شنّت طائرات حربية إسرائيلية ظهر الثلاثاء، غارات على مواقع تابعة إلى حركتي حماس، والجهاد الإسلامي، وسط قطاع غزة، وذلك ردا على إطلاق صواريخ من قطاع غزة سقطت في مستوطنات غلاف غزة، وقصفت طائرات الاحتلال 3 مواقع تتبع لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وموقعا واحدا لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
طائرات الاحتلال تقصف قطاع غزة
وتقع المواقع الأربعة في وسط وجنوب قطاع غزة، بينما ذكرت وسائل إعلامية فلسطينية أن طائرات الاحتلال قصفت موقعا خامسا بثلاثة صواريخ، وأطلقت طائرة استطلاع صاروخا على موقع بشائر الانتصار البحري.
وأفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن نظام الدفاع الجوي للقبة الحديدية التابع لقوات الدفاع الإسرائيلية اعترض عدة مقذوفات أُطلقت في مجلسي شعاري هنيغيف وسدو نيجيف الإقليميتين على مدار الساعة الماضية، أما صافرات الإذار التي دوت في أماكن أخرى تبدو وأنها خاطئة، ولم يتم الإعلان عن سببها حتى الآن.
نيكي هالي تنحاز لإسرائيل
وفي هذا السياق، أدانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكى هالي، بشدة الثلاثاء، إطلاق قذائف الهاون والصواريخ من قطاع غزة، ودعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء.
وقالت هالي في بيان "ينبغي أن يكون مجلس الأمن غاضبا ويستجيب لهذه النوبة الأخيرة من العنف التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين الأبرياء، ويجب أن تخضع القيادة الفلسطينية للمساءلة عما تسمح بحدوثه في غزة".
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي ومروحيات هجومية وطائرات، 25 هدفاً عسكرياً تابعاً لمنظمة حماس في قطاع غزة، حسبما أفاد الناطق باسم جيش الاحتلال، وشملت الهجمات المستهدفة باستخدام طائرات دون طيار المواقع التي تُستخدم لأغراض متطرفة، وورشة لتصنيع الصواريخ، وأسلحة بحرية متقدمة، ومركبات عسكرية، ومرافق تدريب، وموقع لتصنيع الذخيرة.
في بيان رسمي "هذه ضربة إضافية ضد أهداف عسكرية تابعة لحركة حماس المسؤولة عن النشاط من قطاع غزة، وبالتالي فهي مسؤولة عن الهجمات القاسية التي نُفذت ضد المدنيين الإسرائيليين"، مضيفًا "تختار حماس مرة أخرى العمل ضد مصلحة سكان قطاع غزة، بعد أن فشلت خلال أعمال الشغب العنيفة على طول السياج الأمني، فإنها تختار الآن إجراء والسماح لهجوم واسع النطاق ضد المدنيين الإسرائيليين".
وواصل البيان، محذرا من أن "جيش الدفاع الإسرائيلي ينظر إلى النشاط المتطرف الذي تقوم به حماس المتطرفة بقسوة كبيرة، وسيواصل العمل بطريقة قوية وتصميم، إن جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد لتنفيذ مهماته حسب الضرورة، كما أنه مستعد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات، وهو مصمم على العمل ضد المتطرفين، وسيواصل الجيش تنفيذ مهمته لحماية المدنيين الإسرائيليين".
حماس تبرر إطلاق الصواريخ على إسرائيل
وقالت حركة حماس إن إطلاق فلسطينيين قذائف صاروخية باتجاه جنوبي إسرائيل، صباح الثلاثاء، يأتي ردا على "جرائم القتل الإسرائيلية واغتيال المقاومين"، وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحركة فوزي برهوم، أن "ما قامت به المقاومة صباح اليوم يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في رفح وشمال القطاع".
وحمّل برهوم الجانب الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قادم"، ولم يعلن برهوم مسؤولية "حماس" عن إطلاق الصواريخ بشكل واضح.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فتوعد في وقت سابق "برد قوي للجيش الإسرائيلي، على إطلاق قذائف الهاون من قطاع غزة"، وقال نتنياهو في تصريح مكتوب، إن إسرائيل "تنظر بخطوة بالغة إلى هجمات حماس والجهاد الإسلامي من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية"، وأضاف أن إسرائيل تنظر إلى "هجمات حماس والجهاد الإسلامي بكل جدية"، موضحا أن "كل من يحاول إلحاق الضرر بإسرائيل سيدفع ثمنا باهظا". وحمل حركة "حماس" المسؤولية عن الهجوم، ودعا نتنياهو إلى عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية.
نفي الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار
وبدأت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في مهاجمة أهداف مختلفة في جميع أنحاء قطاع غزة مساء الثلاثاء، بعد أن نفى مسؤول إسرائيلي تقارير فلسطينية عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقال مصدر رفيع في حماس لقناة الجزيرة إن المحادثات مع مصر أدت إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على العودة إلى الوضع الطبيعي بعد يوم من التبادلات العنيفة.
وسُمعت انفجارات في محيط قطاع غزة نتيجة لنشاط جيش الاحتلال، ووفقاً لمصادر فلسطينية، تم الهجوم على موقع الجدار في شمال قطاع غزة بصاروخين، كما أفادت مصادر فلسطينية عن هجوم إضافي للجيش الإسرائيلي في حي الزيتون، في الجزء الشرقي من مدينة غزة.
إدارة ترامب تدين حماس
من جانبها، أدانت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الإثنين، هجومًا استمر يومًا واحداً من غزة ضد إسرائيل بدأ في الساعات الأولى واستمر حتى المساء.
ووصف أحد المسؤولين الهجمات بأنها "تستحق الشجب"، بينما قال آخر لصحيفة جيروزاليم بوست، إنهم برروا الإجراءات "الوقائية" التي اتخذها الجيش الإسرائيلي، وهي الأعمال التي استعرضها في وقت سابق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بالرد على أسوأ يوم لإطلاق النيران.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي "نحن على علم بالعديد من الهجمات بقذائف الهاون على إسرائيل اليوم ونراقب الوضع عن كثب"، مضيفًا "ندعو هؤلاء الذين يطلقون الهجمات لوقف هذا العنف المدمر، كما أننا نؤيد بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، واتخاذ الإجراءات لمنع مثل هذه الاستفزازات".
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يدعو لجلسة طارئة
ودعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الأمين العام ومجلس الأمن إلى إدانة حماس لهجماتها اليوم ضد إسرائيل في رسالة مساء الثلاثاء، وجاء في الرسالة "منذ الصباح الباكر، تم إطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة على المراكز السكنية الإسرائيلية كاستمرار لأنشطة حماس والجهاد الإسلامي المتطرفة، وتواصلت هذه الهجمات المستمرة دون هوادة طوال اليوم"، مضيفًا "لقد حذرنا لأسابيع من أن أعمال الشغب العنيفة على طول السياج الأمني مع غزة، والتي تضمنت العبوات الناسفة وإطلاق الأسلحة على قواتنا الأمنية، لم تكن احتجاجات عفوية، بل جزءًا من هجوم عنيف منسق ضد دولة إسرائيل".
وأوضح أن القذائف والصواريخ التي تطلق على مواطنينا لا تترك مجالا للشك في النوايا الحقيقية لأولئك الذين حرضوا وشجعوا وحتى دفعوا ثمن أعمال الشغب المستمرة، موضحًا "من أجل استعادة الهدوء وحماية المدنيين على جانبي السياج، أطلب منكم بشدة إدانة حماس وتحميل المنظمة المتطرفة المسؤولية عن هذه الهجمات الأخيرة".
تأهب أمني في سديروت
وعقد رئيس بلدية سديروت، ألون ديفيدي، اجتماعًا طارئًا مع مسؤولي المدينة وممثلين عن الشرطة والجيش، يوم الثلاثاء.
وأصدر العمدة تعليماته إلى الخدمات النفسية والموظفين التربويين بالمدينة لتكريس الساعات الأولى من صباح يوم غد لمحادثة مشتركة حول الوضع، وتحديد أعراض الصدمة والقلق وإعلام الطلاب بالموارد المناسبة.
وقال بيان صادر عن مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء "يجب وقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون التي يطلقها المسلحون الفلسطينيون من غزة باتجاه إسرائيل على الفور"، مضيفًا "الهجمات العشوائية ضد المدنيين غير مقبولة على الإطلاق تحت أي ظرف من الظروف، هناك حاجة ملحة لخفض حدة هذا الوضع الخطير لضمان حماية أرواح المدنيين، ولكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش في سلام وأمن وكرامة، وبالتالب يجب كسر دائرة العنف واليأس من خلال عملية سياسية حقيقية".
ليبرمان يصعد وإسرائيل توقف الهجمات
وأكدت إسرائيل أنها لن توقف هجماتها على قطاع غزة، لطالما استمرت حماس في إطلاق الصواريخ على الحدود.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، على موقع "تويتر" مساء الثلاثاء، إن كل مكان تنطلق منه صواريخ المنظمات المتطرفة على الأراضي الإسرائيلية هو هدف مشروع لضربة سلاح الجو الإسرائيلي"، مضيفًا "باسم شعب إسرائيل بالكامل، أود أن أشيد بجنود وقادة جيش الدفاع الإسرائيلي لتفانيهم وعزمهم، وكذلك سكان المنطقة الحدودية لغزة على موقفهم القوي، سنتصرف بأي وسيلة لضمان تمتع المواطنين الإسرائيليين بالأمن والهدوء".
أرسل تعليقك