التحالفات تصطدم بالتخندق الطائفي والتأثيرات الإقليمية والدولية في العراق
آخر تحديث GMT02:27:57
 العرب اليوم -

أكّد شوان محمد طه أنّ "أفق الوطنية العراقية ضائع لدى الجميع"

التحالفات تصطدم بالتخندق الطائفي والتأثيرات الإقليمية والدولية في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التحالفات تصطدم بالتخندق الطائفي والتأثيرات الإقليمية والدولية في العراق

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر
بغداد - نهال قباني

اضطر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي حلت القائمة التي يدعمها "سائرون" في المركز الأول (54 مقعدا)، في الأيام الأولى لظهور النتائج الأولية للانتخابات العراقية التي جرت في الثاني عشر من مايو/ أيار الماضي، إلى ترك مقره الدائم في حي الحنّانة بمدينة النجف والقدوم إلى بغداد، وطوال أسبوع تحول مقره إلى خلية نحل سواء لجهة الاجتماعات أو اللجان أو اللقاءات مع كبار الزعامات العراقية. شمل هذا الحراك الذي كان هدفه الوصول إلى الكتلة البرلمانية الأكبر جميع القوى والأطراف لا سيما الفائزة الشيعية والسنية والكردية.

وبينما بدأت ملامح الصورة تتضح عبر إعلان ما سمي بالتفاهم بين كل من "سائرون" المدعومة من الصدر و"الحكمة" بزعامة عمار الحكيم و"الوطنية" بزعامة إياد علاوي، فإن المفاجأة غير السارة، خصوصا للأكراد والسنة، جاءت عبر إعلان تحالف بين "سائرون" و"الفتح" بزعامة هادي العامري في مدينة النجف حيث عاد الصدر إلى مقره هناك خصوصا بعد تزايد الشكوك والطعون بالانتخابات مما هدد حتى بإلغائها لو كان البرلمان تمكن من المضي في جلسات كاملة النصاب باتجاه تعديلين حاول إجراءهما لقانون الانتخابات هما التعديل الثالث القاضي بالعد والفرز اليدوي الجزئي طبقا لاعتراف القضاة المنتدبين والرابع القاضي بالعد والفرز الشامل مع إمكانية تمديد عمر البرلمان وهو ما لم يتحقق بسبب الفشل في إكمال النصاب.

ومع دخول العراق في ما بات يسمى "الفراغ التشريعي" وهي التسمية المخففة عن الفراغ الدستوري منذ الأول من يوليو/ تموز الحالي وبقاء الحكومة كاملة الصلاحيات السياسية منقوصة الصلاحيات التشريعية فإن الحديث عن إمكانية المضي في عقد التحالفات والتفاهمات بين ما أطلق عليه في العراق قبيل الانتخابات وأثنائها "الفضاء الوطني" توقفت إن لم تكن تراجعت بعد أن اصطدمت بقوة التخندق الطائفي وحجم التأثيرات الإقليمية والدولية.

السياسي العراقي أحمد الأبيض وفي حديثه لـ"الشرق الأوسط" يقول إن "الانتخابات الحالية وبرغم ما رافقها من ضجيج سياسي وإعلامي لم تتغير كثيرا من حيث النتائج والمعطيات لذلك عادت وبسهولة المعادلة القديمة التي هي عرقية - طائفية"، مشيرا إلى أن "الكتل والزعامات السياسية التي كانت تتحدث عن الكتلة العابرة للطائفية والعرقية أو الأغلبية السياسية أو ما سوى ذلك من هذا الكلام إنما كانت قد اضطرت إلى مجاراة هبة الشارع الذي كان يتظاهر على مدى أكثر من عامين لكنهم بعد الانتخابات وما رافقها من إشكاليات بما في ذلك المقاطعة شبه الشاملة جعلتهم يعودون إلى قواعدهم الأصلية".

ويوضح الأبيض هذه الجزئية قائلا إن "المسألة الأساسية التي يجب الانتباه إليها هي أن مصالح القوى السياسية لن تتحقق ما لم يحصل تخندق طائفي وعرقي وهذه تكاد تكون معادلة ثابتة في العراق". وحول التأثيرات الإقليمية والدولية يقول الأبيض إن "الإيرانيين يرون أن لا حكومة عراقية يمكن أن تتشكل خارج التحالف الوطني (الشيعي) الذي يتشكل برعايتهم ولذلك لا بد من إعادة إحيائه وفي الوقت نفسه فإن الأتراك يرون أن نفوذهم لن يتحقق بالطريقة التي يريدونها هم ما لم توجد معادلة سنية كبيرة حيث إنهم من دونها لن يتحقق لهم ذلك بينما السعودية تراهن على ما هو عروبي في العراق لأنه الوحيد الذي يمكن أن يقضي على التخندقات الطائفية والعرقية".

وحول الموقف الأميركي من هذه المعادلة، يرى الأبيض أن "الأميركيين مشغولون اليوم بصفقة القرن الخاصة بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ولكن هناك جزئية مهمة فيها وهي عزل إيران تماما مما يضعف مشروعها في العراق والمنطقة". غير أن الأبيض يرى أن "أي حكومة تتشكل على أساس طائفي لن يكتب لها النجاح في العراق بعد اليوم لأن المعطيات تغيرت ولن يتعامل معها العالم وهو ما يتوجب على القوى الوطنية العراقية إدراكه والتعامل معه".

بدوره، أكد القيادي الكردي في الحزب الديمقراطي الكردستاني شوان محمد طه في حديثه لـ"الشرق الأوسط" أن "أفق الوطنية العراقية ضائع لدى الجميع وهناك إشكالية في هذا الأمر يجعل الجميع ينظرون إلى أن مصالحهم لن تتحقق إلا في إطار التخندقات العرقية والطائفية". ويضيف طه أن "المشكلة التي نعانيها في العراق هي أننا لم نتمكن من بناء مؤسسات قادرة على أن تتفوق على أي حس طائفي أو عرقي والسبب في ذلك يعود إلى عدم وجود رجال دولة يذهبون باتجاه البناء المؤسساتي وليس رجال أحزاب يخدمون أحزابهم وقواهم السياسية فقط".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات تصطدم بالتخندق الطائفي والتأثيرات الإقليمية والدولية في العراق التحالفات تصطدم بالتخندق الطائفي والتأثيرات الإقليمية والدولية في العراق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab