برلين ـ جورج كرم
يختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الجمعة زيارته الأخيرة لألمانيا، باجتماع ثانٍ يعقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يحضره رؤساء دول وحكومات أخرى من الاتحاد الأوروبي من بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي ستتطرق في الاجتماع السداسي الى موضوع خروج المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي.
وبشيء من التشاؤم، تناول الرئيس أوباما السياسة الروسية في سورية. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء الخميس في برلين بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "من السذاجة توقع أي تغيير في سياسة موسكو." وأضاف: "إنه سيكون من السذاجة توقع تحول 180 درجة من جانب روسيا أو الرئيس السوري بشار الأسد لكن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون محاولة إحداث تغيير لإنهاء الصراع الدموي في سوريا."
وأكد أنه "بعد كل القدرات العسكرية التي سخرتها موسكو لدعم أفعال نظام الأسد الوحشية لسحق المعارضة والقصف العشوائي الذي نراه ليس فقط في حلب، وإنما أيضاً في أجزاء كثيرة من البلاد على مدى السنوات الماضية، لا يمكن توقع تغير شامل في الموقف الروسي أو الإيراني أو سياسة نظام الأسد في هذه اللحظة"
كما شدَّد على ضرورة أن تضغط روسيا على الأسد، "للاعتراف بأن السلام الدائم في سورية يحتاج موافقة الشعب التي لا يمكن كسبها عبر قتل الناس". وأعرب أوباما عن أمله في أن يقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب في وجه روسيا في حال الضرورة وألا يسعى إلى تسويات بأي ثمن مع موسكو. وقال "آمل أن يكون لدى الرئيس المنتخب الإرادة في الوقوف في وجه روسيا عندما لا تحترم قيمنا والمعايير الدولية".
وكان أوباما قد أجرى مباحثات ثنائية أمس الخميس، في ديوان المستشارية مع أنجيلا ميركل. وأعرب عن تقديره للمستشارة الألمانية ووصفها بأنها عماد السياسة العالمية، حيث قال: "لو كنت ألمانيًا، لكنت مناصرا لها". أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مساء الخميس، أن "رئيس النظام السوري بشار الأسد، لا يمكن أن يكون حليفًا لبلادها." وقالت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، عقب لقائهما في العاصمة الألمانية برلين إن "الأسد قصف شعبه بشكل مخيف جدًا، مستخدمًا البراميل المتفجرة".
وحمّلت ميركل، رئيس النظام السوري، مسؤولية المأساة الإنسانية التي تشهدها مدينة حلب، وأشارت إلى أن "معظم اللاجئين القادمين إلى ألمانيا هربوا من ممارسات الأسد بحقهم".
وأضافت المستشارة الألمانية: "معظمهم جاؤوا إلى هنا هربًا من الأسد، وليس من تنظيم داعش الإرهابي، لذلك لا يمكن للأسد، أن يكون حليفًا من وجهة نظري الشخصية". وأعربت عن أسفها حيال رحيل الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد أيام معدودة، بسبب انتهاء فترة ولايته. وتابعت "عندما يتعامل الإنسان بشكل جيد مع شخص ما، يصعب عليه الوداع . نحن كلنا سياسيون ونعلم أن الديمقراطية تستمر عبر التغيير".
وشدّدت ميركل، على أنها "ستبذل ما بوسعها للتعامل بشكل جيد مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خلال فترة ولايته في المرحلة المقبلة".
أرسل تعليقك