كييف - جلال ياسين
قامت وحدات من الجيش الروسي، اليوم الإثنين، ببسط السيطرة الكاملة على المناطق التي تم تحريرها وضرب مواقع القوات الأوكرانية، فيما تحاول كييف استعادة بعض المناطق بدعم غربي. وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت وكالة "ريا نوفوستي" بأن القوات الأوكرانية قصفت دونيتسك اليوم بـ16 قذيفة من حلف الناتو.
وأعلنت أوكرانيا، أمس، أنها استعادت السيطرة الكاملة على بلدة ليمان، وهي مركز للنقل والإمداد في شرق البلاد، فيما يمثل أكبر انتصار لكييف في ميدان المعركة منذ أسابيع. وقد يشكل ذلك التطور نقطة انطلاق لمزيد من المكاسب في الشرق بينما يزيد من الضغوط على الكرملين. هذا وأعلنت كل من ألمانيا والدنمارك والنرويج تزويد أوكرانيا بـ16 منظومة مدفعية من طراز "هاوتزر" اعتبارا من العام المقبل. وقالت برلين إن المنظومات المدفعية سيتم إنتاجها في سلوفاكيا على أن تُسَلّم لأوكرانيا مطلع العام المقبل. ويأتي ذلك بعد زيارة أجرتها وزيرة الدفاع الألمانية لأوكرانيا والتي تُعد الأولى منذ بدء الغزو الروسي في فبراير الماضي.
وجاءت أحدث انتكاسة مدوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد يوم واحد فقط من إعلانه ضم أربع مناطق تمثل ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا بينها دونيتسك حيث تقع ليمان. ونددت كييف والغرب بالخطوة ووصفتها بأنها مهزلة غير قانونية وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه، مساء الأحد، إن نجاح جنود بلاده لم يقتصر على استعادة ليمان. وأضاف أن القوات الأوكرانية حررت بلدتي أرخانهيلسكي وميروليوبيفكا الصغيرتين في منطقة خيرسون.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إنها ستسحب قواتها من منطقة ليمان "بسبب تهديد يتعلق بمحاصراتها". وقال الجيش الأوكراني في بيانه المسائي، إن قواته صدت التقدم الروسي في عدة مناطق، لا سيما في منطقة دونيتسك بالقرب من باخموت وسبيرن، داخل منطقة دونيتسك بالقرب من ليسيتشانسك، وهي مركز رئيسي في منطقة لوغانسك المجاورة.
وسقطت ليمان في مايو في يد القوات الروسية التي استخدمتها كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وتمثل خسارتها أكبر هزيمة لروسيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف الذي شنته أوكرانيا في منطقة خاركيف بالشمال الشرقي الشهر الماضي.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أهمية ليمان للعمليات ترجع إلى سيطرتها على طريق رئيسي يعبر نهر سيفرسكي دونيتس، والذي تحاول روسيا من خلفه تعزيز دفاعاتها. وأضافت الوزارة أن روسيا تعرضت على الأرجح لخسائر فادحة خلال الانسحاب. وقال متحدث عسكري أوكراني أمس، إن روسيا كان لديها ما بين خمسة آلاف و5500 جندي في المدينة قبل الهجوم الأوكراني.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، الأحد، أن استعادة أوكرانيا السيطرة على بلدة ليمان الواقعة داخل الأراضي التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها تُظهر أن الأوكرانيين يحققون تقدما وأن بوسعهم دحر القوات الروسية.
وأضاف في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) التلفزيونية الأميركية: "رأينا أنهم تمكنوا من الاستيلاء على بلدة جديدة، ليمان، وهذا يدل على أن الأوكرانيين يحرزون تقدما وقادرون على دحر القوات الروسية بسبب شجاعتهم وإقدامهم ومهاراتهم، وبالطبع أيضا بسبب الأسلحة المتطورة التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاء آخرون". وأوضح ستولتنبرغ أن مواصلة دعم الحكومة في كييف هي أفضل وسيلة لمواجهة ما قامت به روسيا من إعلان ضم مناطق من أوكرانيا.
وردا على سؤال عن طلب أوكرانيا لعضوية سريعة في الحلف العسكري الغربي، قال ستولتنبرغ: "أي قرار بشأن العضوية يجب أن يُتخذ بالإجماع، على جميع الحلفاء الثلاثين الموافقة على اتخاذ مثل هذا القرار".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن الحلف يؤيد التحقيق في التخريب الواضح لخط أنابيب نورد ستريم الروسي الذي يمتد من روسيا إلى أوروبا تحت بحر البلطيق. وأضاف: "أي هجوم متعمد على البنية التحتية الحيوية لحلف الأطلسي سيُقابل برد حازم وموحد".
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك