قُتل ضابط برتبة ملازم أول وجندي سعوديان، في منطقة الحدود الجنوبية التي تشهد معارك ضارية مع ميليشيات "الحوثي". وأعلنت وكالة "واس" الرسمية السعودية أن الملازم أول عبدالملك محمد الشتوي، والجندي أول محمد بن علي مشيخي، قتلا في "الحد الجنوبي دفاعا عن الدين والوطن".
ولم تتطرق الوكالة إلى ظروف وملابسات مقتل الضابط والجندي، لكن وسائل إعلام سعودية، تحدثت، عن تمكن قوات الجيش السعودي من صد غارات مكثفة للحوثيين قبالة الشرفة في منطقة نجران، جنوبي المملكة.
وشنَّ طيران التحالف العربي، بقيادة السعودية، عشرات الغارات عند مناطق الحدود بين اليمن والسعودية مستهدفا مواقع الحوثيين، وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوفهم. واندلعت معارك عنيفة، بين قوات الجيش الوطني والقوات السعودية من جهة، ومليشيا الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى شمال محافظة صعدة، وقرب الشريط الحدودي، بقطاعي نجران وجازان.
وأوضحت المصادر، مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا الانقلابية في تلك المعارك، حيث تصدت قوات الجيش لهجوم شنته المليشيا، في محاولة منها لاستعادة مناطق محررة جنوب منطقة مندبة الاستراتيجية، بمديرية باقم، شمال محافظة صعدة. وذكرت المصادر أن مواجهات عنيفة دارت أمس بين وحدات من اللواء الخامس حرس حدود، ومجاميع مسلحة تابعة للانقلابيين بمحيط منطقة مندبة، ما أسفر عن صد المليشيات المهاجمة وسقوط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح، وتكبيدها خسائر كبيرة في العتاد العسكري، فيما استشهد أحد منتسبي الجيش وأصيب آخرين بجروح مختلفة.
وجاء هجوم المليشيات الانقلابية الفاشل، بعد ساعات من سيطرت وحدات عسكرية تابعة للواء 63 مدرع واللواء 102مشاه، على مواقع استراتيجي شمال مديرية باقم، بمحاذاة الحدود السعودية، منها سلسلة جبال ووادي الثعبان وتباب الخشم وتباب النمسا وفق ما ذكر موقع الجيش الوطني.
من جهتها، أفشلت القوات المشتركة السعودية، عدة محاولات هجومية وعمليات تسلل للمليشيات الانقلابية، استهدفت مراكز حدودية في قطاعي نجران وجازان. وأفادت مصادر إعلامية، بأن مواجهات عنيفة شهدتها عدة محاور حدودية تركزت بمحيط قرية القرن السعودية وقبالة مركز سقام الحدودي بقطاع نجران.
وتعاملت القوات المشتركة مع مجاميع مسلحة حاولت الاقتراب من الحدود السعودية، واستهدفتها بالقصف المدفعي والصاروخي الكثيف بإسناد من الطيران الحربي. ووفق المصادر فإن المواجهات نتج عنها مقتل وجرح عدد من عناصر المليشيات، لم تذكر تفاصيل عددية.
ولقي عدد من عناصر المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، امس الجمعة، مصرعهم، فيما أصيب آخرون بتجدد المواجهات مع قوات الجيش الوطني في مناطق متفرقة من المحافظة. وقال مصدر عسكري لـ"شبكة صوت الحرية" ان 3 من عناصر المليشيات الحوثية لقوا حتفهم في المواجهات التي دارت مع الجيش الوطني بمديرية مقبنة غربي تعز. وذكر المصدر أن المليشيات الحوثية عاودت قصف المباني السكنية في تصرف معتاد تعمد اليه المليشيات الحوثية عقب خسارتها في المعارك.
وشنَّ الجيش الأميركي خلال الساعات الماضية عملية تمشيط واسعة، بالطائرات العمودية، وبطائرات بدون طيار، في منطقة يكلا بقيفة رداع، بمحافظة البيضاء، وسط اليمن. وبحسب المصادر، فإن عملية التمشيط بدأت بعد مغرب الجمعة، واستمرت حتى بعد منتصف الليل، حيث قصفت الطائرات أهدافا يقول الجيش الأميركي إنها لتنظيم "القاعدة". و تحدثت المصادر عن قطع لجميع الاتصالات في مناطق متفرقة بقيفة رداع، بالبيضاء، بالتزامن مع معملية التمشيط.
من جهة ثانية كشف قيادي في جماعة "الحوثي"، عن خلافات حادة نشبت بين قيادات الجماعة على خلفية رفض اوامر وتوجيهات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان عبدالملك الحوثي وجه باطلاق سراح عدد من المعتقلين الذين لم يتم ادانتهم بأي شيء، الا ان بعض المشرفين الامنيين رفضو التوجيهات مطالبين بتوجيهات من مسؤليهم المباشرين.
واضاف المصدر ان احد القيادات غادرت صنعاء الى صعدة وابلغ زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، بما حدث وانهم رفضو توجيهاته وقالوا انهم شركاء مع السيد في تقاسم السلطة والقرار والنفوذ بإعتبارهم من فتحوا له الطريق وكان لهم الدور الأكبر في دخول جماعة الحوثي الى صنعاء ولولاهم لبقي حبيس كهوف مران وغيرها حتى اليوم. وأشار المصدر الى ان السيد عبدالملك الحوثي طلب رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي بالتوجه الى صعدة في اسرع وقت.
وأكد ان لقاء عقد مساء الخميس ضم عدد من القيادات بينهم محمد عبدالسلام وصالح الصماد ومحمد علي الحوثي، واخرين، وانه تخلل اللقاء مناقشة عدة مواضيع ابرزها اتهامات الصماد لمحمد علي الحوثي بانه يسعى لعرقلة عمل المجلس السياسي الاعلى والحكومة، مضيفاً بان الاخير رد على الصماد وإتهمه بنسيان المسيرة القرأنية واصبح محسوباً على عفاش حد قوله. واوضح ان اللقاء انتهى بمشادات كلامية وتبادل للاتهامات، وانه تم رفع تقرير من قبل الصماد لعبدالملك الحوثي يطالبه بايقاف تدخلات رئيس الثورية العليا، منوها ان هناك خلافات حادة بين قيادات الجماعة، دون ان يكشف عن مزيد من التفاصيل.
في هذا الوقت، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، مساء الجمعة، ميليشيات "الحوثي وصالح" في اليمن باحتجاز والاعتداء على صحفيين وناشطين، وتقييد عمل المنظمات غير الحكومية، في المناطق الخاضعة لسيطرة كل طرف. وقالت المنظمة، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، "إن أطراف النزاع المسلح في اليمن قيدت بشدة قدرة المنظمات غير الحكومية على العمل".
وأوضحت أنه في مناطق سيطرة "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، احتجزت السلطات صحفيين وناشطين ونهبت أو أغلقت مكاتب منظمات غير حكومية. وأشارت إلى أن قوات الأمن التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، ضربت ناشطين واعتقلتهم تعسفا وأخفتهم قسرا في مناطق سيطرتها.
ودعت "هيومن رايتس ووتش" جميع السلطات في اليمن إلى التوقف فورا عن استهداف الناشطين والصحفيين ومضايقتهم واحتجازهم تعسفا. كما طالبت "الحوثيين" بالإفراج الفوري ودون شروط عن هشام العميسي، الناشط السياسي البارز، المعتقل منذ 14 أغسطس/آب الجاري، في العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكرت أنها وثقت 66 حالة قامت فيها قوات "الحوثي/ صالح" باحتجاز الأشخاص تعسفا أو إخفائهم قسرا. وأشارت إلى أن الحالات التي وثقتها تضمنت وفاة شخصين أثناء الاحتجاز، و11 حالة ادعاء بالتعذيب أو أنواع أخرى من سوء المعاملة.
من جانبها، قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، في ذات البيان، إن "أفرادا من الأطراف المتحاربة باليمن يعرضون أنفسهم لخطر المحاكمة مستقبلا إذا لم يبلغوا عن مكان المحتجزين أو في حال إساءة معاملتهم بشكل آخر".
أرسل تعليقك