عمَّان - كمال السليمي
تتواصل عملية فرز الأصوات بسلاسة نسبية مع توقع إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الثلاثاءفي المملكة الأردنية الهاشمية في وقت لاحق اليوم الأربعاء. ولم ترد أي تقارير عن وقوع حوادث كبيرة سوى أحداث شغب محدودة في معان، لكن ذلك لم يمنع الائتلاف الوطني للإصلاح المدعوم من الإسلاميين، أن يبدي شكوكه، مؤكدا أنه يتابع بحذر عملية فرز الأصوات وحذر من تكرار المخالفات وعمليات التلاعب بالأصوات التي اتهم الإسلاميون السلطات بارتكابها في الانتخابات الماضية لإحباط مكاسبهم الانتخابية.
وأفادت مصادر في لجان الفرز أن الاقبال على الانتخابات كان ضعيفًا بحيث لم تتخطَّ نسبة المقترعين الـ 36%. وتوقع محللون عودة خجولة للمعارضة الإسلامية المعتدلة، للمشهد السياسي في الأردن، عبر الانتخابات البرلمانية بعد تغيير صورتهم وتخليهم عن شعار "الإسلام هو الحل" و الانغماس في تجمع مدني وهو الائتلاف الوطني للإصلاح.
ويقول المحللون إن القوانين الانتخابية التي تحابي المناطق العشائرية على حساب المدن حيث يتمتع الإسلاميون بالقدر الأكبر من الدعم تعني أنه من غير المرجح أن يهيمنوا على الانتخابات لكن لا يزال بإمكانهم أن يفوزوا بعدد من المقاعد قد يحرك المشهد السياسي الساكن في الأردن.
وقد تفوز الجماعة بما يصل إلى 5 مقاعد في المجلس النيابي الثامن عشر، بعد انتخابات شهدت إقبالا لم تتعد نسبته 36% من أصل 4.1 مليون شخص يحق لهم الاقتراع.
وكشف رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات في الأردن، خالد الكلايدة، إنه تمت سرقة 8 صنادق اقتراع في بدو الوسط، واستبدلت بصنادق أخرى وأعيدت إلى مراكز الاقتراع، إلا أنه تم ضبطها وسيتم إلغاؤها وإعادة الانتخابات فيها.
وأكد الكلالدة خلال مؤتمر صحافي عقب الإعلان عن إغلاق جميع صناديق الاقتراع في المملكة، أنه تم تحويل 56 شخصاً إلى المدعي العام خلال يوم الانتخابات بسبب تجاوزات، مشيراً إلى أنه تم استبدال 29 عضو لجان انتخابية بسبب انحيازهم لمرشحين.
وفي نيويورك قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن النهج العسكري في سورية "لن يحقق نصرًا لأحد، وإنهاء العنف هناك يتطلب عملية سياسية تسترشد برؤية دولية موحدة يقودها كل مكونات السعب السوري".
جاء ذلك خلال في كلمته، خلال النقاش العام للدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بمقر المنظمة في نيويورك. ودعا عاهل الأردن إلى ضرورة تقديم الدعم الدولي لكل من الشعبين السوري والعراقي ومساعدتهما على مواجهة التحديات التي يمران بها حاليا.
وتطرق العاهل الأردني، خلال كلمته إلى ملف القدس، التي قال إنها "تمثل ركيزة للسلام - ليس في منطقتنا فحسب - ولكن أيضاً في العالم أجمع وهذا الأمر على رأس أولوياتي شخصيا وألويات جميع المسلمين". ودعا الملك عبد الله الثاني إسرائيل إلى قبول السلام، محذراً من أن" إسرائيل ستكون - في حال رفضها السلام- محاطة بالكراهية وسط منطقة تموج بالاضطرابات".
ومضى قائلا: "نحن نرفض بشدة أية اعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية أو المسيحية، ونرفض أي محاولة لتغيير الهوية التاريخية للقدس، وبحكم موقعي كوصي على المقدسات الإسلامية، فسوف أواصل حماية هذه الأماكن والتصدي لكل الاعتداءات على قدسيتها بما في ذلك محاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".
أرسل تعليقك