"، واستغل التنظيم عدم مسك القوات للشريط الحدودي الممتد من شمال القائم إلى البعاج، للهرب باتجاه الاراضي السورية. ويشدد المصدر على أن "الشريط مازال مفتوحاً، لكن لم يشهد، خلال الأيام القليلة الماضية، أي حركة للمسلحين".

ويمتد الشريط إلى مسافة 300 كم من شمال القائم إلى منفذ ربيعة الحدودي، غرب الموصل. وكان الحشد الشعبي قد أعلن، في حزيران الماضي بعد تحرير البعاج 50 كم شرق الحدود السورية، عزمه الاستمرار بعملية التطهير إلى شمال القائم. لكنه لم يتحرك منذ ذلك الحين من مواقعه، من دون أن تتوضح أسباب ذلك، ويؤكد المصدر المطلع أن "مسك الحدود من ضمن مهمات قيادة قوات الحدود التي تضم 4 وحدات"، مشيراً إلى أن "ظروفا مجهولة تقف وراء عدم وصول تلك التشكيلات إلى الحدود"، ولم يتسن الحصول على تعليق من قيادة العمليات المشتركة حول حقيقة انتهاء عمليات تطهير أعالي الفرات، وعدم نشر قوات حرس الحدود في مناطق شمال الأنبار، ومنذ أواخر تشرين الثاني الماضي، أعلنت العمليات المشتركة البدء بتطهير وادي حوران، الذي يمتد من الحدود السعودية مروراً بالأنبار وانتهاءً بمحافظة صلاح الدين، وبدأت يوم الأحد الماضي عمليات الجزيرة لتطهير الوادي، انطلاقاً من جنوب ناحية البغدادي (غرب الأنبار) بمسافة 120 كم. ويمتد الوادي لنحو 450 كم داخل أراضي محافظة الأنبار، وقال حشد الغربية، قبل أيام بعد انتهاء مهمته في حوران، بأن قوات الجزيرة طهرت "27 قرية بعمق 86 كم".

وأعلن القيادي في حشد غرب الأنبار، قطري العبيدي، أنّه "بسبب اتساع المنطقة كان من المفترض أن تبدأ عمليات الأنبار بالمشاركة للسيطرة على الوادي، لكن ذلك لم يحدث"، ويخضع الملف الأمني في الأنبار لإشراف قيادتين عسكريتين. وتشرف عمليات الجزيرة على شمال حديثة إلى أعالي الفرات، بقيادة اللواء قاسم المحمدي، وتضم الفرقة 7 و8 ولواء مغاوير تابعين للجيش، بينما تشرف عمليات الأنبار على جنوب حديثة إلى الطريق السريع والحدود العراقية- الأردنية، بضمنها مدينتا الفلوجة والرمادي. يقودها اللواء محمود الفلاحي، وتضم الفرقة 1 و 14 و10 / جيش، بالإضافة إلى 17 فوج طوارئ من الشرطة الاتحادية، و12 مديرية أمنية أخرى بالإضافة إلى شرطة الأنبار، ويؤكد العبيدي، أن "عمليات الأنبار حركتها بطيئة، وأكثر الأوقات متواجدة في داخل المدن، ولم تقم بعمليات تمشيط في الصحراء"، وكان قائمقام الرطبة عماد الدليمي قد قال، إن "عمليات الأنبار قامت مؤخراً، بعملية تمشيط محدود في صحراء جنوب القضاء"، وأن "القوات سألت رعاة الغنم، وعادت بعدما لم تجد أي مسلح في الصحراء".

ويقول مسؤول محلي في الأنبار إن "قيادة عمليات الجزيرة انسحبت من عملية تطهير وادي حوران اعتراضاً على عدم مشاركة عمليات الأنبار بحملة التمشيط"، مشيرًا إلى أنّ "قادة رفيعي المستوى في العمليات المشتركة اجتمعوا أمس مع القيادتين في الأنبار لحل الإشكال بين الطرفين"، وأن "الاجتماع انتهى إلى اتفاق على تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بين القيادتين الأسبوع المقبل، لتحرير كل الصحراء في شمال وجنوب الرطبة".

وأفاد عضو لجنة الأمن البرلمانية، النائب إسكندر وتوت، بأن "تمشيط وادي حوران ليس بالسهولة الذي يتصوره البعض"، مشيرا إلى أن "القوات الأميركية في حينه لم تستطع أن تسيطر عليه"، ويكشف وتوت، أن "تلك المناطق مازالت تضم أوكاراً ومعسكرات تحت الأرض تابعة لتنظيم داعش"، مقدراً عددهم بـ"1000 مسلح على أقل تقدير"، معتقدًا أن "أغلب الأسلحة التي استحوذ عليها داعش من الجيش العراقي مازالت مخفية في أنفاق تحت الأرض".

ويتوقع النائب والجنرال السابق أنّ "الصحراء جمعت كل الفارّين من الموصل والأنبار وصلاح الدين"، معتبراً أن "السيطرة على الصحراء بحاجة إلى إعادة القواعد الجوية السابقة لمساندة القوات البرية"، ويقول وتوت "أبلغت الحكومة بضرورة زيادة الجهد الاستخباري والتعاون مع السكان، بالإضافة إلى تشكيل فوج محمول جواً (مجوقل) مع 4 طائرات سمتية لمتابعة الصحراء، وحركة رعاة الغنم الذين يعتقد بأنهم يقدمون دعماً لوجستياً لداعش".

وأعلن مكتب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي مساء الأربعاء عن تلقي الأخير اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منوّهًا إلى أنّ "الرئيس الفرنسي جدد تأكيده على ثبات موقف بلاده من وحدة العراق وسلامة أراضيه ودعمه لبسط السلطة الاتحادية على كامل الاراضي والحدود العراقية"، وأضاف أنّ "العبادي أكد على أهمية توحيد الجهود كافة للاستجابة لتحديات البناء والإعمار ومستلزمات مرحلة الانتصار والتحرير رغم الصعوبات المالية والاقتصادية التي تقتضي توزيع الثروات بشكل عادل لجميع أبناء الشعب العراقي ووفقاً للاستحقاقات الدستورية"، وتابع البيان أن ماكرون والعبادي "أكدا على ضرورة حل الإشكالات عن طريق الحوار والالتزام بالدستور ووحدة الاراضي العراقية"، وكان ماكرون قد دعا في مؤتمر صحفي مشترك عقده بوقت سابق من اليوم مع رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في باريس الحكومة الاتحادية إلى حل الميليشيات، وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، والبدء بحوار فوري مع كردستان لحل الخلافات والقضايا العالقة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تباطؤ قيادتين عسكريتين للعمليّات في الأنبار يجهض تطهير الصحراء تباطؤ قيادتين عسكريتين للعمليّات في الأنبار يجهض تطهير الصحراء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab