فيينا ـ سليم الحلو
اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن اتفاقًا حول برنامج بلاده النووي هو "في متناول اليد" لكنّه رهن بـ"حسن نية" الدول الغربية، معتبرًا أن المفاوضات التي استُؤنفت مطلع الأسبوع في فيينا "جدّيّة". وكتب الوزير في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر" أن "اتفاقًا جيدًّا في متناول اليد إن أبدى الغرب حسن نية. نسعى إلى إجراء حوار منطقي ومتّزن وهادف للوصول الى نتيجة" وأشار إلى أن "محادثات فيينا جارية بجدّيّة ورفع العقوبات لا يزال الأولوية الأساسية". بعد خمسة أشهر من توقفها، استُؤنفت المفاوضات لإحياء الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الاثنين في العاصمة النمساوية قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، إن إيران بدأت عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 بالمئة، بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة فوردو المبنية داخل جبل، أثناء المفاوضات الجارية لإحياء الاتفاق النووي.
واعتبرت الوكالة أن خطوة طهران "من المرجح أن تشعل التوتر خلال المحادثات، التي تسعى لبث الحياة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015" وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان، إنها "تحققت الثلاثاء من أن إيران ضخت سادس فلوريد اليورانيوم المخصب بدرجة تصل إلى 5 بالمئة، في سلسلة تتألف من 166 جهاز طرد مركزي من طراز آي آر 6 في فوردو، بهدف رفع درجة نقائها إلى 20 بالمئة" وأضاف بيان الوكالة أنها "أصرت على زيادة وتيرة أنشطة التحقق في منشأة فوردو، ووافقت إيران، وستستمر المشاورات معها بشأن الترتيبات الإجرائية لتسهيل تنفيذ هذه الأنشطة".
وأشار تقرير أصدرته الوكالة الدولية في الشهر الماضي إلى أن إيران كانت تعمل على تشغيل 166 جهازا من طراز "آي آر 6" هناك وأبرمت إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، اتفاقًا في 2015 بشأن برنامجها النووي أتاح رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. الا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران وردا على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجا عن تنفيذ الكثير من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب كرئيس للولايات المتحدة في مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده الى الاتفاق، بشرط عودة إيران لالتزاماتها. وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، ست جولات مباحثات في فيينا بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو وأوضح أمير عبداللهيان الذي يقود المفاوضات من طهران، أن “الخبراء يواصلون أعمالهم” مضيفًا “أنا على تواصل يومي مع كبير المفاوضين (الإيراني) علي باقري” في فيينا وذكرت وكالة فارس الإيرانية للانباء أن باقري سيلتقي الخميس الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي ومن ثم ممثلي الاتحاد الأوروبي فضلا عن مندوبي الدول الأوروبية المنضوية في الاتفاق وفي مقابلة له، قال باقري إن بلاده "لا تشعر بأي ضغط لتوقيع اتفاق. الكرة في ملعب الأميركيين. يجب أن يرفعوا عقوباتهم” مشددا في الوقت نفسه على أن إيران جدية جدا في عزمها انجاز المفاوضات.
والخميس، طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينت من الولايات المتحدة "وقفا فوريا" للمحادثات مع ايران معتبرا في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن إيران تقدم على "ابتزاز نووي باعتباره احد تكتيكات اجراء المفاوضات، وأن الرد المناسب يكون بوقف المفاوضات فورا واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى". واعتبرت الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني الثلاثاء أن الأيام المقبلة ستسمح بتقييم “جدّيّة” الإيرانيين في المحادثات التي يشارك فيها الأميركيون بشكل غير مباشر. بعد الاجتماع الرسمي الذي عُقد الاثنين، بدأت مجموعات خبراء الثلاثاء مناقشة مسألة العقوبات الأميركية الحساسة، قبل التطرّق الأربعاء إلى الشقّ المتعلّق بالتزامات طهران النووية بموجب الاتفاق.
وقال كبير المفاوضين النوويين الإيراني الخميس إن بلاده قدمت للقوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مسودتين بشأن رفع العقوبات والالتزامات النووية في إطار سعي القوى العالمية وطهران لإحياء الاتفاق وقال علي باقري كني للصحافيين في فيينا "قدمنا لهم مسودتي مقترحتن … يحتاجون بالطبع لدراسة فحص النصوص التي قدمناها لهم. إذا كانوا مستعدين لاستكمال المحادثات، نحن في فيينا لاستكمالها" وأكد دبلوماسي أوروبي في فيينا تسليم المسودتين وجاء الإعلان عن ذلك في اليوم الرابع من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن عودة البلدين للامتثال الكامل لشروط الاتفاق. واستؤنفت المحادثات بعد توقف دام خمسة أشهر بسبب انتخاب إبراهيم رئيسي، وهو سياسي من غلاة المحافظين، رئيسا جديدا لإيران.
بدورها دعت "إسرائيل "الخميس القوى العالمية إلى وقف المفاوضات النووية مع إيران على الفور، مشيرة إلى إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب بأجهزة طرد مركزي أكثر تطورا ونقل مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت عنه القول خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "إيران تمارس الابتزاز النووي كأسلوب للتفاوض، ويتعين الرد على هذا بوقف المفاوضات على الفور واتخاذ خطوات صارمة من جانب القوى العالمية" وكانت إيران قد قلصت بموجب الاتفاق برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران مما دفعها لانتهاك شروط الاتفاق.
قد يهمك ايضا
واشنطن تهدد بتصعيد في وكالة الطاقة الذرية ضد إيران حال عدم تعاونها بشكل أكبر معها
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران وإيران تُحاول نسف مفاوضات فيينا قبل بدايتها
أرسل تعليقك