الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT04:12:35
 العرب اليوم -

وسط أسباب كثيرة للشعور بالإحباط واليأس

"الفجوة الاقتصادية" تُبعد دول "البلقان" من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الفجوة الاقتصادية" تُبعد دول "البلقان" من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

اجتماع لمجلس الاتحاد الأوروبي
لندن ـ سليم كرم

لا تزال بعض المباني تحمل آثار الرصاص والأسلحة، ولكن بعد مرور 23 عامًا على صمت المدافع والرشاشات على التلال المحيطة سراييفو، لا يمكن التعرف إلى حد كبير على عاصمة البوسنة، حيث منطقة تسمى "زقاق قناص".
الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

وشهد الطريق الرئيسي دموية الحرب في المدينة في يوم من الأيام، ويوجد هناك ناطحة السحاب المكونة من 21 طابقًا، التي كانت خالية لسنوات، وهي تطل على وسط المدينة، وتعد واجهة جديدة ومقعد للقوة المتوازنة التي وضعتها اتفاقية سلام دايتون عام 1995.

وانتشرت في الجوار مراكز التسوق المملوكة للمملكة العربية السعودية لخدمة المتسوقين من الطبقة المتوسطة، والسائحون يجوبون البازار التاريخي لشراء الهدايا التذكارية، كما أنَّ ظهرت مطاعم الوجبات السريعة وحفلات الشرب، كل ذلك على مرمى حجر من المكان الذي يوجد فيه فرانز فرديناند، الذي تم إطلاق النار عليه في عام 1914.

ولكن أقضي بضع دقائق في التحدث إلى السكان المحليين، وسرعان ما يتضح أنَّ كل شيء ليس على ما يرام، حيث يخشى أبطال المشروع الأوروبي أن تكون الآثار المترتبة على التراجع الأوروبي قابلة للانفجار، مراكز التسوق الجديدة اللامعة، ولكن العديد من السكان المحليين يتذمرون، مؤكَّدين أنَّها لا تخدم الطبقة الوسطى البوسنية، ولكن من السياح السعوديين والإماراتيين الأغنياء الذين يشترون بيوت العطلات في الضواحي.

ويغادر الكثير من الناس البلاد، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّه بحلول عام 2015، كان 43.3% من السكان المولودين في البوسنة يعيشون في الخارج، لدرجة أنَّ السكان المحليين يمزحون بأنه بحلول الوقت الذي ينضمون فيه إلى الاتحاد الأوروبي، فإن المكان سيكون حديقة وطنية صغيرة.

أسباب الإحباط واليأس 

ويوجد أسباب كثيرة للشعور الملموس القريب بالإحباط واليأس الذي يستهلك الكثير من البوسنيين، ومن بينها معدل بطالة الشباب الذي يصل إلى نسبة 55.4%، وهو ثالث أعلى معدل في العالم، كما ينمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 3 % كل سنة، وفقا للبنك الدولي.

ونجحت الأحكام المرهقة لاتفاقية دايتون للسلام عام 1995، والتي يتم بموجبها تقاسم السلطة السياسية بين الصرب والكروات والمسلمين، في وقف القتال، ولكنها أدت إلى الشلل السياسي وما يسميه أحد الدبلوماسيين الغربيين الاستيلاء الكامل على الدولة من قبل النخب السياسية الفاسدة.

ويلقي آخرون باللائمة على فشل القيادة الأوروبية التي يقولون إنَّها أدت إلى تراجع الديمقراطية وحكم القانون، كما يوجد  فراغ تحاول روسيا، وتركيا، والصين ملئه، والأخطر من ذلك كله هو تآكل الميثاق الأساسي الذي يكفل مشروع بناء السلام في جميع أنحاء غرب البلقان بأسره.

وبعد أن أنهى تدخل حلف الناتو في كوسوفو سلسلة الصراعات الدموية المعروفة باسم الحروب اليوغسلافية في مطلع الألفية، تم بناء استراتيجية لبناء السلام حول جزر التكامل الأوروبي.

إغراء البوسنة بالرخاء والاستقرار

وكان الغرض من إغراء البوسنة بالرخاء والاستقرار داخل الكتلة هو مزج الأراضي الممزقة بين البحر الأدرياتيكي والدانوب بسلاسة في الفضاء الأوروبي المشترك، ولفترة من الوقت نجحت هذه الاستراتيجية، ولكن بعد عشرين عامًا، ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة والجبل الأسود وصربيا، ما يطلق عليه الاتحاد الأوروبي "غرب البلقان الستة" أصبح محاطًا بالاتحاد الأوروبي جغرافيًا ومتشابكًا فيه اقتصاديًا ويطارد حلم العضوية سياسيًا.

وتظل منطقة غرب البلقان بصورة رسمية أولوية أوروبية رئيسية ترمز إليها في المقام الأول أكبر بعثة دبلوماسية أجنبية في الاتحاد الأوروبي، والتي تتخذ مبنى حديث لامع في وسط سراييفو مقرًا لها يعمل فيه حوالي 150 موظفًا.

ولكن دولتين فقط من دول البلقان، وهي سلوفينيا وكرواتيا، انضمتا إلى الكتلة منذ إعلان الوعد بالعضوية بوضوح في مؤتمر عُقد في سالونيك في عام 2003.

وفي هذا السياق، قال ميلوراد دوديك رئيس جمهورية صربسكا، الدولة الصربية البوسنية الصغيرة التي خرجت من اتفاق دايتون للسلام "نحن ممتنون للغاية للمساعدة المالية، وكانت مشاكلنا ستكون أكبر لولا هذه المساعدات، ولكن رغم ذلك خسرتنا جميعًا، بما في ذلك أوروبا الحماس لمشروع الانضمام إلى الاتخاد الأوروبي".

فقدان الإيمان

ويقدم دوديك قائمة من الأسباب التي أدت إلى فقدان الإيمان، منها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومشاكل منطقة اليورو، وصعود الحكومات الشعبية الأوروبية في المجر، وبولندا، وإيطاليا، والانقسامات حول الهجرة، وروسيا، والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضاف دوديك أنَّ أوروبا قبل 10 سنوات كانت بلا حدود، مزدهرة، وسلمية، وهذا لم يعد موجود بعد الآن.

وقال دوديك في مقابلة في مكتبه في بانيا لوكا عاصمة الجمهورية على بعد أربع ساعات من سراييفو "كنا ساذجين في الاعتقاد بأننا سننضم إلى أوروبا وكل مشاكلنا ستختفي".

ويعد دوديك شخصية مثيرة للجدل، ورغم أنَّه لا زال يصر على رغبته في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فهو أيضًا معجب جدًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، ويقول" إنَّه يرى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نموذجًا لانسحاب جمهورية صربسكا من البوسنة والهرسك".

وفي قمة عقدت في صوفيا في شهر أيار/ مايو أبلغ قادة دول البلقان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صراحة أن الباب إلى أوروبا مغلق على الأقل في الوقت الحالي، وأن الاتحاد يتجاهلهم.

ويرفض لارس جونار فيجكمارك، الدبلوماسي السويدي المخضرم، وهو سفير الاتحاد الأوروبي الحالي في البوسنة، الاتهامات بالإهمال الاتحاد لدول البلقان.

ويعتبر التفاوت الاقتصادي بين أوروبا الغربية والدول الشيوعية السابقة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004 لا يزال مستمرًا بعناد، وأحدث صداع على مستوى القارة بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وهناك أيضًا أسباب حقيقية للقلق بشأن الفساد وسيادة القانون في بعض دول البلقان الستة، كما أن نهوض القوميين الشعبيين، مثل أوربان في المجر، قد أساء إلى بروكسل، ولكن ربما بعد فوات الأوان.

وقالت ميلينا لازاريفيتش من مركز السياسة الأوروبي وهو مركز أبحاث في بلغراد "ما يحدث في بولندا والمجر دليل على الفشل الحقيقي لفهم ما يتطلبه الأمر لتنمية الديمقراطية."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab