بغداد - العرب اليوم
شنّت الطائرات العراقية غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش"، في محاور مختلفة تشهد معارك وقتالًا في أطراف الموصل، مما أسفر عن مقتل نحو مائة من مسلحي التنظيم. وسقط عشرات من القتلى والجرحى إثر قصّف لمليشيات الحشد الشعبي، استهدف أحياء التنط والطليعة والخضراء ومبنى حكومي في المدينة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".
وأكدت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية، أن مليشيات الحشد الشعبي تطوق قضاء تلعفر من الجهتين الجنوبية والغربية، مضيفة أن معركة استعادة مطار تلعفر في جنوب المدينة ما زالت مستمرة. وأوضحت مصادر عسكرية عراقية أن الجيش استعاد قريتين بالقرب من مدينة النمرود الأثرية، جنوب الموصل، التي استعادتها قوات عراقية قبل أيام.
واندلعت اشتباكات في حي التحرير "شمال شرقي الموصل" وأحياء أخرى في الأطراف الشرقية للمدينة. وأسفر القصف المتبادل، عن سقوط قتلى من المدنيين في حي التحرير، مما دفع العائلات إلى النزوح نحو منطقة كوكجلي، وهي من أولى المناطق التي دخلها الجيش العراقي. وتوقع الجيش أن يتقدم بسرعة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، في اتجاه الساحل الأيمن، لكن ذلك بات صعبًا بسبب تداخل الأحياء في ما بينها ليصبح القتال قتال شوارع.
وكانت قوات مكافحة الإرهاب العراقية اضطرت للتراجع من حي التحرير إلى مواقع خلفية، على إثر هجوم مضاد لتنظيم "داعش"، الذي هاجم أيضًا القوات العراقية في منطقة السماح شرقي الموصل. وأكد قائد قوات مكافحة الإرهاب اللواء عبد الوهاب الساعدي، أن قواته تتقدم ببطء بسبب وجود مدنيين.
واضطرت عائلات، السبت، إلى النزوح من حي التحرير شرقي الموصل، نحو منطقة كوكجلي، وهي من أولى المناطق التي توغل فيها الجيش العراقي، في إطار عملية استعادة الموصل والتي بدأت قبل شهر. ومنذ انتقال الاشتباكات إلى الأطراف الشرقية لمدينة الموصل، فرّ آلاف المدنيين شرًقا في اتجاه مناطق تخضع لقوات البشمركة الكردية في بعشيقة والخازر، في حين لا يزال مئات ينتظرون السماح لهم بعبور خنادق حفرتها حديثًا قوات البشمركة، وهي عبارة عن حدود جديدة لنطاق سيطرة الأكراد في محافظة نينوى.
وكانت الأمم المتحدة قالت إن نحو ستين ألفًا نزحوا من الموصل وجوارها، منذ بدء عملية استعادة الموصل يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وفي الأثناء قال مدير دائرة الهجرة والمهاجرين في إقليم كردستان العراق شاكر ياسين، أن المناطق التي تمكنت قوات البشمركة من استعادة السيطرة عليها أخيرًا من تنظيم داعش، وبينها ناحيتا بعشيقة وسنجار، ما زالت غير جاهزة لاستقبال النازحين.
وتحدثت مصادر عسكرية عن وصول مجموعات من مقاتلي الحشد الشعبي إلى الأحياء الشرقية على أطراف مدينة الموصل، لتعزيز وحدات الجيش العراقي التي تقاتل تنظيم "داعش". وقال ضابط عراقي في الفرقة التاسعة للجيش، إن القوات الحكومية بدأت باستقدام مقاتلين من الحشد الشعبي من المحور الجنوبي جنوب الموصل إلى القاطع الشرقي لمدينة الموصل لتعويض، الخسائر في صفوفها جراء المعارك في الأسبوعين الأخيرين.
وأضاف الضابط العراقي أن مقاتلين آخرين من الحشد الشعبي تم إدخالهم دورات تدريب سريعة على عمليات القوات الخاصة وحرب الشوارع، وتم إلحاقهم بالفوج التكتيكي والفرقة الذهبية الموجودة في أطراف الأحياء الشرقية للموصل.
وطالب الحشد الشعبي بـ "توفير غطاء جوي أوسع له بجبهتي جنوب وجنوب غرب الموصل مقابل توفيره العناصر المدربين تدريبا خاصاً على أيدي مدربين إيرانيين من الحرس الثوري".
أرسل تعليقك