بغداد - العرب اليوم
في وقت يبدو حرجاً له شخصياً، وقبل أقل من أسبوع من جلسة البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية، اتهم وزير داخلية إقليم كردستان ومرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبر أحمد البارزاني، إيران بقصف أربيل بصواريخ ذكية لا تستخدم إلا في الحروب. وقال أحمد لدى استضافته أمس أمام البرلمان العراقي بوصفه يحتل منصب وزير داخلية إقليم كردستان «للأسف، الصواريخ التي استخدمت لضرب أربيل هي صواريخ حرب ذكية عابرة للحدود لا تستخدم إلا في حالات الحرب». كما أشار وزير الداخلية والمرشح لمنصب رئيس الجمهورية، إلى أن «الموقع المستهدف هو موقع مدني لإقامة مستثمر كردي عراقي معروف على مستوى العراق». وأكد، أن «إقليم كردستان منفتح ومتعاون مع الجميع ومستعد لأي لجنة تأتي وتحقق وتكشف مواقع القصف في أربيل».
من جهته، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حاكم الزاملي خلال جلسة البرلمان، أمس (الخميس)، والمخصصة للقصف الإيراني على مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، أن «البرلمان ينتظر تقريراً مكتوباً من وزير داخلية الإقليم». وأضاف «موقفنا إيجابي مع الجمهورية الإيرانية، لكن مسألة السيادة خط أحمر ولا نقبل التجاوز عليها»، لافتاً إلى أن «لجنة التحقيق باستهداف أربيل سوف تستضيف وكيل وزير الخارجية المسؤول عن الملف الإيراني لمناقشة الموضوع». وأوضح الزاملي، أن «الإقليم جزء لا يتجزأ من العراق، ولا نقبل التجاوز عليه ونشكر استجابة وزير داخلية الإقليم لحضوره البرلمان». في السياق نفسه، حمّل الزاملي إيران بوصفها عضواً في التحالف الرباعي (سوريا والعراق وروسيا وإيران) مسؤولية «عدم تبادل المعلومات مع العراق بشأن تواجد أجنبي على أراضيه».
وكانت عاصمة إقليم كردستان تعرضت ليل السبت إلى هجوم بـ12 صاروخاً باليستياً «بعيدة المدى، انطلقت من خارج الحدود العراقية، وسقطت في محيط القنصلية الأميركية ومحطة كردستان 24 بمصيف صلاح الدين؛ ما أسفر عن أضرار مادية في المباني والمنازل. وتبنى الحرس الثوري الإيراني رسمياً الهجوم الذي استهدف مدينة أربيل. وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت السفير الإيراني لدى بغداد إريج مسجدي، وأبلغته احتجاجها على خلفية الاستهداف. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف، في بيان مقتضب، إن «وزارة الخارجية أبلغت السفير الإيراني أن القصف الصاروخي الإيراني الذي تعرضت له أربيل تسبب بخسائر مادية وأضرار بمنشآت مدنية ومساكن للمواطنين، علاوة على بث الخوف بين سكان تلك المناطق». وأضاف، أن «مواقف كهذه لن تكون سوى عامل خرق لمبادئ حسن الجوار وستلقي بظلالها على مشهد المنطقة لتزيده تعقيداً».
يذكر، أن استضافة وزير داخلية إقليم كردستان والمرشح لرئاسة الجمهورية من قِبل الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبر أحمد تأتي في وقت حرج بالنسبة له، لا سيما أن هذا أول ظهور له في بغداد؛ ما يعني أول إعلان رسمي عن وجوده مرشحاً لرئاسة الجمهورية في ظل تنافس حاد جداً مع الاتحاد الوطني الكردستاني ومرشحه الرئيس الحالي برهم صالح. فبالإضافة إلى استمرار الانسداد السياسي الذي يحول دون تمرير رئاسة الجمهورية من دون توافق بين التحالف الثلاثي الذي يجمع التيار الصدري وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني والتحالف الآخر الذي يضم الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني. وبينما تعد تصريحات ريبر أحمد خلال جلسة البرلمان بمثابة تصعيد ضد إيران، لا سيما تأكيده قيامها بقصف أربيل بصواريخ ذكية لا تستخدم إلا في الحروب، فإن من شأن ذلك أن يقلل كثيراً من فرص التوافق عليه، خصوصاً داخل الإطار التنسيقي الشيعي الذي يضم قوى شيعية قريبة من إيران.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مجلس النواب العراقي يُعيد فتح التّرشيح لمنصب رئيس الجمهورية بعد أسابِيع من العرقلة والمفاوضات
مجلس النواب العراقي يؤيد قرار إعادة فتح الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية
أرسل تعليقك