بغداد ـ نهال قباني
تعهَّد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بتقديم مزيد من المساعدة للعراق في إعادة الإعمار. وقال الوزير الألماني عقب وصوله إلى العاصمة العراقية بغداد أمس الاثنين، إن "ألمانيا ستواصل دعمها للمواطنين في العراق بصفة أنها صديق وشريك موثوق به"، وأضاف: "تم كسر إرهاب داعش"، والآن يتعين الحيلولة دون تقوية شوكته في الخفاء مجددا تحت أي ظروف، لتجنب مخاطر الإرهاب في العراق والمنطقة وأوروبا أيضا".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ماس قوله: "التطورات أظهرت: عندما يتكاتف المجتمع الدولي، فإن أصعب الأزمات لا تصبح عصية على الحل".
ولم يتم الإعلان عن زيارة ماس بشكل مسبق لأسباب أمنية. وكان ماس توجه عقب زيارته للكويت إلى العراق على متن طائرة عسكرية ألمانية من طراز "ترانسال"، وهي مزودة بأنظمة دفاع صاروخية وتُستخدم من أجل زيارات المسؤولين الألمان لمناطق الأزمات. ومن المقرر أن يجري محادثات في العاصمة بغداد مع الحكومة العراقية الجديدة، التي تولت مهام منصبها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما يعتزم ماس زيارة عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، أيضا.
اقرأ أيضًا :
- والد منفذ هجوم سوق "ستراسبورغ" يعترف بأنَّ ابنه شريف كان مؤيداً لـ"داعش"
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا دعمت مكافحة تنظيم داعش عبر توريد أسلحة وتدريبات عسكرية وطلعات جوية بطائرات استطلاع. وتعتزم الحكومة الألمانية الآن المساعدة في إعادة إعمار العراق. يذكر أن تنظيم داعش سيطر عام 2014على مناطق واسعة من العراق، من بينها مدينة الموصل شمالي البلاد.
ودعمت ألمانيا على وجه الخصوص "قوات البيشمركة" الكردية في مكافحة التنظيم، كما تشارك حتى اليوم في التحالف الدولي ضد "داعش". ويشارك جنود ألمان في مهمة مكافحة تنظيم داعش عبر طائرات استطلاع من طراز "تورنادو" وطائرة تزود بالوقود انطلاقا من قاعدة الأزرق الجوية في الأردن. وفي معسكر التاجي القريب من بغداد، يقوم الجيش الألماني بتدريب جنود عراقيين.
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي أعلن في 10 ديسمبر/كانون الأول عام 2017 الانتصار عسكريا على "داعش"، إلا أن خلايا التنظيم لا تزال نشطة في شمالي وشرقي البلاد، حيث ينفذ التنظيم هجمات على نحو متكرر.
وقدمت ألمانيا مساعدات للعراق بقيمة 5.1 مليار يورو خلال السنوات الأربع الماضية، لتعتبر بذلك ثاني أكبر مساهم في دعم تطوير واستقرار وإعادة إعمار العراق عقب الولايات المتحدة.
وبجانب مساعي تحقيق الاستقرار في العراق، تدور زيارة ماس التي ستستغرق عدة أيام حول مصالح اقتصادية أيضا، حيث تتنافس شركة "سيمنس" الألمانية للصناعات الهندسية والإلكترونية أمام شركة "جنرال إلكتريك" الأميركية على صفقة تقدر بالمليارات لتوسيع إنتاجية الكهرباء في العراق. ورغم أن العراق من أغنى دول العالم في النفط، يعاني الشعب العراقي من سوء إمدادات الكهرباء والماء أيضا. وشهدت منطقة جنوب العراق مصادمات بين متظاهرين وقوات الأمن خلال احتجاجات على هذه الأوضاع.
وقد يهمك أيضًا:
- سُنّة العراق يتنازلون عن وزارة الدفاع لعسكري "شيعي" شارك في الحرب على "داعش"
- القوات السورية تتبادل القصف مع "داعش" على ضفتي الفرات
أرسل تعليقك