أطلق الجيش الليبي ليل الاثنين الثلاثاء، عملية عسكرية واسعة تحت عنوان "الرمال المتحركة" بهدف تحرير منطقة الجنوب الليبي بالكامل . وأصدرت القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر التعليمات لآمر "اللواء 12 مجحفل" بالتحرك لتطهير منطقة الجنوب من المليشيات المسلحة .
ونقلت وكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة المؤقتة عن مصادر عسكرية أن قوات اللواء 12 مجحفل سيطرت على بوابات قويره المال بالكامل، وأن القوات تتعامل الآن مع مليشيا القوات الثالثة في محيط قاعدة تمنهنت شرق مدينة سبها .وأضافت المصادر إن القوات المسلحة أغلقت الطريق بين مدينتي سبها و الشاطيء لتضييق الخناق على المليشيات هناك.
وتشارك في عملية الرمال المتحركة الكتيبة 116 مشاة الآلية، والكتيبة 121 مشاة خفيف، والكتيبة 181 مشاة، والسريّة الخامسة، والسريّة السادسة، وسرية سبها المقاتلة. وتردد أن الجيش الليبي سيطر ليل الاثنين الثلاثاء، على "قاعدة تمنهنت الجوية" في جنوب البلاد بالكامل، بعد عملية عسكرية خاطفة .
وكان اللواء 12 مجحفل أعلن البدء بعملية استعادة قاعدة تمنهنت الجوية من قبضة الميليشيات. ومعلوم أن القاعدة المذكورة تسيطر عليها منذ 3 سنوات، القوة الثالثة لحماية الجنوب، وهي تتبع المجلس العسكري مصراتة.
وفي طرابلس، أبدى الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، قلقه من التصعيد الخطير في جميع أرجاء ليبيا، الذي نتج عن تدهور الأوضاع الأمنية في طرابلس والأحداث في مصراته وبنغازي. وحذر في بيان صحفي للبعثة، الإثنين، من أن "تعبئة القوات والأعمال المعادية والخطاب العدائي، تشكل خطرًا حقيقيًا قد يؤدي إلى الانزلاق نحو مواجهة عسكرية واسعة النطاق في البلاد"، وأضاف: أن "العنف وخطاب الكراهية والتنكيل بالجثث في ليبيا هو أمر غير مقبول على الإطلاق، لأنه لا بد من استعادة الهدوء فورًا، وينبغي احترام الهيئات المنتخبة والمثل الديمقراطية، كما يجب حماية حرية التعبير".
وناشد المبعوث الدولي، المؤسسات الليبية الالتزام بدفع الاتفاق السياسي، والإسراع في تنفيذ الترتيبات الأمنية التي تنص على انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة، ونشر الجيش والشرطة. وأضاف: "لا تسمحوا للعنف على الأرض والتطرف أن يسيّرا الأجندة".
وتسري مخاوف في دول أوروبية من استيلاء مليشيات العاصمة الليبية طرابلس على معدات تعتزم دول أوروبية تزويد خفر السواحل بها للمساعدة في كبح جماح الهجرة إلى أوروبا من السواحل الليبية. وأبدى وزير الداخلية الفرنسي برونو ليرو مخاوفه من استيلاء المليشيات على رادارات وزوارق ومروحيات وحتى آليات رباعية الدفع بقيمة 800 مليون يورو، حيث أشار إلى وجوب التأكد من أن حرس السواحل الليبيين "الذين تم تدريبهم يتولون مهامهم بدقة".
جاء ذلك خلال اجتماع لوزراء داخلية مجموعة الاتصال حول المتوسط الاثنين في روما خصص لوضع خطة لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا. وبعد عام على الاتفاق الذي أبرم مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين إلى اليونان، يبحث الاتحاد الأوروبي عن ترتيبات مماثلة مع ليبيا معقدة جدًا بسبب الفوضى في البلاد والأهمية الاقتصادية لتهريب المهاجرين في بعض المناطق الساحلية الليبية.
ونسق خفر السواحل الإيطاليون الأحد عمليات إنقاذ لأكثر من 3300 شخص قبالة سواحل ليبيا، وتجري عمليات أخرى الاثنين، مما يرفع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا إلى حوالى عشرين ألف شخص منذ بداية العام الجاري، في زيادة كبيرة عن الأعوام السابقة.
والهدف هو اعتراض المهاجرين قبل أن يصلوا إلى المياه الدولية واقتيادهم إلى مخيمات في ليبيا تضمن ظروف إقامة لائقة واحترام حقوقهم ما من شأنه أن يمثل "خطوة كبيرة إلى الأمام" مقارنة بالظروف غير اللائقة حاليا في ليبيا.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، الاثنين، اجتماعات وزراء داخلية دول أوروبية وشمال أفريقية، لمناقشة مسار الهجرة في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط. ويشارك في الاجتماع، الذي عقد في مقر كلية الشرطة في العاصمة الايطالية روما، وزراء داخلية إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، النمسا، سلوفينيا، مالطا وسويسرا، إضافة إلى تونس، وليبيا، فضلاً عن مفوض الهجرة الأوروبي، ديمتريس أفرامبولوس.
وفي كلمته الافتتاحية قال جينتيلوني: "إن العمل المشترك وحده هو الذي سيمكننا من إدارة فاعلة وناجعة لملف الهجرة عبر المتوسط". ويرافق رئيس حكومة الوفاق الوطنية الليبية، الذي التقى اليوم نظيره الإيطالي في روما، وزيري الداخلية العارف الخوجة، والخارجية، محمد يحيى سيالة.
ومن المتوقع أن يوقع المشاركون في ختام اجتماعاتهم، التي تتواصل على مدار يومين، على إعلان للنوايا حول الإدارة المشتركة للهجرة في منطقة وسط المتوسط.
وبحث عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أحمد معيتيق، مع المستشار الأمني لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا باولو سيرا، الإثنين، الأوضاع الأمنية في ليبيا المتمثلة في آلية نزع الألغام في سرت، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية عبر المنظمات غير الحكومية.
كما تم خلال اللقاء، الذي عقد بديوان رئاسة الوزراء، حسبما قالت إدارة التواصل والإعلام في المجلس الرئاسي، البحث في الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس ودعم الاستقرار بمختلف أنحاء ليبيا.
وتمكّنت قوات البحرية الليبية من إنقاذ 420 مهاجرًا غير شرعي كانوا على متن أربعة قوارب مطاطية في البحر المتوسط على أمل الوصول إلى أوروبا، وذلك خلال 48 ساعة. وقال المتحدث باسم البحرية الليبية العقيد أيوب قاسم، للوكالة الرسمية الليبية للأنباء، اليوم الإثنين، إن دورية تابعة للقوات البحرية في مدينة تاجوراء الساحلية (20 كم شرق العاصمة طرابلس) أنقذت، اليوم، 205 مهاجرين غير شرعيين، بينهم 8 نساء وطفل واحد، عثر عليهم على متن قاربين مطاطيين على بعد 4 أميال قبالة معسكر تاجوراء البحري.
وأوضح أن القارب الأول كان يحمل 131 مهاجرًا، فيما كان الثاني يحمل 84 مهاجرا، بينما عثر على ثلاث جثث في القاربين. وأردف أن عملية الإنقاد تمت عن طريق نقطة حرس السواحل في زوارة، بمشاركة صياد ليبي تصادف وجوده في المنطقة، فأبلغ عن وجود القاربين، وجرى نقل المهاجرين إلى ميناء زوارة، بحضور الهلال الأحمر، الذي قدم إليهم خدمات طبية وإنسانية، لاسيما وأن بينهم نساء حوامل.
وفي سرت قالت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" إن عدد العائلات التي عادت إلى منازلها بلغ 9000 أسرة حتى الآن. وذكرت الغرفة، أن التيار الكهربائي عاد إلى أغلب المناطق، ولا تزال أعمال الصيانة مستمرة، إضافة إلى استئناف مستشفى"ابن سينا" عمله الأسبوع المقبل، بعد الانتهاء من صيانته وتجهيزه. وأكدت الغرفة أن مديرية الأمن استلمت مقارها في المدينة، وأن عددًا من المصارف ستفتح أبوابها مرة أخرى، خلال هذا الأسبوع.
أرسل تعليقك