أقدم تنظيم "داعش" في منطقة غرب الأنبار على إجبار الاطفال في مدينة القائم على حمل السلاح، لسد النقص الحاصل في صفوفه، في حين دعا عضو الكونغرس الأميركي عن لجنة العلاقات الخارجية رون ديسانتيس الإدارة الأميركية الى التدخل في إيقاف العمليات العسكرية التي يقوم بها "الحشد الشعبي" المدعوم من ايران على إقليم كردستان.
وتشير المعلومات الواردة من الأنبار إلى أن الكثير من مسلحي "داعش" هربوا الى مناطق البادية الواقعة بين البو كمال السورية والحدود العراقية. ويهدد التنظيم، الذي يواجه حملة عسكرية كبيرة في آخر معاقله داخل العراق، أهالي الأطفال بالتصفية فيما لو رفضوا انخراط أولادهم بالقتال. إلى ذلك تستمر القوات المشتركة، رغم الظروف الجوية السيئة، بتنفيذ خطة عزل مركز القائم بشكل كامل، تمهيداً لاقتحامها بعد أن تتم السيطرة على الحدود. ويرجح أن توكل مهمة دخول القضاء الى وحدات من مكافحة الإرهاب، التي وصلت مؤخراً الى قاطع العمليات، لكنها لم تشترك حتى الآن.
وبدأت القوات المشتركة، يوم الخميس الماضي، هجوماً على مدينة القائم، المتاخمة للحدود مع سوريا بالتزامن مع عمليات مماثلة على الجهة السورية في بلدة البو كمال. ويقول مصدر عسكري في غرب الأنبار إن "الظروف الجوية السيئة عطلت حسم المعركة بالاضافة الى الأوامر العسكرية بحماية المدنيين". وضربت غرب العراق، خلال اليومين الماضيين، عواصف ترابية شديدة، حجبت الرؤية لمسافة متر واحد.
ورغم ذلك يقول المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه أمس، ان "القوات استمرت بالتقدم وهي الآن في أطراف ناحية العبيدي، التي تبعد أقل من 20 كم من شمال شرق القائم".وتابع المصدر "هناك أوامر صارمة من القائد العام حيدر العبادي أُرسلت الى قادة المحاور بالحفاظ على أرواح المدنيين"، مضيفاً إن "العبادي يرسل برقيات كل ساعة تقريبا يؤكد أن حماية السكان أهم من سرعة التحرير".
بالمقابل سيطرت وحدات من الجيش والحشد الشعبي على مناطق واسعة في جنوب القائم، وطهرت الطريق الرابط بين عكاشات والقضاء. وتتكون العملية العسكرية من 3 مراحل. تتضمن المرحلة الاولى، التي انتهت مساء الجمعة، الوصول الى محيط القائم. أما المرحلة الثانية، التي انطلقت يوم الاحد، فتتضمن عزل المدينة بعد الوصول إلى الحدود، فيما المرحلة الاخيرة ستنتهي باقتحام مركز المدينة.
وبحسب المصدر العسكري فإن "مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة المدرعة/جيش، ستقومان باقتحام القائم". ويقول المصدر، المتواجد قرب مسرح العمليات، "مؤخرا وصلت مكافحة الإرهاب الى هنا، لكنها لم تشارك وكذلك الفرقة 9". وبحسب بعض التوقعات، فإن التغيير في القوات، التي ستوكل إليها مهمة دخول مركز القائم، جاء بسبب استخدام داعش للمدنيين كدروع بشرية.
ويقول عبدالحكيم الجغيفي، قائممقام حديثة القريبة من قضاء القائم ان "داعش يحتجز عددا من السكان في القضاء ممن لم يستطيعوا الهروب". ويقدر الجغيفي "وجود 30 ألف شخص في القائم ممن لايملكون أموالاً كافية للهروب، وأغلبهم من كبار السن". وعلى مدى الاشهر الماضية، كان الاهالي يدفعون مبالغ مالية لمهربين تابعين لداعش، مقابل الخروج من القائم. واستخدم التنظيم تهريب المواطنين للتمويل، إذ غادر القضاء 100 ألف شخص نحو الرطبة وحديثة.
وكانت معلومات قد كشفت مؤخراً عن هروب أغلب قيادات داعش من القائم باتجاه أفريقيا، وأن أغلب المسلحين المتواجدين في المدينة هم من المحليين. ويقول قطري العبيدي، القيادي في حشد الغربية، "هناك معلومات عن قيام داعش بإجبار الاطفال على حمل السلاح وتهديد ذويهم بالقتل". وأوضح العبيدي، أن "المسلحين يعانون من انهيار ونقص في أعداد المقاتلين، كما نشبت بينهم انشقاقات، وجرى إعدام بعض من قرروا رمي السلاح".
وأكدت قيادة العمليات المشتركة، مقتل 75 مسلحاً خلال الايام الاولى للعملية العسكرية. واشارت الى تدمير" 9 عجلات مفخخة"، وعالجت " 378 عبوة ناسفة"، كما دمرت " 3 مقرات قيادة و4 معامل تفخيخ و7 مخازن أسلحة". وحتى الآن لم يُظهر داعش مقاومة واضحة في الحملة العسكرية الاخيرة. ويقول عبد الحكيم الجغيفي، الذي تشارك قبيلته بأكبر حشد عشائري مكون من 1500 مقاتل، إن "داعش متراجع لكنه أرسل مفارز لعرقلة تقدم القوات في مناطق شرق وجنوب القضاء". ويتوقع ان يرسل التنظيم تلك المفارز ليعوض بها الهزائم ويستعد لمعركة مركز المدينة.
وفي غضون ذلك دعا عضو الكونغرس الأميركي عن لجنة العلاقات الخارجية رون ديسانتيس إدارة بلادها الى التدخل في إيقاف العمليات العسكرية التي تقوم بها ميليشيات المدعومة من ايران على إقليم كردستان. وقال ديسانتيس في مؤتمر صحفي حضره أعضاء اخرون بالكونغرس انه "يجب ان تدعم أميركا حلفاء الكرد خاصة في هذا الوقت الذي يتعرضون له لهجوم من قبل بعض القوات ". وأضاف ان الهجوم اصبح عاملا لكي تسيطر ايران على الأوضاع في المنطقة، مؤكدا ان الكرد دائما وقفوا معنا. وتابع سانتيس ان الجماعات التي تدعمها ايران يهاجمون الكرد بالأسلحة الاميركية، مشددا على انه لا يمكن ان يسمح لهؤلاء ان يهاجموا الكرد بتلك الأسلحة.
من جهته قال عضو الكونغرس لي يلدن: سياسة وزارة الخارجية قد فشلت بالتعامل مع مسالة الهجوم على إقليم كرستان، ونتوقع ان الرئيس الأميركي ليس لديه علم بما يجري حاليا. وأشار الى ان الأسلحة التي ارسلناه الى الكرد لم تقع بايدهم، وعلينا ان نقوم بتسليح الكرد بسرعة. أما سباستيان كوركا المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، ان يجب دعم الكرد للقضاء على الجهاديين ، والاطاحة بايران. ووصف تمدد الميليشيات المدعومة من ايران بانها اخطر من الخلافة التي اعلن عنها تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
من جهته انتقد عضو الكونغرس دانكن هانتر بشدة سياسية وزارة الخارجية الاميركية بشأن تعاملها مع ملف الهجوم على إقليم كردستان، متوقعا انها لم تحط الرئيس دونالد ترامب علما بما يجري في العراق. وطالب بإقالة مبعوث ترامب الى التحالف الدولي بريت ماكغورك، لافتا الى انه غير مهتم من التحذيرات التي تطلقها الإدارة الامريكية من التمدد الإيراني في العراق.
أرسل تعليقك