بغداد - العرب اليوم
دخل التنافس على منصب محافظ نينوى أخطر مراحله عبر الصفقات والتسويات المالية والسياسية وذلك بعد يومين من قرار البرلمان العراقي إقالة المحافظ نوفل العاكوب، ونائبيه بناءً على طلب تقدم به رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، على خلفية حادث العبّارة في نهر دجلة الذي قضى فيه العشرات.
وكشفت انتصار الجبوري، عضو البرلمان عن محافظة نينوى، عن «بدء قوى سياسية دفع أموال طائلة من أجل حجز موقع المحافظ لها»، مضيفةً أن «مرحلة ما بعد مرحلة المحافظ أخطر من مجرد إقالته لأن الهدف لم يكن البحث عن الحقيقة ومحاسبة المقصرين والفاسدين بقدر ما هو كيفية الحصول على المناصب والمواقع وما تدرّه من أموال».
أقرأ أيضا :
غادي إيزنكوت يُوضِّح أنّ حرب إسرائيل مع حزب الله كانت تفصلها شعرة
وأكدت النائبة أنه «في الوقت الذي لا يزال البحث جارياً عن عشرات الجثث التي قطعت عشرات الكيلومترات في نهر دجلة نتيجة فاجعة العبّارة فإن هناك جهات سياسية بدأت تتصارع على منصب المحافظ، الأمر الذي يؤكد مخاوفنا السابقة بأن الحماس لدى هذه الجهات لم يكن لأهداف تتعلق بإنصاف أهالي نينوى بقدر ما هو إضافة مآسٍ أخرى أكثر مما يعانونه».
وبيّن أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق، في تصريح له، أن «أي جهة سياسية تريد أن تتدخل في نينوى وتخلط بين العمل السياسي والإداري فإنها تضر بمصلحة نينوى أكثر مما تنفع»، وأضاف النجيفي: «إننا الآن مع أي إدارة في نينوى بعيدة عن أي تجاذب سياسي تعيد بناء الهيكلية الإدارية في نينوى كما تعيد بناء الوضع الأمني في المحافظة وألا تكون طرفاً ضمن الأطراف السياسية الموجودة».
وأوضح النجيفي أن «التكالب الذي نراه الآن على نينوى من قسم من القيادات السُّنية عن طريق شراء منصب المحافظ من قبل أعضاء مجلس المحافظة هو تكالب أضر كثيراً بالوضع السني بصورة عامةً كما سيضر بالوضع السني كثيراً وأفرز شخصيات في المرحلة الماضية مثل العاكوب وقد يفرز شخصيات أكثر إضراراً في المستقبل»، مبيناً أنه «في مثل هذه الظروف نرى أن الأفضل أن يبقى الدكتور مزاحم الخياط، الذي كلّفه رئيس الوزراء كرئيس لإدارة الأزمة في نينوى، في إدارة المحافظة وهو رجل معروف بكونه بعيداً عن كل الأحزاب السياسية وليس لديه أي توجه سياسي وهو يمتلك القدرة في حال جرى دعمه بمهنية في إعادة البنية التحتية للمحافظة»، لكن نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان أعلن، أمس، عن عزم المجلس فتح باب الترشح لمنصب المحافظ ونائبيه خلال الأسبوع المقبل. وقال قبلان في تصريح إن «مجلس المحافظة يعمل حالياً بصورة طبيعية دون أي تغيير بعد إقالة المحافظ نوفل العاكوب من منصبه بالإضافة إلى نائبيه»، وأضاف قبلان أن «المجلس وفقاً للقانون سيفتح باب الترشيح لشغل المناصب الشاغرة لإنهاء الأزمة وانتخاب إدارة تنفيذية جديدة».
وأكد النائب عن المحافظة نايف الشمري، أنه لا حلول لمشاكل الموصل دون حل مجلس المحافظة، وقال الشمري إنه تم جمع توقيعات لأكثر من ثلث أعضاء مجلس النواب لحل المجلس مع إقالة المحافظ وهذا ما يتفق مع القانون، مبينا أن «هناك جهات تحاول عرقلة الموضوع».
وأصدر البرلمان العراقي الأحد الماضي، قرارا بالإجماع لإقالة المحافظ نوفل العاكوب ونائبيه، وكان البرلمان العراقي شكّل لجنة لتقصي الحقائق في نينوى قبيل حادثة العبارة التي أدت إلى غرق أكثر من 120 شخصا، بينما لا يزال البحث جاريا عن جثث في مياه نهر دجلة.
وقد يهمك أيضاً :
المالكي يؤكد أن أميركا لن تستطيع النيل من دولة فلسطين
فلسطين تقدم طلب للحصول على عضوية دائمة في الأمم المتحدة
أرسل تعليقك