العسكري السوداني وقوى التغيير يُوقِّعان اتفاقًا سياسيًّا لاقتسام السّلطة
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

اعتبره حميدتي بأنّه "لحظة تاريخية" ووصفه دريد بـ"فخر أفريقيا"

"العسكري" السوداني و"قوى التغيير" يُوقِّعان اتفاقًا سياسيًّا لاقتسام السّلطة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "العسكري" السوداني و"قوى التغيير" يُوقِّعان اتفاقًا سياسيًّا لاقتسام السّلطة

المجلس العسكري الانتقالي
الخرطوم - جمال إمام

شهدت العاصمة السودانية يوما عاصفا وماطرا، وقعت خلاله قوى «إعلان الحرية والتغيير» التي تقود الثورة، و المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، «الاتفاق السياسي» الذي يحدد هياكل الحكم خلال الفترة الانتقالية، بحضور الوسيطين الأفريقي والإثيوبي وشهادتهما، وكانت لافتة «الدموع» التي سالت من عيني الوسيط الإثيوبي أثناء إلقاء كلمته.

وإثر تفاوض شاق دام طوال الليل، وقع كل من نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو «حميدتي» عن المجلس العسكري، وعضو تجمع المهنيين أحمد ربيع، عن قوى إعلان الحرية والتغيير، صبيحة الأربعاء بالأحرف الأولى وثيقة «الاتفاق السياسي» وتنص على تحديد هياكل الحكم الانتقالي التي ينتظر أن تستمر 3 سنوات وثلاثة أشهر. وقال الطرفان في مؤتمر صحافي عقداه في الخرطوم، إنهما اتفقا على جميع التفاصيل المتعلقة بهياكل الحكم و«تقاسم السلطة»، وأرجأ التفاوض حول وثيقة «الإعلان الدستوري» إلى الجمعة.

وجرت مراسم التوقيع في «فندق كورنثيا» القريب من ملتقى النيلين عند الخرطوم، وسط حضور حاشد من الصحافيين ومراسلي ووكالات الأنباء، والفضائيات الدولية والمحلية، إضافة للوسيطين الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، ومبعوث الرئيس آبي أحمد الإثيوبي محمود درير.

وقال عضو وفد التفاوض عن قوى إعلان الحرية والتغيير إبراهيم الأمين، في كلمته التي استهل بها مراسم التوقيع، إن الطرفين وقعا وثيقة الاتفاق السياسي بالأحرف الأولى، ليكملا التفاوض حول الوثيقة المكملة لها «الوثيقة الدستورية» الجمعة المقبل، وقال: «وثيقة الاتفاق السياسي تشمل هياكل الحكم، وتعد جزءاً مقدراً من الاتفاق».

ووصف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو «حميدتي» لحظة التوقيع بأنها «لحظة حاسمة وتاريخية» لشعب السودان ومسيرته النضالية، وتابع: «سيفتح التوقيع عهداً جديداً وواعداً من الشراكة بين قواتكم المسلحة وقوات الدعم السريع، وكل مكونات القوات النظامية، مع طلائع وقادة الثورة السودانية المجيدة، شركائنا في قوى إعلان الحرية والتغيير».

وأوضح حميدتي أن الاتفاق جاء «ثمرة مجهود مضن ومتواصل، انتظره الشعب السوداني طويلاً حتى يستشرف آفاق الحرية والسلام والعدالة»، ووجه رسائل لـ«شهداء ثورة ديسمبر/ كانون الأول المجيدة وشهدائها وأمهات الشهداء، والنساء والشباب»، والذين وصفهم بأنهم «وقود الثورة الظافرة».
وأشاد حميدتي بمن أطلق عليهم الذين أسهموا في الوصول للاتفاق، وخص منهم «ممثلي الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، والأشقاء العرب وأصدقاء السودان في العالم»، لما بذلوه من جهد من أجل التوصل لاتفاق.

وقال الوسيط الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، إن الطرفين وقعا اتفاقا كبيرا، يعد خطوة «حاسمة في مسار التفاوض الشاق»، وأشار إلى أنه «يفتح عهداً جديداً يسهل الطريق للخطوة الثانية».
ودعا لبات الصحافيين ليكونوا «ممن يسقي زهور السلام»، وللابتعاد «عن أي قول وفعل من شأنه ألا يقرب بين أبناء الشعب»، مؤملا بأن تكون خطوة التوقيع «قبس نور يضئ الطريق أمامنا ليعود السلام والمحبة والديمقراطية والبناء».

وأبدى مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد السفير محمود درير، سعادته بمشاركته في الوساطة، التي جعلته شريكا فيما سماه «مرحلة حاسمة من التاريخ الحديث لهذا البلد العظيم السودان».
وقال درير الذي فاضت دموعه تأثراً أثناء إلقاء كلمته: «نأمل من الاتفاق بأن يخرج هذا الشعب من بوتقة الفقر والحصار المفروض عليه، ومن سجل ما يسمى دولة داعمة للإرهاب»، وتابع وسط موجة بكاء ثانية: «هذا الشعب العظيم يستحق هذا اليوم التاريخي»، معتبراً توقيع الاتفاق نصرا للسودان ولأفريقيا بقوله: «هنيئاً للسودان وهنيئاً لأفريقيا».
وحيّا إبراهيم الأمين في كلمته الثانية «الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل السودان»، وقال: «أرواح الشهداء حاضرة بيننا ولا يمكن أن ننساها لأنها تعني بداية مرحلة جديدة في السودان»، وأشار الأمين إلى ما سماه «تغييراً أساسياً» أحدثته الثورة السودانية في كل أنحاء المنطقة، وقطع بأن الثورة ستحدث التغيير المنشود، وقال: «الشباب الذي قام بهذه الثورة شكل درجة عالية جدا من المسؤولية والأخلاق المميزة».

ووصف الأمين المرأة السودانية ودورها بأنها كانت «أيقونة» الثورة، و«تاج رأس كل سوداني»، وقال إنها بمشاركتها في الثورة أضافت بعداً جديداً لكونها عددياً نصف المجتمع، بأن أصبحت «تمثل ثلاثة أرباعه».

وشدد الأمين على دور شباب الثورة، ووصفهم بأنهم «كانوا على درجة عالية من الوعي»، استطاعوا من خلاله تجاوز العنصرية والجهوية والقبلية، ووضعوا البلاد على مشارف مرحلة جديدة، تبتعد فيها عن كل ما يفرق السودانيين.

وتعهد الأمين بأن يكون الاتفاق بداية لمرحلة جديدة تتاح فيها الحريات التي تسمح لكل سوداني الإسهام في بناء بلده، وبالشعور «أنه حر في بلده»، بعد أن «عانينا كثيرا من الأنظمة الشمولية، التي نهبت أموال السودانيين واستعبدتهم وأذلتهم».

وقد يهمك ايضا:

لجنة لصياغة اتفاق "المجلس العسكري" السوداني و"قوى التغيير"

الخرطوم تتطلع لرفع اسم السودان من قائمة "الإرهاب

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العسكري السوداني وقوى التغيير يُوقِّعان اتفاقًا سياسيًّا لاقتسام السّلطة العسكري السوداني وقوى التغيير يُوقِّعان اتفاقًا سياسيًّا لاقتسام السّلطة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab