استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية يُزيد المشهد العراقي تعقيداً
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية يُزيد المشهد العراقي تعقيداً

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية يُزيد المشهد العراقي تعقيداً

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
بغداد - العرب اليوم

فيما كانت قوى الإطار التنسيقي تأمل أن تكون عطلة العيد بمثابة فرصة لحوارات أعمق يتم من خلالها الوصول إلى توافقات، فإن خطب الجمعة التي ألقاها القادة الشيعة عبرت عن وجود تقاطعات حادة فيما بينهم. فبالإضافة إلى عدم الاتفاق داخل قوى الإطار التنسيقي حول مرشحهم لرئاسة الوزراء، فإنه وطبقا لما طرحه كل من زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي بدا مختلفا عن سياق ما تسعى إليه باقي مكونات قوى الإطار. فمن جهة يتم تداول 3 شخصيات لمنصب رئيس الوزراء وهم نوري المالكي زعيم دولة القانون الذي بات يملك أغلبية برلمانية واضحة داخل قوى الإطار (44 نائبا) وهادي العامري زعيم تحالف الفتح وهو القوة الثانية بعد المالكي داخل قوى الإطار وحيدر العبادي الذي وإن لم يمتلك مقاعد برلمانية توازي مقاعد المالكي والعامري، لكنه أحد أبرز مرشحي التسوية في حال لم يتم الاتفاق على شخصية أخرى

. الاختلاف في الرؤى بين قيادات قوى الإطار ظهر في خطبتي قيس الخزعلي زعيم العصائب الذي أعلن رفضه الصريح لبقاء حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها مصطفى الكاظمي، بينما جاءت خطبة زعيم تيار الحكمة ورئيس تحالف قوى الدولة عمار الحكيم مختلفة تماما. فالحكيم أكد على وجود عناصر إيجابية في حكومة الكاظمي، داعيا إلى استمرارها بطريقة ما حيث أكد على أنه لا حاجة إلى إحداث تغيير جذري فيها. وحتى على صعيد الموقف من انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فإنه في الوقت الذي بدا الخزعلي مرتاحا لهذا الانسحاب عادا إياه بمثابة بداية لفتح الانسداد السياسي، فإن رؤية الحكيم كانت مختلفة تماما، حيث إن هذا الانسحاب أدى إلى تعقيد المشهد تماما.

قوى الدولة التي يتزعمها الحكيم والتي تضم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي أعلنت أمس الاثنين رؤية جديدة لمعالجة الانسداد السياسي في البلاد بعد مضي نحو 9 أشهر على إجراء الانتخابات دون تشكيل حكومة. الناطق باسم ائتلاف النصر سعد اللامي أعلن في بيان له تحالف قوى الدولة، وأطلق مبادرة جديدة مبينا أنها «أكدت على ركيزتين وهما (المرحلة الانتقالية والحكومة الوسطية)، وأنهما ضرورتان لمن يريد الحفاظ على النظام السياسي، وسط مقاطعة واعتراض قوى سياسية مهمة». وأضاف البيان أن «تحالف قوى الدولة الوطنية مع التضامن الوطني، يعارض بشدة أي إقصاء أو تهميش لقوى فاعلة في المشهد السياسي، ويعتبر ذلك وصفة فشل أخرى لا يحتمل النظام السياسي تداعياتها». ا

لمتابعون للشأن السياسي العراقي يرون أن تحالف قوى الدولة بات يرهن تشكيل الحكومة القادمة بحصول ضمانات من مقتدى الصدر بأنه لن يقف عائقا ضدها. لكن الحصول على مثل هذه التطمينات يتطلب اتخاذ خطوات عملية من قبل قوى الإطار سواء على صعيد ترشيح الأسماء التي يمكن أن تكلف بتشكيل الحكومة دون أن تستفز الصدر أو حتى الوزارات والمواقع الأخرى من بينها موقع النائب الأول لرئيس الوزراء. وبينما تنتظر قوى الإطار التنسيقي صلاة الجمعة الموحدة التي ستقام برعاية مقتدى الصدر في العاصمة العراقية بغداد فإنه لا يوجد حتى الآن أفق واضح على صعيد إنهاء الخلاف بينهم على صعيد المناصب المهمة في الحكومة القادمة.

ففي حال كانت الصلاة تضم أعدادا كبيرة مثلما يريدها الصدر فإن قوى الإطار التنسيقي سوف تكون مضطرة للتعامل مع المخاوف التي يمكن أن يمثلها هذا الحضور الجماهيري في الشارع، أما في حال لم تكن الأعداد مثلما يريدها الصدر فإن صقور الإطار التنسيقي سوف يمضون قدما في إجراءات تشكيل الحكومة بمن في ذلك عدم انتظارهم توافقا كرديا بشأن منصب رئيس الجمهورية. وعلى الأرجح فإن قوى الإطار التنسيقي سوف تجبر الحزبين الكرديين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) على الدخول بمرشحين اثنين إلى قبة البرلمان وإن الإطار سوف يصوت لمرشح الاتحاد الوطني الرئيس الحالي برهم صالح.

من جهته فإن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وبصرف النظر بشأن الجدول حول التمديد لحكومته من عدمها فإنه يواصل مهماته على مختلف المستويات. ففي الوقت الذي قام في أول أيام عيد الأضحى السبت الماضي بزيارة إلى مدينة الموصل حيث صادف الذكرى السادسة لتحريرها، فإنه أشرف أمس الاثنين على تمرين لجهاز مكافحة الإرهاب. وخاطب الكاظمي جنود الجهاز ومنتسبيه الذين كانوا ينفذون تمرين «وثبة الأسود» أن التاريخ سيروي التضحيات التي قدمها جهاز مكافحة الإرهاب وباقي القوات العسكرية الأخرى، خلال المعارك ضد «تنظيم داعش»، فيما تعهد بتوفير «كل الدعم» للمؤسسة العسكرية والأمنية.

وقال الكاظمي: «نستذكر بطولاتكم وتضحياتكم عندما لبيتم نداء الوطن والواجب، هذه التضحيات بكل تأكيد سيرويها التاريخ، وتنال تقدير كل العراقيين ومحبتهم واحترامهم لكم، ولكل زملائكم في باقي الأجهزة العسكرية والأمنية». وأردف الكاظمي قائلاً: «أتابع كل تدريباتكم وإنجازاتكم على الأرض، في الصحاري والجبال والوديان وأنتم تدكون رؤوس العدو في المعارك اليومية كافة، نفتخر بهذه الإنجازات ونعتز بكم».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الكاظمي يوجه بملاحقة مهربي المشتقات النفطية في نينوى

مصطفى الكاظمي يدعو القوى السياسية إلى تحمل المسؤولية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية يُزيد المشهد العراقي تعقيداً استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية يُزيد المشهد العراقي تعقيداً



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab