تقترب الحملة العسكرية العراقية من إعلان اكتمال مهمة تحرير الموصل وضواحيها خلال 212 يومًا متواصل من القتال ، وشارك فيها نحو مائة ألف جندي عراقي ،مع تواجد لقوات أجنبية، بينها عدد محدود لوحدات مشاة البحرية الأميركية "مارينز"، وفرقة كوماندوس فرنسية فضلاً عن كتيبتي مدفعية للتحالف تغطيها في تقدمها طائرات أميركية وبريطانية وفرنسية وكندية، في وقت زعم موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن من العاصمة السعودية الرياض عن تشكيل ما أسماه "ناتو عربي إسلامي سُني".
وتؤكد مصادر عسكرية عراقية، أن "أربعة أحياء سكنية فقط في المدينة لا تزال تحت سيطرة التنظيم بشكل كامل وهناك أحياء أخرى تتم فيها الاشتباكات، بينما تسيطر القوات العراقية حاليا على 94 في المائة من المدينة بشكل كامل". وقال قائد الحملة العسكرية في الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، إن أربعة أحياء تقريباً باتت تفصل عن إعلان تحرير الموصل بالكامل". وأضاف يار الله "نسعى حالياً لإكمال حسم المعارك قبل شهر رمضان، وهناك حالة انهيار في صفوف العدو وسط اندفاع واضح من قواتنا المشتركة".
ولم يتبقَّ من مدينة الموصل ذات الأحياء السكنية الـ398، بساحليها الأيمن والأيسر، سوى أربعة تحت سيطرة "داعش"، وهي الزنجيلي والشفاء وباب سنجار والنجار، بينما يدور القتال في كل من المدينة القديمة والاقتصاديين وتموز والصحة والرفاعي. ويتوقع بحسب قيادات عسكرية عراقية، أن يحسم القتال فيها خلال يوم أو اثنين على أبعد تقدير.
من جهته، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات، العميد يحيى الزبيدي، إن القوات العراقية تواصل عمليات التقدم وقضم الأراضي الخاضعة لتنظيم "داعش" بغطاء جوي من طيران التحالف والطيران العراقي. وحول أعداد من تبقى من مقاتلي التنظيم، قال إنهم "أعداد قليلة وتحولوا إلى جيوب متناثرة وهناك مناطق داخل الأحياء الأربعة المتبقية لهم هشة بسبب تناقص عددهم بشكل كبير".
ووفقاً لما تكشفه تقارير قيادة عمليات الجيش العراقي، التي يقودها الجنرال عبد الأمير رشيد يار الله، فقد أخذت المعارك 1365 ساعة قتالاً متواصلة على جميع محاور القتال السبعة بواقع 212 يوماً. واستخدمت القوات في المعارك أكثر من 20 ألف صاروخ وقنبلة وقذيفة مدفع وهاون ونحو 15 مليون طلقة من أسلحة متوسطة وخفيفة وثقيلة عدا القصف الجوي للتحالف والطيران العراقي.
وحققت معركة الموصل لجهة طول القتال رقماً قياسياً غير مسبوق، وتخطت توقعات وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" التي كانت ترجح أن تستغرق المعركة بين أربعة إلى ستة أشهر.
وتتحدث قيادات عسكرية عراقية في بغداد، عن مساعي لرئيس الوزراء حيدر العبادي لإلزام مليشيات الحشد بسقف زمني للخروج من مركز مدينة الموصل بعد إعلان تحريرها بشكل كامل من قبضة التنظيم. ووفقاً لضباط في الجيش العراقي، فإن "المليشيات تمتلك حالياً أكثر من 70 مقراً لها داخل المناطق المحررة من الموصل، وهو ما ترفضه قوات التحالف الدولي وتطالب العبادي بإخراجها فوراً من المدينة".
ويقول عقيد في الجيش، طلب عدم الكشف عن اسمه ، إنه "توجد مفاوضات بين رئيس الحكومة والمليشيات لإخراجها من الموصل بضغوط من التحالف الدولي، لكنها حتى الآن متعثرة، والحكومة تريد أن يقتصر التواجد على قوات الجيش فقط". ووفقاً للمصدر العسكري نفسه، فإنه "يمكن القول إن ملف الموصل ما بعد داعش بدأ مبكراً من خلال صفحة إخراج المليشيات من المدينة".
وأشار عضو مجلس نينوى، بنيان الجربا، في بيان له، إلى أنه توجد "مساعٍ لإقالة المحافظ في سياق مرحلة إصلاحات إدارية جديدة بالموصل بعد تحريرها". بدوره، قال حسين شغاتي، وهو أحد أعضاء حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي، في تصريح صحافي، إنه "يجب إقالة المحافظ الحالي والتوافق على شخصية جديدة تتناسب مع المرحلة الجديدة".
وهو ما علق عليه القيادي في التحالف الكردستاني، حمة أمين، بقوله إن "مرحلة صراع سياسي بدأت مبكراً حول الموصل قبل أن يتوقف إطلاق الرصاص فيها نهائياً".
وزعم موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب سيعلن من العاصمة السعودية الرياض عن تشكيل ما أسماه "ناتو عربي إسلامي سُني". ووفقا للموقع ذاته فإن المملكة العربية السعودية تبدي اهتمامًا كبيرا بالزيارة التي سيجريها الرئيس ترامب، مشيرا إلى أن العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز سوف يوجه الدعوة إلى 17 من رؤساء الدول العربية والإسلامية للمشاركة في لقاء القمة الذي سيجمعه بالرئيس ترامب في العاصمة السعودية الرياض والمزمع عقده في 22 مايو الجاري.
وقد نوه الموقع إلى أن من بين المدعوين، قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وملك المغرب محمد السادس، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي. كما أشار الموقع إلى أن حضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيتأكد في أعقاب لقائه بالرئيس ترامب اليوم الثلاثاء في البيت الأبيض خلال زيارته إلى واشنطن.
أما الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي فلم يؤكد مشاركته بعد تسلمه دعوة من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، غير أن الرئاسة المصرية قالت إن الرئيس السيسي أعرب عن تقديره لدعوة العاهل السعودي للمشاركة في القمة، خاصة في ضوء دقة المرحلة التي يمر بها العالم العربي، والتحديات المختلفة التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب".
وفي ما يخص الموقف الإيراني من هذا الحدث المرتقب فقد أفاد موقع "ديبكا" أن إيران التي تنشغل حاليا بانتخابات الرئاسة، تنظر بشكوك إلى الاستعدادات للقمة الأميركية الإسلامية في الرياض، من زاوية أنه في حال شكل جيش عربي إسلامي، فإنه سيكون جيشًا سنيًا هدفه الرئيسي لن يكون محاربة تنظيم "داعش"، ولكن محاربة الشيعة في إيران والعراق وسورية و"حزب الله" في لبنان بحسب تكهنات خبراء الموقع الاستخباري الإسرائيلي.
وعن دور إسرائيل في هذه المزاعم، فقد أفاد موقع "ديبكا" الإسرائيلي بأن وسائل إعلام إيرانية بدأت التأكيد على أن خطة الرئيس ترامب تنص على أن تكون إسرائيل هي من ستزود الجيش العربي الإسلامي بتدفق المعلومات الاستخبارية التي يحتاجها التحالف، في إشارة إلى الإمكانيات التكنولوجية التي تمتلكها الاستخبارات الإسرائيلية، من أقمار اصطناعية وأجهزة وبرمجيات متطورة للرصد والتعقب وتحليل المعلومات.
أرسل تعليقك