أعلنت محافظة ذي قار اعتقال 6 متطرفين من ولاية الجنوب التابعة لتنظيم "داعش"، متورطين بتفجيرات مطعم وسيطرة فدك، التي وقعت منتصف أيلول الماضي، فيما جدّد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الأحد، التزامه بنقل الصلاحيات الى المحافظات خلال زيارة أجراها إلى مدينة النجف والتقى خلالها نواباً وأعضاء مجلس المحافظة.
وعرضت خلية الصقور المتهمين أمام وسائل الإعلام في موقع التفجير، فيما طالب رئيس مجلس المحافظة بإنزال القصاص بالمدانين وإعدامهم في محل الحادث، وقال محافظ ذي قار يحيى الناصري، خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع رئيس مجلس المحافظة ومسؤولين من خلية الصقور وعدد من المسؤولين المحليين، والقادة الامنيين في المحافظة، إن"خلية الصقور الاستخبارية كانت بالمرصاد للمجموعة الإرهابية المتورطة، بتفجيرات مطعم وسيطرة فدك في الناصرية، وقد أسفرت جهودها باعتقال 6 من مجرمي ولاية الجنوب في تنظيم "داعش"، اعترفوا بتنفيذ عمليات إرهابية في كل من بغداد والبصرة والمثنى والديوانية والنجف وذي قار"، مشيراً إلى أن"عملية الملاحقة تواصلت على مدى عدة أشهر من المتابعة الدقيقة في صحراء الأنبار ومحافظتي السليمانية وبغداد".
وأوضح محافظ ذي قار أن"المعتقلين متهمون بالعديد من الجرائم الارهابية التي استهدفت محافظات الوسط والجنوب وبينها تفجير منطقة المشخاب بالنجف وتفجير سيطرة الرميلة واعتداءات اخرى في المثنى والديوانية وبغداد، إضافة لذي قار"، مشيرًا إلى أن"عملية الاعتقال كانت على مراحل عدة، استهدفت ضرب مضافات ما يسمى بولاية الجنوب المتمركزة في صحراء الأنبار، وكشف العجلات المفخخة ومن ثم ضرب مفرزة التفخيخ بأكملها بالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب، ومكافحة إرهاب محافظة السليمانية".
من جانبه، قال رئيس مجلس محافظة ذي قار حميد الغزي، إن"إدارة المحافظة سبق أن طالبت بالكشف عن خيوط الجريمة الارهابية التي استهدفت مطعم وسيطرة فدك وقد تم اعتقال المتورطين بتلك الجريمة"، مطالباً بـ"إنزال القصاص العادل للمتطرفين المتورطين بالتفجيرات التي راح ضحيتها 177 شخصا ما بين شهيد وجريح، وتنفيذ حكم الإعدام فيهم في موقع التفجير".
من جهته أكد مسؤول في خلية الصقور، خلال المؤتمر الصحافي،"إنجاز عملية أمنية أطلق عليها (ثأر الجنوب) استمرت ثلاثة أشهر متواصلة وانتهت بالقبض على جميع المتورطين باعتداء فدك الإرهابي في الناصرية".
وأضاف المسؤول الامني، الذي حضر المؤتمر الصحافي وهو يضع اللثام على وجهه،"تم رصد الإرهابيين في محافظات عدة، واستحصلت الموافقات القضائية لاعتقالهم جميعا وبينهم قيادي كبير اعتقل بالتعاون مع جهاز مكافحة الارهاب في محافظة السليمانية، وجميعهم ينتمون الى ما يسمى بولاية الجنوب في تنظيم داعش الارهابي".
وتابع مسؤول خلية الصقور أن"المعتقلين هم كل من (م ص ل)، الملقب بأبي عبد الرحمن وهو مبرمج العجلات المفخخة وناقل الانتحاريين، و(م ع) الملقب بأبي طيبة، وهو مسؤول مفرزة التفخيخ لولاية الجنوب، و (ق س) الملقب بأبي عبدالله وهو مجهز العجلات المفخخة لولاية الجنوب، و(ح ا) وهو مجهز عجلات مفخخة وناقل للإرهابيين، و(س ص) مسؤول آليات ولاية الجنوب، و (ا ح) الملقب بالطفيل وهو مجهز وناقل انتحاريين ومستطلع لولاية الجنوب".
وأشار المسؤول في خلية الصقور إلى أن"أربعة أشخاص آخرين مشتركين في تفجيرات الناصرية هم انتحاريون من جنسيات عربية وآسيوية، وقد هلكوا اثناء تنفيذ التفجير الإرهابي، بعد ان تم نقلهم قبل يوم من ارتكاب العملية الارهابية من منطقة القائم".
وشهدت محافظة ذي قار، في 14 أيلول/سبتمبر 2017، تفجيرا مزدوجا بسيارتين ملغمتين استهدفتا سيطرة أمنية في ناحية البطحاء ومطعم فدك. وهاجم إرهابيون بواسطة سيارة ثالثة المواطنين بإطلاق الرصاص.
وتسبب الهجوم الارهابي بسقوط 177 شخصا بين شهيد وجريح، وفي غضون ذلك جدّد رئيس الوزراء حيدر العبادي، التزامه بنقل الصلاحيات الى المحافظات خلال زيارة أجراها الى مدينة النجف، والتقى خلالها نواباً وأعضاء مجلس المحافظة.
وأشار رئيس الوزراء إلى محاولات لخلق حالة من التقاطع والصدام بين الجيش والحشد الشعبي، مؤكداً أن"تلك المساعي قد فشلت"، وكان رئيس الوزراء قد وصل صباح الأحد، الى مدينة النجف لحضور احتفالية، أقيمت بمناسبة النصر على تنظيم "داعش".
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء، اطلع عليه "العرب اليوم" أن الاخير"عقد اجتماعاً مع نواب ومحافظ وأعضاء مجلس محافظة النجف، وجرت خلال الاجتماع مناقشة واقع المحافظة والسبل الكفيلة للارتقاء بواقعها الخدمي والعمراني".
وطرح نواب ومحافظ وأعضاء مجلس المحافظة مجموعة"العقبات التي تقف حائلا أمام تنفيذ العديد من المشاريع التي تخدم المواطن النجفي في مجالات الأمن و الخدمات والصحة والمياه والزراعة والاستثمار ومحاربة الفساد والقطاعات الاخرى".
وأكد العبادي، بحسب البيان،"أهمية تقديم الخدمات لأبناء النجف والارتقاء بها، وأن يبذل المسؤولون في النجف الأشرف أقصى جهد لخدمة المحافظة والارتقاء بها"، مشيرًا إلى انه"برغم الازمة المالية وضعف الإيرادات حققنا الانتصارات وتم السير بالإصلاح". وجدد"التزامه بنقل الصلاحيات إلى المحافظات".
وفي وقت لاحق، أكد العبادي، في كلمة ألقاها خلال حضوره احتفالاً بمناسبة إعلان النصر، أن "الحكومة لن تتمكن من تقديم الخدمات بوجود الفاسدين"، وشدد رئيس الوزراء بالقول"لا ينبغي أن ننسى تضحيات العراقيين، ونستفيد من هذا الدرس القاسي، ويجب أن نبدأ الإعمار والبناء، كما يجب أن تكون مسوؤلية المسؤول خدمة الناس"، مشيرا الى أن"الحرب استنزفت الكثير من ميزانية البلد".
وأضاف العبادي"انتصرنا على محاولات الانفصال وتعاملنا مع العراقيين بنفس الدرجة ولا نفرق بينهم، ويجب على المسؤولين التعامل مع العراقيين هكذا، لاسيما أن إنصاف الجميع أساس النجاح والانتصار".
وفي جانب آخر من كلمته شدد رئيس الوزراء بالقول"لا ينبغي أن نفرق بين صنوف القوات الأمنية، فالبعض حاول أن يثير الجيش ضد الحشد ولكنهم فشلوا، فهذه كلها قوات نظامية وتأتمر بأمر القيادة العامة للقوات المسلحة".
واستدرك بالقول"اليوم حققنا النصر ولا ينبغي أن ننسى تضحيات العراقيين ونستفيد من هذا الدرس القاسي، ويجب أن نبدأ الاعمار والبناء"، مؤكدا أن"البعض يطالب بتوفير الخدمات فورا إلا أنه لن نتمكن من تقديمها بوجود الفاسدين".
أرسل تعليقك