فيما تتواصل المعارك في أوكرانيا، مع دخول العملية العسكرية الروسية أسبوعها الثاني، أعلن البنتاغون أن تقديراته تفيد بأن ما يقرب من 100% من القوات التي حشدتها روسيا على حدود أوكرانيا في الأشهر الأخيرة باتت اليوم داخل أوكرانيا، في حين أرسلت الولايات المتّحدة 500 جندي إضافي إلى أوروبا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.كما أوضحت وزارة الدفاع أنه مع تكثيف القوات الروسية للضربات بات القصف يطال بشكل متزايد المدنيين، مشيرة إلى أن موسكو تسعى كذلك إلى "تجنيد" مقاتلين أجانب، بمن فيهم سوريون، للقتال في أوكرانيا.
وقال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين في واشنطن مساء أمس الاثنين، بحسب ما نقلت فرانس برس، إنّ القوات الروسية "لم تحرز أي تقدم ملحوظ في الأيام الأخيرة" في أوكرانيا باستثناء المناطق التي سيطرت عليها في جنوب هذا البلد.
كما أضاف أن التقديرات تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أقحم عملياً مئة بالمئة من قواته القتالية" التي حشدها في الأشهر الأخيرة عند الحدود الروسية-الأوكرانية، والتي يتخطّى عديدها 150 ألف جندي، وفق التقديرات الأميركية.وتابع قائلا:" لقد أرسلهم جميعهم إلى داخل" أوكرانيا.
إلى ذلك، أشار إلى اشتداد القصف على مدن عدة، واستهداف أعيان مدنية وبنى تحتية مدنية ومناطق سكنية. ومن دون أن يوجّه اتّهاما مباشرا لموسكو بتعمّد استهداف المدنيين، اعتبر المسؤول أن هذه الضربات "تزداد وتيرتها ويتّسع نطاقها". وفي ما يتعلق بمدينة أوديسا، أوضح أن واشنطن "تعتقد أن الروس يريدون السيطرة على تلك المدينة"، من دون أن يستبعد شن روسيا هجوماً برمائياً بإسناد من قوات برية.
إلا أنه لفت في الوقت عينه إلى أنه "ليس لدى واشنطن في الوقت الراهن أي مؤشرات تدل على تحرك محتمل وشيك على هذه الجبهة". يأتي هذا التصريح فيما تسود حاليا حالة من الخوف والقلق حول مدينة أوديسا التي تضم ميناء استراتيجيا والواقعة على سواحل البحر الأسود، من أن القوات الروسية تعتزم قصفها، وفق ما حذّر سابقا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي.
إلى ذلك، أكد أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر في نهاية الأسبوع بنشر "500 عسكري في أنحاء عدة من أوروبا لتعزيز القوات المنتشرة هناك". وأوضح أنّ "هذه القوات الإضافية ستكون مخوّلة بالاستجابة إلى البيئة الأمنية الحالية في ضوء العدوان الروسي المتجدّد ضد أوكرانيا، وتعزيز الردع والقدرات الدفاعية للحلف الأطلسي خصوصا في جناحه الشرقي". يشار إلى أنه سبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن أوضح أن كل القوات المرسلة إلى أوروبا غير مفوّضة بالانتشار في أوكرانيا ولا الانخراط في النزاع الدائر في هذا البلد.
ومنذ مطلع العام نشرت واشنطن 12 ألف جندي في أوروبا، إضافة إلى أولئك المتمركزين بشكل اعتيادي في القارّة.
ط فيما تطالب كييف بمزيد من الدعم العسكري لها في مواجهة الهجوم الروسي، وفرض حظر جوي فوق سمائها، إلا أن الدول الغربية ومن ضمنها الولايات المتحدة لا تزال رغم كافة المساعدات العسكرية التي أرسلتها إلى أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين، تمانع في الانخراط عسكريا بشكل مباشر في النزاع الأوكراني الروسي، خوفا من اشتعال حرب عالمية ثالثة كما حذر أكثر من مسؤول غربي خلال الأيام الماضية.
ومن جانبها أعلنت روسيا، ليل الاثنين، وقفا لإطلاق النار في مناطق بأوكرانيا يسري من الثلاثاء الساعة 07,00 بتوقيت غرينتش للسماح بإجلاء مدنيين عبر ممرات إنسانية. وقالت خلية وزارة الدفاع الروسية المكلفة بالعمليات الإنسانية في أوكرانيا في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية إن "روسيا الاتحادية تعلن وقفا لإطلاق النار اعتبارا من الساعة العاشرة بتوقيت موسكو يوم الثامن من آذار/مارس" بهدف إجلاء مدنيين أتوا من كييف، وكذلك من مدن سومي وخاركيف وتشيرنيغيف وماريوبول.
وبالتزامن، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، أنه لن يرسل مجندين أو جنود احتياط للقتال في أوكرانيا، مؤكدا أن الهجوم ينفذه "عسكريون محترفون" يحققون "الأهداف المحددة". وقال بوتين في كلمة متلفزة بمناسبة الثامن من آذار/مارس الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة: "أريد أن أؤكد أن المجندين لا يشاركون ولن يشاركوا في القتال. ولن يستدعى كذلك جنود الاحتياط".
وأضاف أن "الأهداف المحددة ينفذها فقط عسكريون محترفون. وأنا متأكد من أنهم يضمنون بشكل فعال الأمن والسلام للشعب الروسي". هذا وأكد حاكم منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا، فيتالي كيم، ليل الاثنين، أن 8 جنود أوكرانيين قتلوا وأصيب 19 آخرون بعد أن سقط صاروخ روسي على ثكناتهم في المدينة أثناء نومهم، نقلا عن رويترز.
وفي وقت سابق، قالت الحكومة الأوكرانية إن ضربة روسية استهدفت ميناء أوليفيا على البحر الأسود، فيما رصد مراسل "العربية" في أوكرانيا تحركات لدبابات روسية في إربين بمحيط كييف استعدادا على ما يبدو لعملية اقتحام محتملة للعاصمة خلال الساعات المقبلة، فيما قامت القوات الروسية بتدمير الجسور التي تربط كييف بمحيطها.
وفي الإطار، أعلن مكتب حقوق الإنسان تسجيل 406 وفيات بصفوف المدنيين بأوكرانيا وأكثر من 800 مصاب.
يأتي ذلك فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن العملية العسكرية الخاصة أسفرت حتى الآن عن تدمير 3296 منشأة عسكرية، مشيرة إلى أن القوميين الأوكرانيين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية في مدينة ماريوبول
وأضافت وزارة الدفاع في بيان الاثنين عن سير العملية الخاصة في أوكرانيا، أن المتطرفين القوميين استخدموا حوالي 150 مدنيا أمس الأحد، كدروع بشرية في مدينة ماريوبول، وفتحوا النار على قوات جمهورية دونيتسك الشعبية من خلفهم. كذلك أعلنت الوزارة أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط 3 طائرات من نوع "سو-27" في منطقة بولتافا، وطائرة "سو-25" في منطقة غوستوميل،في منطقة ماكاروف، بالإضافة إلى 8 طائرات بدون طيار تابعة للقوات الأوكرانية.
إلى ذلك قالت الوزارة إن قوات جمهورية لوغانسك الشعبية تقدمت 6 كيلومترات وبسطت سيطرتها على 7 مناطق سكانية.وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن القوات الروسية تستعد لاقتحام كييف.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، فقد جاء في نشرة صدرت في الساعات الأولى من صباح الاثنين عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن القوات الروسية تهدف إلى السيطرة بالكامل على مدن إربين وبوتشا على مشارف كييف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المقاومة الأوكرانية ضد القوات الروسية تشتد وموسكو تعرض التفاوض وكييف تعترض على المكان
قديروف يؤكد أن العقوبات الأميركيَّة على روسيا " خُرافات بايدْنية "
وقالت النشرة إن القوات الروسية كانت أيضاً "تحاول الوصول إلى الضواحي الشرقية لكييف عبر منطقتي بروفارسكي وبوريسبيل". ونقلت صحيفة "أوكراينسكا برافدا" الإلكترونية عن مستشار وزارة الداخلية فاديم دينيسينكو، قوله للتلفزيون الأوكراني، إن "عددا كبيرا إلى حد ما من المعدات العسكرية والقوات الروسية تتمركز بالقرب من كييف". وأضاف "نحن نتفهم أن معركة كييف هي معركة رئيسية سنخوضها خلال الأيام المقبلة".
يذكر أن "العملية العسكرية الروسية" كما تصفها موسكو كانت انطلقت في 24 فبراير الماضي، على أراضي الجارة الغربية، بعد أشهر من الحشود العسكرية على الحدود. ما أدى إلى توتر غير مسبوق بين الكرملين والغرب، وفي أوروبا، واستدعى فرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو، تخطت الـ 5530 عقوبة، وشملت مصارف ومؤسسات تجارية، وسياسيين وكبار الأثرياء، حتى إنها شملت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه ووزير خارجيته، والمتحدث باسم الكرملين، وغيرهم أيضاً.
أرسل تعليقك