التقت قوات تابعة لـ"الحشد الشعبي" مع "البيشمركة"، ضمن عمليات تحرير مناطق شمال طريق "تلعفر - سنجار"، وقُتل قيادي في تنظيم "داعش"، والمسؤول عما يسمى "السبايا" الايزيديات، بقصف صاروخي غرب الموصل، مركز المحافظة، ويأتي هذا في وقت أكدت قيادة المنطقة الوسطى الأميركية، استمرار دعمها للقوات العراقية في حربها ضد التنظيم المتطرف، مشيرةً إلى توفير جميع الجهود العسكرية، بما يخص التدريب وتقديم المعلومات.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع العراقية، أن "وزير الدفاع عرفان الحيالي، تلقى اتصالًا هاتفيًا من قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، مبينًا أن "الجانبين بحثا أيضًا التنسيق والتعاون المشترك بين القوات العراقية وقوات التحالف الدولي". وأكد الجنرال فوتيل، أن "قوات التحالف الدولي مستمرة في تقديم الدعم والإسناد للقوات المسلحة العراقية من خلال التدريب والتسليح وتبادل المعلومات والجهد الجوي".
وأعلن زعيم منظمة "بدر"، أحد قادة "الحشد الشعبي"، هادي العامري، أن "الساتر المشترك الذي انشأته قوات الحشد والبيشمركة الكردية، قطعت الطريق أمام تنظيم "داعش"، من التسلل من مدينة الموصل إلى قضاء تلعفر". وقال العامري في تصريح صحافي، إن هذه النقاط التي سيطرت عليها قوات الحشد الشعبي، قطعت الطريق إمام تنظيم "داعش"، من وإلى سورية، مشيرًا إلى أنه "لا يفصلنا عن مواقع قوات البيشمركة سوى كيلو متر". وأضاف أن "هذه النقاط التي تمت السيطرة عليها، ستكون مقبرة لداعش لانه لازال التنظيم يفكر في إرسال امدادات إلى قواتهم في الموصل وتلعفر".
وتابع العامري أن "كل إمدادات داعش من وإلى سورية، قطعت تمامًا بالساتر المشترك الذي اقمناه مع قوات البيشمركة". وذكر الإعلام الحربي للحشد في بيان، أن "الحشد الشعبي التقى مع البيشمركة ضمن عمليات تحرير مناطق شمال طريق (تلعفر _ سنجار)". وأضاف البيان، أن "الحشد حقق التماس مع البيشمركة وسد المساحة الواقعة بينهم، فضلًا عن إنشاء ساتر مشترك بالقرب من قرية سينو الواقعة في الطريق الواصل إلى قضاء تلعفر".
ووصل أن "قوات الحشد الشعبي، تمكنت من قتل القيادي المدعو حربي عبد الكريم، بصاروخ حراري موجّه أصاب سيارته في أطراف تلعفر". وقال مدير عمليات الحشد الشعبي أبو منتظر الحسيني، أن تنظيم "داعش" بات محاصرًا من نهر دجلة إلى تلال سينو شمال غرب تلعفر. وذكر الحسيني في تصريح صحافي، أن "عملية تحرير الطريق الرابط بين سنجار وتلعفر تمت في محورين"، مبينًا أن "الحشد الشعبي، بدر، انطلق من الجهة الجنوبية ولواء علي الأكبر من الجهة الغربية".
واستطرد أن "الطريق يعدّ مهمًا جدًا من الناحية التعبوية لمسرح العمليات"، لافتًا إلى أن "العدو بات محاصرًا من نهر دجلة إلى تلال سينو بطوق 360 درجة". وأضاف البيان، أن "حربي عبد الكريم، يعد المسؤول عن السبايا الإيزيديات وتهجير بعض مكونات تلعفر، وفجر العديد من الحسينيات". وكشفت جهات أمنية عراقية عن خطة جديدة، لإعادة انتشار القوات المسلحة من الشرطة والجيش والحشد الشعبي، بصورة جديدة في مرحلة ما بعد التخلص من تنظيم "داعش" المتطرف.
وأكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن مرحلة ما بعد تحرير الموصل، ستخصص لإعادة انتشار القوات الأمنية، ولاسيما في بغداد، في حين أوضحت طبيعة مهام قوات الجيش والشرطة، بعد استعادة السيطرة على المدينة من قبضة تنظيم "داعش".
واستطرد عضو اللجنة اسكندر وتوت، أن "مرحلة ما بعد تحرير الموصل، ستخصص لإعادة انتشار القوات الأمنية، ولاسيما في بغداد واعتماد خطط جديدة". وأضاف أن "قوات وزارة الداخلية من الشرطة الاتحادية والمحلية هي من ستمسك أمن العاصمة بغداد، في المرحلة المقبلة بعد القضاء على داعش". وتابع أن "مهام قوات الجيش ستكون حماية الحدود الخارجية والانتشار خارج المدن، لصد أي اعتداء او خرق ارهابي عبر الحدود ومنع تسلل داعش".
وبيّن الباحث والمحلل العسكري محمود العامري، أن الخطط الأمنية يجب أن تاخذ بنظر الاهتمام انتشار الأسلحة المتوسطة، بل وحتى الثقيلة عن بعض الجماعات المسلحة، وحتى عند بعض السكان في المناطق الساخنة والمستقرة على حد سواء. وأضاف أن نزع الأسلحة الثقيلة وتنظيف مراكز المدن، يضمن نجاح أية خطط أمنية كما أن الضربات الاستباقية، وتحديد المقصرين سيمكن من تفادي الخروق الأمنية، وهو ما سينفذ بالفعل لإنجاح الخطة الأمنية المزمع تنفيذها بعد مرحلة "داعش" المتطرف.
وأكد الباحث أن إبعاد عناصر أمنية مشبوهة وغير كفؤة، وتجفيف منابع الإرهاب، وتفعيل العمل الاستخباري الإلكتروني لمعرفة مصادر التمويل، وكشف الجهات المتنفذة التي تقف خلفها سيعيد العمل إلى الاستقرار. وبينما يقترب دخول القوات العراقية إلى تحرير مدينة الموصل كاملة مع تراجع القوة القتالية لمتشددي تنظيم "داعش" في ثاني أكبر المدن العراقية، فإن التحرير المرتقب لا يعني انتهاء المشكلة الأمنية، التي تعانيها الموصل وبقية المناطق المحررة.
وقال الباحث السياسي واثق الهاشمي، إن انتصار القوات العراقية في الموصل، "لن يعني الانتصار على الإرهاب"، مؤكدًا أهمية "إنهاء الأفكار المتطرفة، التي زرعها داعش في المدارس والجيل الجديد". وشدّد الهاشمي على أهمية مواجهة قضايا شائكة عديدة كالتغير الديموغرافي لسكان الموصل، والعمل على استيعاب النازحين وتحقيق المصالحة الوطنية والمخاطر القادمة من الدول المجاورة. ويرى المحلل العراقي أن "تعيين حاكم عسكري لمدينة الموصل، لمدة سنة وإعلان حالة الطوارئ هو الحل الأمثل، حتى يتم بناء المدينة وإعادة الأمن لها".
أرسل تعليقك