واشنطن - يوسف مكي
بدأ تشغيل أول محطة طاقة نظيفة تعمل بالطاقة الناتجة من الهواء، ويجرى الأن على بعد أميال عدّة قبالة ساحل ولاية رود آيلاند، الإعداد لبدء تشغيل محطة توليد طاقة نظيفة في الولايات المتحدة، ويبلغ طول المحطة الهوائية نحو 560 قدمًا، وتتكون من 5 توربينات هواء، مزودة بـ 3 أجنحة طول الواحدة 240 قدمًا، وترسل المحطة الكهرباء إلى إقليم نيو إنغلاند. وتقوم التوربينات الخمسة على قاعدة من الفولاذ يربطهم تحت البحر، كما يجمعهم شبكة من أسلاك تحت قاع البحر لنقل الكهرباء منهم أيضًا.
والطاقة التي تنتجها محطة الهواء صغيرة نوعًا ما، تقدر بـ 30 ميغا وات. فهذه الحمولة من الكهرباء والتي كان يمكن توليدها من محطة توليد بالفحم أو بالغاز الطبيعي، تكفي في المتوسط لإنارة قرابة 17.000 ألف منزل أميركي. لذا فالمشروع ينبغي توسعته ، ليصبح من أهم مشاريع توليد الطاقة النظيفة.
وعلى مقربة من جزيرة "بلوك آيلاند" من ولاية "رود آيلاند" يقف مشروع أول "محطة طاقة هوائية" بعرض البحر، والذي بلغ تكلفته 300 مليون دولار. ويدير المشروع شركة "ديب ووتر ويند" الذي سيفتح الطريق أمام إقامة مشروعات أكثر نجاحًا في الولايات المتحدة، عقب إخفاق العديد من مشاريع محطات الطاقة الهوائية بعرض البحر. ولاقى بناء هذه "المحطة الهوائية" بعرض البحر جزيرة " بلوك آيلاند" انتقادات شديدة، وأبدى العديد من سكان الجزيرة استيائهم بعد إنشاء تلك المحطة.
وأعربت حاكمة ولاية "رود آيلاند" السيدة جينا ريموندو، عن فخرها بإنشاء أول "محطة هوائية" في الولايات المتحدة في الولاية التي تتولى زمام أمورها. ولم يكن أمر إنشاء محطة نظيفة تقوم على الرياح بالأمر الجديد، فمنذ أعوام تعتمد الدول الأوروبية على الألأف من المحطات الهوائية وتروبينات الهواء التي تمد بلدان القارة الأوروبية بالطاقة النظيفة الخالية من ثاني أكسيد الكربون. ولكن يمثل اتباع أميركا نهج الدول الأوروبية في مثل هذه المحطات، طريقًا جديدًا نحو مصدر هام وجديد للطاقة النظيفة عن طريق ولاياتها الساحلية، التي ستؤدي إلى إغلاق محطات التوليد بالفحم والمفاعلات النووية الكبيرة. وتعاني بعض الولايات التي تتمتع بحق التصرف مرارة إيجاد مصدرًا نظيفًا للطاقة.
وتؤيد الحكومة الفدرالية منذ عدة أعوام، تطوير "المحطات الهوائية بعرض البحر". ففي العام الماضي وقعت وزارة الداخلية الأميركية 11 عقد إيجار لغرض تطوير "المحطات الهوائية" ما يسفر عن توليد طاقة قدرها 14.6 غيغا وات يوميًا، إذ تعادل طاقة ما تولده 15 محطة كبيرة لتوليد الطاقة، باستخدام الفحم. ومن المتوقع أيضًا اقتراح تنفيذ محطة هوائية بطاقة 765 ميغا وات في ولاية كاليفورنيا بتقنية التوربينات العائمة.
ولكن مع انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، من المقرر أن يقلص حجم التمويل الفيدرالي لهذه المشاريع ليوقفها من البداية. وعارض ترامب بقوة إنشاء "محطة هوائية" قبالة سواحل أحد ملاعب الغولف التي يمتلكها في إسكتلندا، لأنها تشوه جمال ملعب الغولف، معربًا عن سخطه من إنشاء "المحطات الهوائية" بوجه عام، والتقى الشهر الماضي بأحد المسؤولين البريطانيين لمناقشة سبل التصدي لأعمال بناء "المحطات الهوائية".
أرسل تعليقك