أصدرت إحدى المحاكم السودانية عقوبة قاسية ضد 9 متظاهرات، بالجلد والسجن، لإدانتهن وفقًا لقوانين الطوارئ، ما أثار حنق كثير من المحتجين الذين دعوا إلى مظاهرات غاضبة .
وأصدرت محكمة الامتداد في الخرطوم برئاسة القاضي المشرف على محاكم الطوارئ، تاج الدين إدريس، عقوبة الجلد 20 جلدة للفتيات التسع، والسجن لمدة شهر، وكانت تهمتهن حمل علم السودان، وترديد النشيد الوطني.
وقال أحد محامي هيئة الدفاع لمصادر إعلامية ، إن هيئة الدفاع ستستأنف الحكم، وتتوقع أن تنقض محكمة الاستئناف الحكم الذي وصفه بالقاسي , وألقت السلطات القبض على الفتيات اللاتي أصدر حكم الجلد بحقهن، أثناء احتجاجات ومظاهرات في الخرطوم الخميس الماضي، ودونت ضدهن بلاغات تحت أحكام قوانين الطوارئ.
وأثار الحكم بـ«الجلد» على النساء غضبًا واسعًا بين المواطنين، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات وإفادات غاضبة، واعتبرته امتدادًا لامتهان حقوق النساء من قبل نظام حكم الرئيس عمر البشير، وذلك لأن المجتمع السوداني يستهجن إخضاع النساء للعقاب بشكل عام، والعقاب البدني على وجه الخصوص.
وأفرجت سلطات الأمن السودانية في وقت متأخر من ليل الخميس، عن عشرات النساء والناشطات السياسيات، كن معتقلات في سجون الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين , وأطلق جهاز الأمن سراح النساء، تنفيذًا لتوجيه الرئيس عمر البشير لمدير جهاز الأمن صلاح عبد الله «قوش»، أثناء لقاء مع ممثلين عن الإدارة الأهلية لشرق السودان التي ينتمي لها رئيس الوزراء الجديد، محمد طاهر إيلا , وقال البشير، إن قراره بإطلاق سراح المعتقلات، جاء لطلب ضيوفه من أهل شرق البلاد، بإطلاق سراح المعتقلات.
اقرأ أيضا:البشير يقيّد الحركة الاحتجاجية بأوامر طوارئ ومسؤول في حزبه يصفه بانقلاب أبيض
وابتدع «تجمع المهنيين السودانيين» أسلوبًا جديدًا للاحتجاج، بمواجهة سلطات الأمن السودانية، ودعا النشطاء لإنفاذ حملة «نظافة وإصحاح بيئة»، في العاصمة الخرطوم ومدن ولائية , واستجابت مناطق كثيرة للحملة التي دعا لها التجمع أمس، وشوهد «نشطاء ومحتجون» يحملون أدوات النظافة المحلية ويضعون الكمامات على وجوههم ويعملون بهمة على تنظيف مناطقهم وأحيائهم، مستخدمين أسلوبًا جديدًا من أساليب المقاومة والاحتجاج.
وتكتسب حملة النظافة وإصحاح البيئة قيمة خاصة، وذلك لكون الخرطوم والمدن السودانية تعاني من «خراب بيئي» ناجم عن عدم وجود نظام «نفايات» فعال، فبعد أن كانت الخرطوم مضرب مثل بين المدن الأفريقية، من حيث النظافة وصحة البيئة، تحولت إلى واحدة من أكثر المدن التي تعاني من تدهور بيئتها.
ولجأ تجمع المهنيين، الكيان المنظم للاحتجاجات، إلى عدد من وسائل المقاومة، تراوحت بين المواكب والمظاهرات والإضرابات والاعتصامات، وحملات النساء ذوات الثياب البيض، للإبقاء على جذوة «المقاومة مشتعلة» بعد أشهر من الاحتجاجات , ووفق التجمع، فإن حملة النظافة لا تقف في حدود «نظافة الأحياء» والمدن، بل تتضمن عملًا دعائيًا يسعى لاستقطاب «الواقفين على الرصيف» للمشاركة في المقاومة، عن طريق إشراكهم في أنشطة تمس حياتهم مباشرة.
وكانت «حملة النظافة» مناسبة للتحشيد لموكب اليوم، المزمع تسييره من أمام «دار حزب الأمة القومي» بمدينة أم درمان ومدن الولايات، وتحت شعار «أيدينا يا ولد، أيدينا للبلد»، وأطلق عليه موكب «رفض الطوارئ».
ونقت صفحة «التجمع» على «فيسبوك» صورًا لنجاح حملة النظافة، بعضها في غاية الطرافة بل الاستفزاز لأجهزة البلدية والشرطة، مثل صورة لشباب ونساء ينظفون الساحة الواقعة أمام أحد مراكز الشرطة , وتظاهر طلاب بالجامعة الوطنية الجمعة في إطار الحراك الشعبي المستمر في السودان لأكثر من شهرين للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير , ورفض الطلاب خوض الامتحانات المقررة السبت وعمد بعضهم على قذف أوراق الامتحانات من داخل القاعات، وانتشر الطلاب في باحة الجامعة وبدأوا ترديد هتافات تندد وتطالب بإسقاط النظام.
ووصلت فرقاطة تابعة للجيش التركي الجمعة إلى أكبر موانئ السودان، في زيارة تمتد 3 أيام وتهدف إلى تعزيز «أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر»، بحسب المتحدث باسم الجيش السوداني , وتعززت العلاقات بين الخرطوم وأنقرة أكثر منذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للسودان في ديسمبر / كانون الأول 2017 في إطار خطته للتمركز الاستراتيجي في أفريقيا.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد أحمد خليفة الشامي في بيان " وصلت صباح السبت إلى ميناء بورتسودان الفرقاطة التركية غو جكه ادا في زيارة تمتد حتى 11 مارس / آذار الحالي , ونقل البيان عن اللواء موسى أحمد موسى قائد قاعدة بورتسودان أن «الزيارة تأتي في سياق الدور الدبلوماسي للقوات البحرية في البلدين، وفي إطار التعاون والتنسيق لتعزيز أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر».
وكانت زيارة إردوغان للسودان شهدت توقيع اتفاقيات ثنائية عدة , وأعلن حينها الرئيس التركي أن السلطات السودانية قبلت تكفل تركيا بتأهيل ميناء جزيرة سواكن التي تقع على بعد 30 كلم جنوب بورتسودان , وكانت سواكن وهي ممر للحجاج الأفارقة في طريقهم إلى مكة المكرمة، ميناء تجاريًا مزدهرًا في عهد السلطنة العثمانية قبل أن تهمل منذ أقام البريطانيون ميناء بورتسودان في بداية القرن العشرين.
وأثار الاتفاق السوداني - التركي قلقًا إقليميًا باعتباره محاولة من تركيا لبسط نفوذها في المنطقة , ونفى إردوغان وجود أي نية لإقامة قاعدة عسكرية في سواكن، وأكد أن تجديد ميناء الجزيرة يمكن أن يجذب مزيدًا من الحجاج ويدعم السياحة في المنطقة , ويأتي قدوم الفرقاطة التركية في وقت يشهد فيه السودان أزمة غير مسبوقة مع حركة احتجاج ضد الرئيس عمر البشير مستمرة منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
قد يهمك أيضا:
جهاز الأمن السوداني يعلن عن إطلاق جميع معتقلي الاحتجاجات رغم تصاعدها
جهاز الأمن السوداني يعلن عن إطلاق جميع معتقلي الاحتجاجات رغم تصاعدها
أرسل تعليقك