مكاسب نجح التونسيون في تحقيقها بعد مرور 10 سنوات على ثورة الياسمين
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

رأى ناشط مجتمعي أن تونس هي الاستثناء المشرق وسط الدول العربية

مكاسب نجح التونسيون في تحقيقها بعد مرور 10 سنوات على ثورة الياسمين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مكاسب نجح التونسيون في تحقيقها بعد مرور 10 سنوات على ثورة الياسمين

الرئيس السابق زين العابدين بن علي
تونس -العرب اليوم

مرَّ عشر سنوات على ثورة الياسمين في تونس التي انطلقت شرارتها من محافظة سيدي بوزيد، في مثل هذا الشهر من عام 2010، لتطيح بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد بقبضة بوليسية لأكثر من 23 سنة.ثورة أمل من خلالها التونسيون في تكريس الديمقراطية والحرية والقطيعة مع ثقافة الحزب الواحد والحاكم الواحد، ورغبت من خلالها الطبقة المفقرة في نيل مستقبل واعد تتوفر فيه فرص العمل وتحقق فيه التنمية للجهات المكلومة وخاصة منها الداخلية التي لم ترى من "التمييز الإيجابي" سوى النصف الأول من المفردة.

مكسب الحرية

"أعتقد أن تونس هي الاستثناء المشرق وسط الدول العربية الأخرى التي تحوّل ربيعها المزهر إلى شتاء تزرع فيه بذور القمع والحروب الأهلية والفوضى"، بهذه العبارات يلخّص سمير فيالة وهو ناشط في المجتمع المدني بمحافظة القيروان الثورة التونسية.ويقول فيالة  إن: المكسب الأهم الذي ناله التونسيون من ثورتهم هو الحرية التي رسمت الخطوط العريضة للنظام الديمقراطي الذي تنتهجه تونس منذ 2011 بغض النظر عن جميع هناته.

ويضيف:" ليس من السهل أن يعيش التونسيون الذي ورثوا الاستعباد والضيم لأكثر من عقدين من الزمن لحظة الانتخابات الحرة والنزيهة وأن يضعوا اختياراتهم داخل صناديق الاقتراع دون ضغط أو رقابة من مخبري النظام."ولا ينفي فيالة وجود عراقيل ومشاكل تحول دون شعور التونسيين بالرضا عن مآل ثورتهم، خاصة في ظل المشاكل الاجتماعية وتفاقم نسب البطالة التي فاقت 18 بالمائة، لكنه لا يتخلى عن اعتقاده الراسخ بأن الفقر لا يتعايش مع الديمقراطية، ولأن الحرية هي الطريق نحو تحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي.

ويقول فيالة "من الطبيعي أن تعقب الثورة سنوات عجاف، فتونس ما تزال تلتمس طريقها على جميع الأصعدة، وما تزال هناك تساؤلات عن جدوى النظام السياسي الحالي وإن كان مناسبا لتحقيق انتظارات الشعب، وعما إذا كانت النخب الحاكمة هي الأكثر انسجاما مع مسار الثورة".وتابع "الشيء الوحيد الذي نحن متيقنون منه هو أن الشعوب تنتصر لإرادتها في النهاية وأن شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي كان صادقا في قوله: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر".

شهداء التهميش وجرحى الإهمال الحكومي

ولا يختلف "عادل بن غازي" المكلف بملف شهداء الثورة وجرحاها مع نظرة فيالة في أن الحرية مكسب عظيم يصعب أن يفلت مجددا من التونسيين، مستطردا في حديثه لسبوتنيك "لكن الثورة التي لخّصها شعار شغل حرية كرامة وطنية بقيت مبتورة وما تزال المطالب هي نفسها منذ سنوات"

وأوضح أن "حناجر التونسيين صرخت بمطالب لم يرى جلها النور رغم مضي نحو عشر سنوات على انتفاضتهم، أولها ملف شهداء الثورة وجرحاها الذي بقي في الرفوف وهو الذي صنّف على كونه أولوية وطنية.وأكد بن غازي أن القائمة الرسمية لشهداء الثورة وجرحاها لم تنشر إلى اليوم في الرائد الرسمي، رغم صدورها في مارس/ آذار 2018 أي قبل عامين، ورغم نشرها لدى الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019.واعتبر أن جميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة أدارت ظهرها لهذا الملف وضربت عرض الحائط بتضحيات التونسيين الذي قدموا دمائهم في سبيل أن ترى تونس نور الحرية والديمقراطية.

ويقول بن غازي: "تنكرت لهم السلطات التونسية في مرحلة أولى بتخفيض عددهم الأصلي من 380 شهيدا إلى 129، ومن 1700 جريحا إلى 634 فقط، وتنكرت لهم في مرحلة ثانية بترك الجرحى يواجهون مصيرهم بمفردهم، حتى أن بعضهم توفي وهو ينتظر رصاصة الرحمة".ويضيف: "هؤلاء هم شهداء التهميش وجرحى إهمال الحكومات المتعاقبة". ويرى بن غازي أن العدالة الانتقالية بعد الثورة ما تزال متعثرة، لأسباب حصرها في تواصل ظاهرة الإفلات من العقاب وفي وجود أطراف سياسية تحاول جاهدة تعطيل المسار الثوري وإيهام التونسيين بأن زمن بن علي كان أفضل.ويعتبر المتحدث أن من بين الأسباب الكامنة خلف تعثر التنمية وتحقيق المطلبية الاجتماعية هي الأطراف الحاكمة التي لم تستكمل القيادة نحو المسار الثوري وصبت اهتمامها على اقتسام كعكة السلطة متناسية أن الشعب الذي أوصلها للسلطة هو ذاته القادر على سحبها منها.

إنجاز إنساني منقوص

في الجانب الآخر، يرى السياسي والمعارض التاريخي أحمد نجيب الشابي في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن الثورة حققت لتونس نقلة نوعية وألحقتها بركب الدول المتقدمة من جهة حرية التعبير وحرية الاجتماع وحرية التنظم السياسي والاحتكام لصندوق الانتخاب وإنشاء مؤسسات دستورية مستقلة.وأضاف أن هذه الحرية سمحت بتحقيق تقدم في العديد من المجالات، أولها التعبير الفني الذي تخلص من قيود السلطة، فتحققت التعددية السينمائية والمسرحية والأدبية وغيرها.وتابع "لكن ككل عمل إنساني مبني على النقصان، فإن الثورة لم تستكمل ملامحها الرئيسية، فمن الناحية السياسية هناك مؤسسات لم تكتمل وعلى رأسها المحكمة الدستورية التي تلعب دورا هاما في التعديل بين السلط وفي ضمان تطبيق الدستور وعدم الحياد عنه".

ويعتبر الشابي أن الثورة أخفقت حتى الآن في تحقيق الطموحات الاقتصادية والاجتماعية للثورة التي بدأت كانتفاضة اجتماعية وانتهت إلى ثورة سياسية أطاحت بالنظام، قائلا إن: البلاد شهدت تقهقرا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا في السنوات التي تلت الثورة.وتابع "هذا التقهقر هو نتيجة طبيعية لأن البلاد لم تكن مهيأة للثورة والنخب كانت مقصية من الشأن العام ولم تكن متهيئة لاستلام الحكم".واعتبر الشابي أن الأزمة السياسية التي تعيش فيها تونس تدل على أنه لا بد من التفكير في تطوير النظام السياسي الحالي وتغيير القانون الانتخابي بشكل يضمن الجمع بين النسبية والقائمات الفردية وبطريقة تجعل النخب الحاكمة ممثلة لنوايا الشعب ومنفذة لطموحاته واستحقاقاته.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :  

وفاة صهر بن علي تجدد دعوات المصالحة في تونس مع رموز نظامه

شهادة وفاة بن علي تعيق تونس عن متابعة قضايا الأموال المهربة للخارج

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكاسب نجح التونسيون في تحقيقها بعد مرور 10 سنوات على ثورة الياسمين مكاسب نجح التونسيون في تحقيقها بعد مرور 10 سنوات على ثورة الياسمين



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab