شنَّ الجيش اليمني مسنودًا بالمقاومة الشعبية، فجر اليوم الخميس، هجومًا عنيفًا على مواقع وأهداف للحوثيين وقوات صالح، في مديرية المتون، في محافظة الجوف، شمال شرق اليمن. وقالت مصادر عسكرية، إن قوات الجيش الوطني هاجمت مواقع الحوثيين وقوات المخلوع، بجبهة حام بمحافظة الجوف.
وشهدت الجبهات الشرقية والغربية والشمالية في مدينة تعز مساء الأربعاء، معارك عنيفة وقصفًا مكثفًا خلال ساعات الليل. وأحبطت القوات الشرعية هجمات للانقلابيين على موقع المكلكل شرقي المدينة، وموقع الدفاع الجوي شمال غربي المدينة ومواقع اخرى للقوات الشرعية في منطقة الضباب والربيعي غرب تعز، وشهدت هذه المناطق ومحيطها اشتباكات عنيفة فيما شن المتمردون قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة طوال ساعات الليل على مواقع القوات الشرعية في الجهة الشرقية وبعض الأحياء السكنية.
وقصفت الميليشيات بشكل عنيف موقع الدفاع الجوي وقرى الضباب والربيعي، ودوت انفجارات عنيفة في المدينة وأطرافها الشرقية والغربية، وسعى المتمردون من خلال هذه الهجمات التي تم التصدي لها وتبادل القصف معهم استعادة مواقع خسروها خلال الايام الماضية. وأسفر قصف للقوات الشرعية على موقع المتمردين في الحرير شمال شرقي تعز عن مقتل اثنين واصابة ثلاثة آخرين من الانقلابيين.، هذا وشنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع للمتمردين في منطقة الربيعي غرب تعز، واستهدف القصف آليات وتعزيزات للانقلابيين. وذكرت مصادر عسكرية ان الغارات دمرت مدرعة.
وشهدت قرى منطقة الأقروض في مديرية المسراخ جنوب تعز اشتباكات متقطعة وسط استمرار وصول تعزيزات للمتمردين، وقام الحوثيون بإنذار سكان قرى منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم جنوب شرق تعز بسرعة إخلاء منازلهم وإلا سيتم قصفها، وذكرت مصادر محلية ان سيارات تحمل مكبرات الصوت منحت الأهالي مهلة ٢٤ ساعة لمغادرة منازلهم.
وأعلنت القوات الحكومية في المنطقة العسكرية الخامسة عن مقتل 40 مسلحاً من جماعة الحوثيين وحزب صالح في مدينتي حرض وميدي بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن)، خلال الـ 36 ساعة الماضية.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية إن 27 مسلحاً من الجماعة سقطوا جرحى، في المعارك التي دارت بينهم والقوات الحكومية، وأضاف إن مقاتلات التحالف العربي شنت غارات على مواقع للحوثيين، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات، وتدمير مخازن وآليات عسكرية. وأوضح إن المقاتلات دمرت مخزناً تموينياً وعربة بي أم بي ومدفع 57 ومخزن ذخائر وأسلحة متوسطة ومخزن لصواريخ الكاتيوشا ودبابة في مزارع النسيم.
وأفاد المتحدث العسكري باسم المجلس العسكري في محافظة تعز منصور الحساني، بأن القيادي الميداني في جماعة الحوثيين أبو علي الحاكم، أُصيب في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي. وقال الحساني نقلاً عن مصادر طبية وصفها بالموثوقة، إن القيادي الحوثي يرقد في مستشفى الثورة في مدينة إب، جراء إصابته. وأضاف أنه يخضع لعمليات استخراج شظايا متعددة من الرأس والصدر والساقين، موضحًا بأنه أُصيب مطلع الأسبوع الجاري، حين قصفت المقاتلات الحربية اجتماعاً للحوثيين خارج مدينة تعز، وأشار الحساني إلى أن شقيق زعيم جماعة الحوثيين عبد الخالق الحوثي، شوهد في منطقة الحوبان فجر اليوم ضمن تعزيزات بشرية قادمة من اتجاه محافظة إب، لقيادة الحوثيين عوضاً عن أبو علي الحاكم.
ويُعد ابو علي الحاكم من أبرز القيادات الميدانية للجماعة المسلحة، ومن المشمولين بالعقوبات الدولية من مجلس الأمن طبقاً للقرار الأممي 2216، لتهديدهم السلام والاستقرار في اليمن.
وفي عدن يعقد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الخميس، اجتماعًا مع الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادات الحكومة، في إطار مهمة صعبة لاستئناف مفاوضات السلام. وقال مصدر حكومي يمني إن ولد الشيخ أحمد سيتوجّه من الرياض إلى عدن لبحث استئناف مفاوضات السلام بين الحكومة ووفد الانقلابيين. ولم يعرف على الفور المدة التي ستستغرقها زيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة اليمنية المؤقتة. وتأجلت الزيارة خلال اليومين الماضيين بسبب إعلان الانقلابيين تشكيل ما أطلقوا عليه حكومة إنقاذ في صنعاء، وفق المصدر.
وأكد رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر، أن الذهاب فوراً نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، والانسحاب ، وتسليم الأسلحة ، والانتقال الفوري إلى العملية السياسية ، تتبعه أو تتزامن معه مصالحة وطنية عامة وشاملة لاتستثني أحداً ، هو الخط المستقيم الموصل إلى السلام والمنهي للحرب والحافظ للدماء والممتلكات.
وقال رئيس الوزراء: "للأسف لا يفقه الحوثيون وصالح قدر الضرر الذي يحدثه استمرارهم في بناء وتكريس مؤسساته انقلابية تتبعهم وتأتمر بأمرهم في أجزاء من الوطن ، لكنهم حتماً يدركون أنهم بإعلان الحكومة إنما يقوضون جهود السلام التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة ".
وأضاف: "اليوم يشكلون حكومة انقلابية ، ويبنون جدارا سياسيا معيقا لعملية السلام ، ويعمقون جراح الوطن ويمزقون وحدته الاجتماعية والوطنية، ويكرسون بناء مؤسسات حكومية أقل ما يمكن أن توصف به أنها " أسواء من شطرية" وذلك لإضفاء شرعية على واقع فرضوه على الشعب اليمني لن يدوم طويلاً المتمثل في الاستيلاء على السلطة والانقلاب على الشرعية والسيطرة على العاصمة".
وأشار بن دغر إلى أن الانقلابيين رفضوا بالأمس نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن، واحتفظوا ببنك مركزي موازي خاص بهم، فألحقوا مزيداً من الضرر بالاقتصاد الوطني وتسببوا في أزمات متلاحقة منها أزمة المرتبات والسيولة والمخصصات المالية للطلاب الذين يعانون بسبب الاستيلاء على موارد الدولة ، والتحكم في مئات المليارات.
وأكد أن الحوثيين وصالح تجاوزوا كثيراً تلك الخطوط، مشيراً إلى أن كل السلطات للشرعية والشرعية فقط، فهي ما تبقى من وشائج وصلات بين اليمنيين ، وهي كل ما تبقى من وحدة تتعرض لخطر الفوضى والانهيار.
واتهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، بدعم انفصال الجنوب. وقال صالح في تدوينة نشرها على حسابه في "فيسبوك" أمس الأربعاء، إن “هادي ومعاونيه يعملون على جر البلاد إلى الانفصال والتشرذم من خلال الزج بما تبقى من الوحدات العسكرية التي التزمت بولائها للوطن والجمهورية، في قتال مع إخوانهم وزملائهم أفراد القوات المسلحة واللجان الشعبية، في إطار مؤامرة كبيرة تُحاك ضد تلك الوحدات وبالذات اللواء 37 مدرع”، على حد تعبيره.
وزعم أن "قيادة المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، تعمل حاليًا على طرد العسكريين الشماليين، وتأمرهم بالعودة إلى محافظاتهم"، بحسب وسائل إعلام يمنية.
وأعرب ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" المشكل من قبل الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أمس الأربعاء، عن أسفه لبعض ردود الأفعال السلبية التي صدرت تجاه تشكيل حكومة جديدة في صنعاء. وقال المجلس، في بيان: إنه كان "حريًا بأمين الجامعة العربية، أن يكون حصيفًا في تصريحاته ومواقفه، وكان المفترض به أن يبذل مسعاه للتوفيق بين الأطراف المختلفة وتقريب وجهات النظر بدلًا من الانحياز لطرف محدد"، على حد تعبيره.
كما أبدى المجلس استغرابه من موقف المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون محايدًا وغير منحازٍ لأي طرف، بحسب وكالة الأنباء الألمانية .
تبقى الإشارة الى أن هزَّة أرضيَّة متوسطة، ضربت في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، أجزاء من اليمن، أوقعت قتيلًا وبعض الأضرار في المنازل. وقال سكان محليون، إن “هزة أرضية ضرب محافظة البيضاء، وسط اليمن، ووصلت تردداتها إلى بعض المناطق المجاورة مثل يافع والضالع ومكيراس ولودر.
وأضاف السكان أن هناك أنباء عن سقوط قتيل في البيضاء جراء سقوط سقف منزله الطيني عليه، فيما توجد بعض الإصابات، لم يتم تحديد عددهم بعد. وفي مناطق يافع والضالع ومكيراس ولودر، سجلت الهزة أرضية معدلًا أقل نسبيًا، ولم تتسبب بأي أضرار مادية أو بشرية بحسب السكان، لكنهم أكدوا أنها “كانت قوية، وتسببت باهتزاز أبواب ونوافذ منازلهم.
أرسل تعليقك