أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة إلى وزارة الدفاع عن بدء عملية إرادة النصر في مرحلتها الرابعة والتي تستهدف تفتيش وتطهير أكثر من 42 ألف كيلومتر في الأنبار.
وكشفت قيادة العمليات المشتركة أن المرحلة الحالية من إرادة النصر تشمل تطهير كامل الصحراء والمناطق المحددة في محافظة الأنبار.
وأكد رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي أن قطعات الجيش والحشد الشعبي افترشوا الصحراء في وادي حوران ويتقدمون معا لمطاردة «داعش»، في إشارة إلى ما بات يفهم على أنه خلاف بين الجيش والحشد على خلفية تفجيرات عدد من المقرات التابعة للحشد الشعبي وليس الجيش.
وقال الغانمي في تصريحات له أمس بعد إطلاق المرحلة الرابعة من إرادة النصر « إن الأصوات الشاذة التي لا تريد للعراق أن يستقر نرد عليهم بقولنا: خير ما شاهدناه الآن في الميدان خلال انطلاق عمليات إرادة النصر الرابعة أنا لاحظنا قطعات الجيش والحشد الشعبي وحشد الأنبار يفترشون الصحراء في وادي حوران ويتقدمون قادة ومنتسبين سوية». وأضاف الغانمي أنه «تم استطلاع وادي حوران بالطائرات وبارتفاع منخفض من حديثة باتجاه الرطبة والحدود الفاصلة للأنبار ولا يوجد شيء مخيف وما يتحدثون عنه فيما يتعلق بأعداد (الدواعش) غير صحيح»، مستدركا بالقول: «هناك تحركات بسيطة ولكن لا يوجد شيء مقلق بالصحراء».
وفي هذا السياق يقول الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عودة ثانية وتدريجية لأسلوب (داعش) القديم بشأن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتباهى بها قبل عام 2014 لم تعد ممكنة حيث قامت قيادة العمليات بتوجيه عدة ضربات لها في أماكن متعددة لإشعار المسلحين بأن القوات موجودة بقوة وقادرة على التعامل معهم وقد أطلق عليها عمليات إرادة النصر».
أقرأ أيضا
تنظيم داعش يتبنى هجوما أوقع عشرات القتلى بنيجيريا
وأضاف أن «الضربات استهدفت خلايا نائمة لـ(داعش) أعيد تنظيمها مؤخرا حيث يبدو أن هذه العملية شاركت فيها قوات سابقة شاركت في عمليات التحرير ومتابعة مسلحي (داعش) في مناطق غرب الأنبار والجزيرة المحصورة بشرق الفرات، خصوصا أنها تشترك في عمليات الجزيرة بفرق المشاة والحشد العشائري وقيادة عمليات الأنبار المتمثلة بفرقة مشاة أولى ولواء مغاوير مما يعطي دلالة كبيرة أن الحشد العشائري سوف يثبت جدارته من خلال تمركزه في هذه المناطق النائية حيث يعرف أسلوب (الدواعش) في الكر والاختفاء في الكهوف فضلا عن متابعة عمليات التسلل من وإلى خارج الحدود».
وأوضح أن «القوة الجوية وطيران التحالف الدولي سوف يقومان بمتابعة مجرى هذه العمليات وتقديم كل أنواع المساعدة اللوجستية لهذه القوات بما في ذلك العمل الاستخباري المنظم». وأكد محيي الدين أن «الأميركيين أشعروا الجانب العراقي منذ فترة ليست بالقصيرة بأن المتسللين أصبحوا قريبين جدا من المدن ويخشون عودتهم ثانية إلى مناطق كان قد جرى تحريرها بدءا من جنوب الموصل ومناطق بلد والحويجة حيث كانت شاركت القوة المحمولة جوا من الفرقة 101 الأميركية في توجيه ضربات قوية لمناطق مهمة لتنظيم (داعش) من خلال المدفعية الموجهة وهو أول سلاح يستخدم من قبل القوات الأميركية لضرب أهداف مهمة لـ(داعش)»، مشيرا إلى أن «هناك عمليات أخرى سوف تقوم بها القوات المشتركة لمطاردة (داعش) في مناطق أخرى من العراق».
وكانت تقارير أميركية أكدت مؤخرا أن تنظيم «داعش» الإرهابي يستعيد قوته في العراق وسوريا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تقرير للمفتش العام الأميركي تحذيره من أنّ تخفيض كثير القوات الأميركية في سوريا من ألفي جندي إلى ما دون نصف هذا العدد، والذي أمر به الرئيس دونالد ترمب، يعني أنّ الجيش الأميركي اضطر إلى تقليص دعمه لقوات شركائه السوريين في قتال «داعش»، وأنّه لا يمكن للقوات الأميركية والدولية الآن، سوى محاولة ضمان أن يبقى «داعش» بعيداً عن المناطق المدنيّة.
وعلى الرغم من أنّ هناك القليل من القلق من أنّ «داعش» سيستعيد الأراضي، فإنّ التنظيم الإرهابي ما زال يحشد ما يصل إلى 18 ألف مقاتل في العراق وسوريا؛ وقد نفذت هذه الخلايا النائمة وفرق المهاجمة كمائن، وعمليات خطف وقنص واغتيالات، طاولت قوات الأمن وقادة في المجتمع. وذكرت «نيويورك تايمز» أنّه لا يزال بإمكان التنظيم الاستفادة من «صندوق حرب» كبير يصل إلى 400 مليون دولار، تمّ، إمّا إخفاؤه في العراق أو سوريا، أو تهريبه إلى دول الجوار لإبقائه في مأمن.
قد يهمك أيضا
"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن يقتل 5 عناصر مِن "داعش" قرب البصير
غارة أميركية استهدفت قياديًا داعشيًا في الصومال
أرسل تعليقك