أكد رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح، على دعم دور الجيش الوطني الليبي وانتصاراته وإبعاده عن أية تجاذبات سياسية ورفض محاولات تغيير لنتائج عملية "البرق الخاطف" التي سيطر فيها الجيش على الحقول النفطية الليبية. وأعلن المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب عبد الله العتامنة، أن صالح أكد خلال اللقاء الذي عقده في القاهرة مع المبعوث الأممي للأزمة الليبية مارتن كوبلر، على أن البرلمان مازال ملتزما بعملية الحوار والاتفاق السياسي وتنفيذ بنوده بكل دقة.
وأشار الى أن من بين تلك الالتزامات التصويت على الاتفاق في البرلمان وإدراجه فى إعلان دستوري جديد، وكذلك منح الثقة للحكومة حال إقرارها. وحضر اللقاء الذي جمع كوبلر مع عقيلة صالح علي القطراني عضو المجلس الرئاسي الليبي، حسب مصادر مطلعة.
وقال مصدر فرنسي مطلع على الملف الليبي إن هدف القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر من السيطرة على الهلال النفطي، هو إظهار ذاته بصورة المسؤول عن كل شيء، وهذا غير مقبول. وأضاف المصدر في حديث صحافي نشرته "الحياة" اليوم الأحد، إنه بعد سيطرة حفتر على منطقة الهلال النفطي يجب عليه أن يفهم أنه لن يسيطر وحده على ليبيا بل عليه أن يكون جزءاً من تسوية شاملة كي لا ينزلق البلد إلى حرب أهلية.
وتابع المصدر الفرنسي أن حفتر سيطر على الهلال النفطي بالقوة، بينما ترى الأسرة الدولية أنه لا ينبغي أن يسيطر طرف على الآخر في ليبيا، ويُفترض على قائد الجيش أن يكون تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً ويشكّل جزءاً من قيادة جماعية تعكس تسوية حقيقية للأزمة. وأشار إلى أن التحدي الذي يواجه الأسرة الدولية هو إقناع الأطراف الليبية بأن لا يمكن لأي منهم السيطرة على الآخر بالقوة.
ورأى المصدر الفرنسي أن التسوية تتمثل في أن يفهم حفتر أنه لا يمكن أن يكون الوحيد المسيطر على الساحة، وأن يتفق مع كل الفرقاء من الشرق والغرب والجنوب، وإلا ستنفذ جهات أخرى عمليات مماثلة للعملية العسكرية التي نفذها حفتر أخيراً.
وذكرت مصادر ليبية في القاهرة، على اطلاع بمجريات اللقاءات التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة في الساعات الأخيرة بين الأطراف الليبية المختلفة، أن الجيش الوطني الليبي قد يستهدف في المرحلة المقبلة حماية آبار النفط في الجنوب بعد تأمينه لموانئ التصدير في الهلال النفطي وطرد الميليشيات.
وكانت القاهرة شهدت في اليومين الماضيين لقاءات بين أطراف ليبية مختلفة، حيث يتواجد فيها عقيلة صالح رئيس البرلمان الشرعي في طبرق، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي في طرابلس، وأعضاء من المجلس الرئاسي ومن البرلمان، والتحق بالجميع المبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر.
وأشارت المصادر إلى أن لقاءات القاهرة حسمت مسألة أي تدخل دولي في ليبيا، كان يسعى إليه كوبلر بعد طرد الجيش الوطني لمليشيات إبراهيم الجضران من موانئ تصدير النفط في رأس لانوف والسدرة وزويتينة.
وغادر السراج، السبت، مطار القاهرة الدولي متوجهًا إلى مدينة نيويورك لتمثيل ليبيا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ي دورتها العادية الحادية والسبعين. وقالت مصادر مطلعة شاركت في وداع السراج في صالة كبار الزوار في مطار القاهرة، إن السراج التقى خلال زيارته مصر عددًا من كبار المسؤولين والشخصيات المصرية والليبية المقيمة في القاهرة، وبحث معهم التطورات في ليبيا خاصة بعد سيطرة قوات الجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على منطقة "الهلال النفطي."
كما التقى السراج الموفد الأممي مارتن كوبلر الذي كان وصل الى القاهرة أمس لبحث آخر التطورات الليبية. وقال كوبلر، إنه يسعى لإعادة الليبيين لطاولة المفاوضات مجددًا، والاتفاق على اتفاقية للسلام شاملة. جاء ذلك في تصريحات للصحفيين، أدلى بها اليوم السبت، عقب لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط . وأضاف كوبلر، أنه بحث مع أبو الغيط "سبل حل للأزمة الليبية، من خلال توحيد الفرقاء بهدف التوصل إلى صيغة لإنهاء تلك الأزمة".
وأكد على "ضرورة التوصل إلى اتفاقية سلام شاملة" بمشاركة دور الجوار الليبي (مصر، تونس، الجزائر، إيطاليا)، لافتًا إلى أهمية أن يلعب المجتمع الدولي، وخاصة دول الجوار دورًا فعالًا لحل الأزمة الليبية خاصة العربية منها.
وأشار كوبلر، إلى أن "زيارته إلى القاهرة تهدف الى عقد عدة لقاءات مع الأمين العام للجامعة العربية، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، وكذلك رئيس مجلس نواب ليبيا عقيلة صالح، من أجل حث الجميع بالجلوس على طاولة واحدة لبحث سبل التوصل لحل الأزمة".
ورحَّب بتصريحات عقيلة صالح والجيش الليبي بالانسحاب من المنشآت النفطية وتركها إلى حرس المنشات، مشددًا على أن "الثروات في ليبيا هي للجميع، وعائدات النفط يجب أن تعود إلى مؤسسات النفط والبنك المركزي الليبي".
والتقى سفير ليبيا لدى الإمارات الدكتور عارف النايض، ظهر اليوم في القاهرة، برئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر. وبحسب مصدر مطلع فإن الاجتماع الذي جمع النايض وعقيلة كان تشاوريا، حيث جرى بحث آخر المستجدات الدولية والإقليمية والمحلية، وملف العلاقات الليبية الإماراتية. فيما ناقش النايض وكوبلر الشأن الليبي على ضوء الأحداث المتسارعة مؤخرا، وهو الاجتماع الثالث بينهما في غضون أسابيع قليلة.
وكان رئيس الشركة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، حسم أمر أي خلاف بشأن تصدير النفط حين أعلن بدء التصدير باتفاق بين البرلمان والمجلس الرئاسي، وأن الجيش سلم الموانئ لحرس المنشآت التابع للجيش الوطني ولشركة النفط الوطنية. وأكد أن عائدات تصدير النفط ستكون لكل الليبيين، وأن الجيش حريص على حماية مقدرات البلاد وليس الدخول في صراعات الأطراف.
أرسل تعليقك