الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT08:57:55
 العرب اليوم -

وسط أسباب كثيرة للشعور بالإحباط واليأس

"الفجوة الاقتصادية" تُبعد دول "البلقان" من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الفجوة الاقتصادية" تُبعد دول "البلقان" من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

اجتماع لمجلس الاتحاد الأوروبي
لندن ـ سليم كرم

لا تزال بعض المباني تحمل آثار الرصاص والأسلحة، ولكن بعد مرور 23 عامًا على صمت المدافع والرشاشات على التلال المحيطة سراييفو، لا يمكن التعرف إلى حد كبير على عاصمة البوسنة، حيث منطقة تسمى "زقاق قناص".
الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

وشهد الطريق الرئيسي دموية الحرب في المدينة في يوم من الأيام، ويوجد هناك ناطحة السحاب المكونة من 21 طابقًا، التي كانت خالية لسنوات، وهي تطل على وسط المدينة، وتعد واجهة جديدة ومقعد للقوة المتوازنة التي وضعتها اتفاقية سلام دايتون عام 1995.

وانتشرت في الجوار مراكز التسوق المملوكة للمملكة العربية السعودية لخدمة المتسوقين من الطبقة المتوسطة، والسائحون يجوبون البازار التاريخي لشراء الهدايا التذكارية، كما أنَّ ظهرت مطاعم الوجبات السريعة وحفلات الشرب، كل ذلك على مرمى حجر من المكان الذي يوجد فيه فرانز فرديناند، الذي تم إطلاق النار عليه في عام 1914.

ولكن أقضي بضع دقائق في التحدث إلى السكان المحليين، وسرعان ما يتضح أنَّ كل شيء ليس على ما يرام، حيث يخشى أبطال المشروع الأوروبي أن تكون الآثار المترتبة على التراجع الأوروبي قابلة للانفجار، مراكز التسوق الجديدة اللامعة، ولكن العديد من السكان المحليين يتذمرون، مؤكَّدين أنَّها لا تخدم الطبقة الوسطى البوسنية، ولكن من السياح السعوديين والإماراتيين الأغنياء الذين يشترون بيوت العطلات في الضواحي.

ويغادر الكثير من الناس البلاد، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّه بحلول عام 2015، كان 43.3% من السكان المولودين في البوسنة يعيشون في الخارج، لدرجة أنَّ السكان المحليين يمزحون بأنه بحلول الوقت الذي ينضمون فيه إلى الاتحاد الأوروبي، فإن المكان سيكون حديقة وطنية صغيرة.

أسباب الإحباط واليأس 

ويوجد أسباب كثيرة للشعور الملموس القريب بالإحباط واليأس الذي يستهلك الكثير من البوسنيين، ومن بينها معدل بطالة الشباب الذي يصل إلى نسبة 55.4%، وهو ثالث أعلى معدل في العالم، كما ينمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 3 % كل سنة، وفقا للبنك الدولي.

ونجحت الأحكام المرهقة لاتفاقية دايتون للسلام عام 1995، والتي يتم بموجبها تقاسم السلطة السياسية بين الصرب والكروات والمسلمين، في وقف القتال، ولكنها أدت إلى الشلل السياسي وما يسميه أحد الدبلوماسيين الغربيين الاستيلاء الكامل على الدولة من قبل النخب السياسية الفاسدة.

ويلقي آخرون باللائمة على فشل القيادة الأوروبية التي يقولون إنَّها أدت إلى تراجع الديمقراطية وحكم القانون، كما يوجد  فراغ تحاول روسيا، وتركيا، والصين ملئه، والأخطر من ذلك كله هو تآكل الميثاق الأساسي الذي يكفل مشروع بناء السلام في جميع أنحاء غرب البلقان بأسره.

وبعد أن أنهى تدخل حلف الناتو في كوسوفو سلسلة الصراعات الدموية المعروفة باسم الحروب اليوغسلافية في مطلع الألفية، تم بناء استراتيجية لبناء السلام حول جزر التكامل الأوروبي.

إغراء البوسنة بالرخاء والاستقرار

وكان الغرض من إغراء البوسنة بالرخاء والاستقرار داخل الكتلة هو مزج الأراضي الممزقة بين البحر الأدرياتيكي والدانوب بسلاسة في الفضاء الأوروبي المشترك، ولفترة من الوقت نجحت هذه الاستراتيجية، ولكن بعد عشرين عامًا، ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة والجبل الأسود وصربيا، ما يطلق عليه الاتحاد الأوروبي "غرب البلقان الستة" أصبح محاطًا بالاتحاد الأوروبي جغرافيًا ومتشابكًا فيه اقتصاديًا ويطارد حلم العضوية سياسيًا.

وتظل منطقة غرب البلقان بصورة رسمية أولوية أوروبية رئيسية ترمز إليها في المقام الأول أكبر بعثة دبلوماسية أجنبية في الاتحاد الأوروبي، والتي تتخذ مبنى حديث لامع في وسط سراييفو مقرًا لها يعمل فيه حوالي 150 موظفًا.

ولكن دولتين فقط من دول البلقان، وهي سلوفينيا وكرواتيا، انضمتا إلى الكتلة منذ إعلان الوعد بالعضوية بوضوح في مؤتمر عُقد في سالونيك في عام 2003.

وفي هذا السياق، قال ميلوراد دوديك رئيس جمهورية صربسكا، الدولة الصربية البوسنية الصغيرة التي خرجت من اتفاق دايتون للسلام "نحن ممتنون للغاية للمساعدة المالية، وكانت مشاكلنا ستكون أكبر لولا هذه المساعدات، ولكن رغم ذلك خسرتنا جميعًا، بما في ذلك أوروبا الحماس لمشروع الانضمام إلى الاتخاد الأوروبي".

فقدان الإيمان

ويقدم دوديك قائمة من الأسباب التي أدت إلى فقدان الإيمان، منها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومشاكل منطقة اليورو، وصعود الحكومات الشعبية الأوروبية في المجر، وبولندا، وإيطاليا، والانقسامات حول الهجرة، وروسيا، والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضاف دوديك أنَّ أوروبا قبل 10 سنوات كانت بلا حدود، مزدهرة، وسلمية، وهذا لم يعد موجود بعد الآن.

وقال دوديك في مقابلة في مكتبه في بانيا لوكا عاصمة الجمهورية على بعد أربع ساعات من سراييفو "كنا ساذجين في الاعتقاد بأننا سننضم إلى أوروبا وكل مشاكلنا ستختفي".

ويعد دوديك شخصية مثيرة للجدل، ورغم أنَّه لا زال يصر على رغبته في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فهو أيضًا معجب جدًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، ويقول" إنَّه يرى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نموذجًا لانسحاب جمهورية صربسكا من البوسنة والهرسك".

وفي قمة عقدت في صوفيا في شهر أيار/ مايو أبلغ قادة دول البلقان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صراحة أن الباب إلى أوروبا مغلق على الأقل في الوقت الحالي، وأن الاتحاد يتجاهلهم.

ويرفض لارس جونار فيجكمارك، الدبلوماسي السويدي المخضرم، وهو سفير الاتحاد الأوروبي الحالي في البوسنة، الاتهامات بالإهمال الاتحاد لدول البلقان.

ويعتبر التفاوت الاقتصادي بين أوروبا الغربية والدول الشيوعية السابقة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004 لا يزال مستمرًا بعناد، وأحدث صداع على مستوى القارة بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وهناك أيضًا أسباب حقيقية للقلق بشأن الفساد وسيادة القانون في بعض دول البلقان الستة، كما أن نهوض القوميين الشعبيين، مثل أوربان في المجر، قد أساء إلى بروكسل، ولكن ربما بعد فوات الأوان.

وقالت ميلينا لازاريفيتش من مركز السياسة الأوروبي وهو مركز أبحاث في بلغراد "ما يحدث في بولندا والمجر دليل على الفشل الحقيقي لفهم ما يتطلبه الأمر لتنمية الديمقراطية."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الفجوة الاقتصادية تُبعد دول البلقان من حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab