أعلن مصدر في قيادة العمليات المشتركة، السبت، عن انطلاق عمليات تحرير قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك قبل موعد استفتاء كردستان في 25 ايلول/سبتمبر الجاري، وقدمت الأمم المتحدة مقترحا لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل بشأن مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات.
وقال المصدر إن "عمليات تحرير قضاء الحويجة من تنظيم داعش، ستنطلق قبل موعد اجراء استفتاء اقليم كردستان المقرر اجراءه في 25 ايلول /سبتمبر 2017." وأضاف أن "العمليات ستنطلق بمشاركة قطعات الجيش العراقي، ومكافحة الارهاب، واكثر من 2000 مقاتل من الحشد الشعبي". والقيادي في الحشد الشعبي علي الحسيني، كشف في 7 ايلول/سبتمبر، 2017، وصول تعزيزات كبيرة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية إلى المناطق القريبة من الحويجة جنوب محافظة كركوك لتنضم إلى القوات التي تستعد لتحرير القضاء.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي الحكومية، الانتهاء من تحرير بلدة عكاشات (غربي الأنبار) بشكل كامل، بينما أكدت مصادر عسكرية أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي انسحب نحو بلدة القائم. وقالت الخلية، في بيان صحافي، إنّ "قوات الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري والفوج التكتيكي لشرطة الأنبار، حررت بشكل كامل بلدة عكاشات"، مؤكدة "فتح طريق تقاطع عكاشات على الخط الدولي وما زالت عمليات تطهيره مستمرة".
وأكد ضابط في شرطة الأنبار، أنّ "تنظيم داعش لم يبد مقاومة كبيرة في عكاشات، وانسحب اتجاه بلدة القائم". وقال الضابط "، إنّ "القوات العراقية تقدمت نحو بلدة عكاشات من محورين، كان الأول عبر منطقة الأربعين كيلو باتجاه منطقة الحبسات، والثاني من الحدود نحو مركز عكاشات"، مبيناً أنّ "الهجوم كان مباغتاً، وأنّ الطيران العراقي كان له الدور الكبير في ضرب أهداف داعش وزعزعة دفاعاته".
وأضاف أنّ "التنظيم لم يبد مقاومة كبيرة، بل خاض اشتباكات متفرقة في عدة جهات، كان يخسر أغلبها، بينما بدأ بالانسحاب بعد نحو ساعتين من الهجوم"، مشيرًا إلى أنّ "انسحاب التنظيم كان نحو بلدة القائم إلى الغرب من الأنبار، وقد تجمع فيها وتحصن خوفًا من أن يستمر الهجوم باتجاهها".
وأشار إلى أنّ "التعليمات التي استلمناها من قيادة العمليات المشتركة تقتضي تحرير عكاشات فقط، ولم نتسلّم أي توجيه باستمرار التحرّك نحو القائم أو تتبع عناصر داعش المنسحبة"، مؤكدًا "قدرة القوات العراقية على الاستمرار بالهجوم ومواصلته في محاور غرب الأنبار من دون توقف وحتى تحريرها بشكل كامل".
وأعلن "الحشد الشعبي"، مضيّها في "تأمين الحدود العراقية مع سورية وتطهيرها". وقالت قيادة، في بيان صحافي، إنّ "جميع الأهداف المرسومة للمرحلة الأولى من عمليات تحرير بلدة عكاشات تحققت بوقت قياسي، وعمليات تأمين الحدود كبيرة وتمتد في مرحلتها الأولى لعشرات الكيلو مترات". وأكدت أنّ "القوة الجبّارة التي يتمتع بها أبناء الحشد، تفعل المستحيل لتأمين حدود العراق وقطع دابر الإرهاب".
وكانت القوات العراقية قد أطلقت صباح اليوم، عملية تحرير بلدة عكاشات (غرب محافظة الأنبار) من قبضة "داعش"، والذي يسيطر عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقدمت الأمم المتحدة مقترحا لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات. ولكن رئيس الإقليم الشمالي، أبقى موعد الاستفتاء حتى اللحظة، معتبرا أن المقترحات المقدمة حتى الساعة غير كافية.
وحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس الخميس لبارزاني في أربيل، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ "مفاوضات منظمة، حثيثة، ومكثفة من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح من اجل حل كل المشاكل، على أن تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل".
وأكد كوبيس أن "هناك عرضا، إذا وافق (الأكراد) على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات"، مشيرا إلى أنه يتوقع ردا من بارزاني خلال "يومين أو ثلاثة". ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب "من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ". ووصادق برلمان كردستان العراق، الجمعة، كما كان متوقعا، على إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الشمالي في موعده المقرر. وبعد نكسات عدة، وفيما تتهم كردستان بغداد بعدم الوفاء بوعودها، تعتزم الأمم المتحدة طمأنة أربيل من خلال الالتزام بلعب دور رئيسي.
وتحدد الوثيقة أن "يبقى مجلس الأمن متابعا لتنفيذ هذا الاتفاق، من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة". وأعاد الرئيس الكردستاني التأكيد السبت، خلال تجمع جماهيري في دهوك، أن "لا إلغاء ولا تأجيل" للاستفتاء. وأضاف "لم نتلق حتى الآن أي بديل حقيقي للاستفتاء". لكن بارزاني لم يقفل الباب أمام التفاوض منذ بدأ الجدل حيال عقد الاستفتاء. وقال في خطاب آخر في وقت سابق في الموصل "إذا كان هناك بديل أفضل، فأهلا وسهلا".
وتخضع كردستان لضغوط كثيفة للعدول عن هذا الاستفتاء الشعبي، الذي لن يؤدي من حيث المبدأ إلى إعلان الاستقلال، بل يشكل وسيلة للضغط على السلطة المركزية للحصول على تنازلات في الخلافات النفطية والمالية. وأعلنت بريطانيا في بيان السبت أنها لا تدعم الاستفتاء الذي "يهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة، فيما يجب أن ينصب التركيز على هزيمة (داعش)".
واعتبر البيت الأبيض أن الاستفتاء الجمعة الماضية سيكون "مستفرزا" و"مزعزعا للاستقرار". وأعادت واشنطن التأكيد على اعتقادها بأنه سيكون عقبة أمام محاربة تنظيم (داعش)، واستقرار المناطق التي عادت إلى سيادة السلطات العراقية.
وأعربت دول أخرى، مثل تركيا وإيران، عن قلقها إزاء فكرة أن تثير أربيل، النزاعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية على أراضيها. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إجراء الاستفتاء "أمر سيء جدا"، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن التركي سيجتمع في 22 أيلول/سبتمبر الجاري لتبني موقف رسمي.
وأشار كريم باكزاد ، المتخصص بالشأن العراقي في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (إيريس)، إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، "سيكون لعدة أيام في كردستان لإقناع بارزاني بالتخلي عن الاستفتاء او تأجيله حتى موعد غير محدد". وقال مصدر أمني إن سليماني موجود في السليمانية، ويتطلع إلى البقاء إلى ما بعد موعد الاستفتاء، لإظهار مدى أهمية عدم إجراء الاقتراع بالنسبة لإيران. وأوضح باكزاد أن "الاستفتاء غير مقبول بالنسبة إلى إيران وتركيا، اللتين تملكان وسائل اقتصادية وسياسية وأمنية للضغط على كردستان".
وأضاف أن "بارزاني نفسه اعترف بأنه لو لم يأت الحرس الثوري الإيراني لنجدة كردستان في صيف العام 2014، لكان تنظيم (داعش) على الأرجح سيطر على أربيل أمام تراجع البشمركة".
أرسل تعليقك