باريس ـ مارينا منصف
أكّد مرشّح الوسط الفرنسي للرئاسة، ايمانويل ماكرون، أن بلاده تفتقر إلى قائد حقيقي منذ الثورة، ومن المتوقّع أن يقوم ماكرون بزيارة لندن الأسبوع المقبل، وإذا كان سباق الرئاسة ينظر اليه باعتباره معركة لانتخاب ملك جمهوري، فقصة حياته الغامضة قد تحسم الأمر، ولم يسبق للمرشح البالغ من العمر 39 عامًا أن خاض أي سباق انتخابي من قبل، فلم يكن مشهورًا قبل 3 أعوام.
وكشف ماكرون في اجتماع حاشد في أحد ملاعب ليون، أنه "طفل من احدى بلديات، لولم يكن مقدر لي أن أكون هنا اليوم"، وقد دشن حملته الشخصية لإعادة تشكيل ما يسميه النظام السياسي الفرنسي "الفارغ"، في الوقت الذي يرفض أن يتم تعريفه بأية أيديولوجية ثابتة.
ماكرون هو قصة شخصية وضعت بعناية وهي جديرة بان تكون رواية لم يسبق لها مثيل، ولد في عائلة برجوازية من الأطباء في شمال مدينة اميان في السوم، وفي عمر الـ 16 بدأ علاقة مع معلمة الدراما التى كان عمرها أكثر من 24 عامًا، نُفي إلى باريس لوقف علاقتهما العاطفية، وتعهد أنه سيأتي يوم ما للزواج منها، وقد فعل، وقال “لم اقدم أي تنازلات للانصياع لهم"، ليس فقط في علاقته، ولكن في مشروعه السياسي.
وبعد عامين من العمل في منصب وزير الاقتصاد في عهد الرئيس الاشتراكي الذي لا يحظى بشعبية، فرانسوا هولاند، أصبح لدي ماكرون غريزة سياسية للاستيلاء على مزاج عدم الثقة واليأس من الطبقة السياسية الفرنسية في البلد الذي يتعرض إلى عقود من البطالة المتفشية والتهديد المتطرّف الجديد.
وخلال أقل من عام واحد بنى ماكرون حزب "إلى الأمام"، الذي عرفه بأنه "لا اليسار ولا اليمين"، ليبرالي اقتصادي ومؤيد لقطاع الأعمال، يدعوه خصومه السياسيين بـ "المعلم" ولكن أنصاره يبحثون فيها عن نوع جديد من السياسة البراغماتية التي يمكن لها كبح تقدم اليمين المتطرف مثل مارين لوبان الجبهة الوطنية.
أرسل تعليقك