دمشق - نورا خوام
أدان الائتلاف الوطني السوري مقتل 15 مدنيا في قرية دير قانون بمنطقة وادي بردى بريف دمشق الغربى والتي قتل فيها نحو 15 مدنيا وعشرات الجرحى. وطالب الائتلاف في بيان مساء أمس الإثنين، الجهات الضامنة للهدنة في سورية بتحمل مسؤولياتها نحو كل خرق لها بما في ذلك قيام ميليشيا حزب الله اللبنانى باغتيال رئيس الوفد المفاوض عن منطقة وادي بردى أحمد الغضبان، وفق البيان. ودعا الائتلاف المجتمع الدولي للعمل على وقف هجمات القوات الحكومية والميليشيا الإيرانية، وخروقاتها للهدنة والقرارات الدولية، كذلك حثه على التحرك لتثبيت الهدنة من خلال الضغط للوصول إلى حل سياسى وفق بيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن.
وميدانيا، واصلت القوات الحكومية وميليشيا حزب الله اللبناني محاولة اقتحام قرى وادي بردى مجددا من عدة محاور وتركز الهجوم على محوري قريتي عين الخضرة وعين الفيجة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي على المنطقة. وقالت مصادر محلية في المنطقة إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من التصدي إلى هجوم جديد على المنطقة وتكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في العدة والعتاد. ومن جهة أخرى، عبرت الهيئات والفاعليات المدنية في منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، عن خيبة أملها بعد موافقة فصائل المعارضة السورية حضور مفاوضات أستانة. وحمّلت الفعاليات في بيان لها الفصائل والدول الضامنة للاتفاق، مسؤولية كل قتيل سقط في الوادي بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن الجيش شن هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على المناطق التي استولى عليها تنظيم "داعش" في وقت سابق الإثنين. وأوضح المصدر العسكري الميداني، وفقا لقناة "روسيا اليوم" الفضائية أن سيطرة التنظيم أدت إلى عزل أحياء المدينة التي يسيطر عليها الجيش السوري عن مطار دير الزور العسكري. وقال المصدر إن عناصر "داعش" شنت الهجوم من محورين الأول، من شارع بورسعيد باتجاه سرية جنيد والثانى، من جهة الثردة المهندسين، ليلتقي بعد ذلك المسلحون مع بعض ما أدى إلى قطع الطريق العسكري من اتجاه منطقة المقابر.
وأضاف المصدر أن مسلحى "داعش" شنوا هجوما ثانيا من المقابر باتجاه لواء التأمين حيث انسحبت قوات الجيش من المقابر وثبتت خطوطا جديدة لدفاعاتها. وأشار المصدر إلى أن الخرق الوحيد الذي أحدثه مسلحو "داعش" خلال 3 أيام من الهجوم كان على محور المقابر بمحيط مطار دير الزور العسكري أما باقي محاور الاشتباك الرئيسية فلم تتغير في دير الزور.
وأكد أن الجيش السورى يواصل التصدي لهجوم التنظيم على محور ثردة 2 واتجاه حي العمال في المدينة، متحدثا عن اشتباكات عنيفة يخوضها في محيط المطار لاستعادة بعض النقاط التي تسلل إليها مسلحو "داعش". وأضاف المصدر أن جنديين سوريين قتلا وأصيب 20 آخرون خلال المعارك، مشيرا إلى تصفية أكثر من 120 عنصرا من عناصر التنظيم.
وتمكنت أنقرة من إقناع معظم الفصائل السورية المعارضة بتسمية أعضاء وفدها إلى مفاوضات آستانة وموافقة "الهيئة التفاوضية العليا" على تقديم دعم فني لها، في انتظار تسمية الحكومة السورية وفدها، في وقت تسعى موسكو إلى عقد مفاوضات مباشرة بين الوفدين بين ٢٣ و٢٥ الجاري. وطالبت خمس هيئات إنسانية دولية بتأمين منفذ فوري وآمن لوصول المساعدات إلى الأطفال والأسر وكل من لا يزال يعيش في مناطق محاصرة في سورية، في موازاة جهود تنفيذ وقف النار.
فيما تمكّن تنظيم "داعش" من قطع خطوط إمداد القوات النظامية في دير الزور، فاصلاً المطار العسكري عن المدينة. وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في اتصال هاتفي الترتيبات الأخيرة لمفاوضات آستانة، ويتوقع أن يُجري نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو اليوم الثلاثاء محادثات مع رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حول برنامج المفاوضات وإجراءاتها.
وبعد أيام من اللقاءات المكثفة بين قادة فصائل المعارضة في أنقرة مارس فيها مسؤولون أتراك ضغوطاً هائلة، توصلت أمس تسعة فصائل إلى قرار المشاركة في مفاوضات آستانة، مقابل رفض خمسة فصائل بينها "أحرار الشام الإسلامية". وعلى رغم أن محمد علوش القيادي في "جيش الإسلام" و "كبير المفاوضين" في مفاوضات جنيف سابقاً، قال إنه سيشارك في مفاوضات آستانة، فإن قائمة سُلّمت إلى أنقرة أمس، لم تضم اسمه وضمت خبراء قانونيين من "الهيئة التفاوضية" وممثلي الفصائل المعارضة وقادتها، إضافة إلى سياسيين بينهم مسؤول "المجلس الوطني الكردي" عبدالحكيم بشار، باعتبار أن تركيا رفضت مشاركة "الاتحاد الديموقراطي الكردي" منافس "المجلس الوطني".
وقالت مصادر إن تركيا أبلغت الفصائل بأن مفاوضات آستانة ستركز على اتفاق وقف النار وآلية الرد على خروقاته، من دون بحث الأمور السياسية، في وقت تسعى موسكو إلى عقد مفاوضات مباشرة بين ممثلي الفصائل المسلحة والجيش النظامي السوري.
وبالتزامن مع تسارع التحضيرات لآستانة، برز أمس نفي طهران أن هناك اتفاقاً مع موسكو وأنقرة علی دعوة الجانب الأميركي إليها. وقال مصدر قريب من الخارجية الإيرانية إنه لم يتم أي توافق بين الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) علی دعوة الأميركيين، في رد علی حديث عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن وجود اتفاق على دعوة واشنطن. كما كان لافتاً أيضاً قول أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإیراني علي شمخاني، إن اتخاذ أي قرارات "نيابة" عن الشعب السوري يتعارض مع مبادئ الدیموقراطیة وحق الشعوب في تقریر مصیرها. واعتبر أن الرئيس بشار الأسد یتمتع "بشعبیة واسعة"، مضيفاً: "إذا كان الغربیون یعتقدون أن الرئیس السوري لا یتمتع بشعبیة، فلماذا یساورهم القلق من ترشّحه مرة أخرى لرئاسة الجمهوریة؟".
في غضون ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومصدر عسكري سوري، أن "داعش" تمكن أمس من عزل مطار دير الزور العسكري عن الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في دير الزور (شرق سورية). واضاف: "تمكن تنظيم "داعش" من تحقيق الهدف الرئيسي من هجومه في مدينة دير الزور، وهو قطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري المجاور". وأشار إلى "عزل مطار دير الزور عن المدينة وبالتالي فصل مناطق سيطرة النظام إلى جزأين، ليضيق بذلك الخناق بشكل كبير على الأحياء السكنية في المدينة". وأكد مصدر عسكري سوري لـ "فرانس برس"، أن "تنظيم "داعش" هاجم مواقع للجيش غرب المطار ما أدى إلى انقطاع الطريق الواصلة بين المدينة والمطار"، وهو ما أكده التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل. وذكر أن "وحدات الجيش تشن في هذه الأثناء هجوماً معاكساً على المواقع التي سيطر عليها المسلحون لاستعادتها".
أرسل تعليقك