دمشق - سليم الفارا
عقب تعهد الرئيس السوري، أحمد الشرع بمحاسبة كل من "تورط في دماء المدنيين" في أحداث الساحل غرب البلاد، وقع هجوم مباغت على دورية أمنية في العاصمة دمشق.استهدف، اليوم الاثنين، هجوماً بالقنابل دورية للأمن العام بحي المزة في دمشق.ويطارد الأمن مجموعة من "فلول النظام"، بعد مهاجمتهم الدورية.
أتى ذلك، بعدما أرسلت وزارة الداخلية تعزيزات عسكرية إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس في الساحل الغربي، من أجل ضبط الأمن بعد المواجهات العنيفة التي حصلت خلال الأيام الماضية بين القوات الأمنية وعناصر مسلحة من مؤيدي النظام السابق في مناطق الساحل.
وكان أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، تعمل على التواصل المباشر مع الأهالي في محافظات الساحل، بما يضمن "سلامة أمنهم واستقرارهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة"، متهماً من وصفهم بـ"أطراف خارجية" بمحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية، وذلك بينما تشهد تلك المحافظات، مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة موالية لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وذكرت الرئاسة السورية، في بيان، أنه "استناداً للمصلحة الوطنية العليا، والتزاماً بتحقيق السلم الأهلي بين مكونات الشعب السوري، قررنا تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وتشمل مهام التواصل المباشر مع الأهالي في الساحل، للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم لهم بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة".
وفي كلمة مصورة، نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، تحدث الشرع عن "تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بأحداث الساحل"، وتعهّد بكشف الحقائق أمام الشعب السوري ومعرفة، وتقديم كافة المتورطين إلى العدالة.
لجنة الحفاظ على السلم الأهلي:
أعضاء اللجنة: أنس عيروط وحسن صوفان وخالد الأحمد.
مهام اللجنة:
- التواصل المباشر مع الأهالي في الساحل.
- تقديم الدعم اللازم لأهل الساحل بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم.
- العمل على تعزيز الوحدة الوطنية.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت الرئاسة السورية في بيان، تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري.
وأكد الشرع على "المحاسبة بكل حزم ودون تهاون لكل من تورط في دماء المدنيين، أو أساء لأهلنا، ومن تجاوز على صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مآربه الخاصة، فلن يكون هناك شخص فوق القانون وكل من تلوثت يداه بدماء السوريين سيواجه العدالة عاجلاً غير آجل".
ودعا الرئيس السوري في كلمته، من وصفهم بـ"فلول النظام الساقط" إلى تسليم أنفسهم فوراً، مؤكداً أنه "لن نتسامح مع الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات الجيش ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات، وقتلوا المدنيين الأبرياء في المناطق الآمنة".
وتابع: "إننا نجرم أي دعوة أو نداء يسعى للتدخل في شؤون بلادنا أو يسعى لبث الفتنة وتقسيم سوريا الحبيبة، فلا مكان بيننا لمثل تلك الدعوات، وسوريا بكل مكوناتها ستظل موحدة بعزيمة شعبها وقوة جيشها ولن نسمح لأي جهة كانت أن تعبث بوحدتها الوطنية أو تفسد السلم الأهلي".
وأشار الشرع إلى أن سوريا "مرّت بتجارب مريرة وصعبة خلال السنوات الماضية حتى نالت حريتها وحققت ثورة الشام أهدافها. ثم تعرضت مؤخراً لمحاولات عديدة لزعزعة استقرارها وجرها إلى مستنقع الفوضى، واليوم ونحن نقف في هذه اللحظة الحاسمة، نجد أنفسنا أمام خطر جديد، يتمثل في محاولات فلول النظام الساقط ومن ورائهم من جهات خارجية خلق فتنة جديدة، وجر بلادنا إلى حرب أهلية بهدف تقسيمها ووتدميرها وحدتها واستقرارها"، بحسب تعبيره.
واعتبر أحمد الشرع في كلمته أن التطورات الأخيرة في محافظات الساحل السوري، "نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب"، مشيراً إلى ما وصفه بـ"محاولة سابقة قبل شهر ونصف".
وأضاف الرئيس السوري، أن "النظام الساقط، خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، مثل فرع فلسطين، وصيدنايا، والأفرع الأمنية، والاغتصاب، والكيماوي، والتهجير، وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وكل ذلك ترك جراحاً من الصعوبة بمكان أن تندمل. وكان من نتائجها ما حدث بالأمس، رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى لمنع وقوع ذلك".
ودفعت السلطات السورية، الأحد، بتعزيزات أمنية إضافية إلى محافظات الساحل التي تشهد مواجهات مع مجموعات مسلحة موالية لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وبشأن قرارات إدارته للتعامل مع تلك التطورات، أشار الشرع إلى تعزيز مناطق الساحل السوري بـ"قوات أمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية"، مؤكداً أن هذه القوات تعرضت لهجمات ولقي العديد من عناصرها مصرعهم، وأضاف: "من قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قام بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ14 عاماً الماضية، حيث كسروا بذلك الجدار الذي يحافظ على السلم الأهلي ما أدى إلى حدوث تجاوزات وعمّت الفوضى التي شاهدناها جميعاً".
وحث الشرع الجميع على "رباطة الجأش وأن نكون أقوياء في مواجهة من يحاول أن يثير النعرات الطائفية والخصومات البينية"، داعياً كل الدول في الإقليم والعالم إلى "الوقوف بجانب سوريا في هذه اللحظة، وليأكدوا احترامهم الكامل لوحدتها وسيادتها".
وتابع أن "سوريا ستظل صامدة ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية، ونحن على العهد ماضون مصممون على المضي قدماً نحو المستقبل الذي يليق بشعبنا العظيم".
قد يهمك أيضــــاً:
الجيش الأميركي ينفذ ضربة جوية في دير الزور بالتزامن مع زيارة وفود عربية لدمشق دعماً لبناء سوريا الجديدة وأردوغان يُعلن عن حواراً وثيقاً مع الشرع
الصفدي يجري محادثات في دمشق مع أحمد الشرع في أول زيارة لمسؤول أردني كبير منذ سقوط الأسد
أرسل تعليقك