رفض برلماني لدعوة حركة النهضة التونسية تشكيل حكومة سياسية بقيادة هشام المشيشي
آخر تحديث GMT20:51:45
 العرب اليوم -

رفض برلماني لدعوة حركة النهضة التونسية تشكيل حكومة سياسية بقيادة هشام المشيشي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رفض برلماني لدعوة حركة النهضة التونسية تشكيل حكومة سياسية بقيادة هشام المشيشي

رئيس الحكومة التونسي هشام المشيشى
تونس - العرب اليوم

لم تستسغ أطراف برلمانية وسياسية في تونس دعوة شورى حركة النهضة إلى تشكيل حكومة سياسية في ظل الوضع الصعب الذي تمر به البلاد خاصة على المستوى الصحي الناجم عن استفحال وباء كورونا.وفي بيان له، دعا مجلس شورى النهضة المنعقد مؤخرا إلى "تكوين حكومة سياسية قوية في المرحلة القادمة تكون قادرة على مواجهة القضايا الراهنة وتتحمل مسؤوليتها أمام الشعب". كما شدد البيان على "مناقشة المسائل الخلافية بعيدا عن الشحن والتشنج وفي كنف احترام الرموز الوطنية ومؤسسات الدولة ومقتضيات العيش المشترك بين التونسيين والتونسيات".وتشير أطراف مقربة من النهضة إلى أن الحركة لا تنوي التخلي عن رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي، وهو ما قد يطرح خلافا جديدا مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد الذي يرغب في رحيل الرجل.وقوبلت هذه الدعوة برفض واسع من الأطياف البرلمانية التي ترى أن تشكيل حكومة جديدة مهما كان نوعها سياسية أو مستقلة هو خلط غير منطقي لسلّم الأولويات، خاصة وأن الوضع الوبائي بلغ درجة غير مسبوقة وصفتها اللجنة العلمية بـ"التسونامي".

قفز على الأولويات

وقال النائب عن الكتلة الوطنية مبروك كورشيد لـ"سبوتنيك"، إن أولويات الشعب التونسي لا تتمثل في تشكيل حكومة سياسية كانت أم تكنوقراط، وإنّما في الالتفات إلى الوضع الوبائي الذي يتّسم بالخطورة الشديدة.وأضاف: "كان من الأفضل لحركة النهضة أن تجهد تفكيرها في استنباط حلول لإخراج البلاد من هذه الكارثة الصحية وإنقاذ المواطنين الذين تتساقط أرواحهم يوميا والعمال الذي يفقدون مواطن رزقهم بسبب الغلق".واعتبر كورشيد أن الحديث عن حكومة سياسية في هذه المرحلة هو قفز على الأولويات ومحاولة جديدة لاستقطاب سياسي لا فائدة منه وسعي من حركة النهضة إلى إلقاء الحجر في المياه الراكدة وشغل الناس بمسألة ليست ذات أهمية بالنسبة إليهم.ولا يعارض النائب مسألة تغيير هذه الحكومة التي يقول إنها فشلت في جميع الاختبارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأخيرا الصحية، مضيفا "ولكن قبل ذلك يجب أن يتّحد الجميع بما في ذلك رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية والبرلمان ومختلف الأطراف الوطنية لمجابهة هذا الوباء الذي عصف بحياة التونسيين والتونسيات".ويرى كورشيد أن حركة النهضة تغرّد خارج سرب الشعب الذي فقد ثقته في الحكومة وفي الدولة عموما وملّ من الاستماع إلى الخطابات الرنانة والمزايدات السياسية، بينما بقي وحيدا في مجابهة وباء لعين.

إجهاض لمبادرة الحوار الوطني

وفي تصريح لـ"سبوتنيك"، اعتبر النائب عن حركة الشعب عبد الرزاق عويدات أن دعوة شورى النهضة إلى تشكيل حكومة سياسية برئاسة هشام المشيشي هي محاولة لإجهاض عملية إغاثة الحوار الوطني الذي أطلقه الاتحاد العام التونسي للشغل في كانون الأول 2020. وأضاف أن هذه الدعوة "مواصلة لمسار التعديل الوزاري الذي أعلنه المشيشي في يناير 2021 بدفع من الحزام البرلماني الذي تقوده النهضة والذي أفرغ الدعوة إلى الحوار الوطني  من محتواها".ويرى عويدات أن تغيير الحكومة في الوقت الراهن ليس الحل الأنسب لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة، مضيفا أن الحل يكمن في جلوس مختلف الفرقاء السياسيين إلى طاولة المفاوضات ومناقشة الملفات العالقة وعلى رأسها الوضع الصحي المتأزم بعيدا عن الخلافات السياسية. وقال: "ما يعنينا هو الدعوة إلى حوار وطني ينتهي بثلاثة مخرجات أساسية، أولها تشكيل حكومة انقاذ وطني تلتزم بتنفيذ الاصلاحات المتفق عليها، وثانيها الاتفاق على شكل آخر للنظام السياسي يخرج بنا من النظام الحالي الي جعل تونس في وضعية بلشلل دائم، وثالثا مصادقة البرلمان على نظام انتخابي جديد يفرز مجلسا تشريعيا مختلفا عن الحالي في تكوينه ونمطه.

الصدام مع الرئيس من جانبه، يرى النائب عن الكتلة الديمقراطية رضا الزغمي في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مقترح النهضة ليس الحل الأسلم والقادر على إخراج تونس من أزمتها الراهنة.وأوضح: "حتى لو تم الاتفاق على حكومة سياسية جديدة فإن احتمال رفضها من قبل رئيس الجمهورية يبقى من الفرضيات المطروحة بقوة، وبالتالي فإن هذا المقترح سيعيد إنتاج الأزمة من جديد". ولا يستبعد الزغمي وجود اتفاق خفيّ بين رئيس الجمهورية قيس سعيّد ورئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في لقائهما الأخير الذي بقيت مخرجاته مجهولة. وتابع: "وجود اتفاق بين الرجليْن أمر وارد الحدوث خاصة وأن الفعل السياسي أصبح يمارس داخل الغرف المغلقة والمظلمة أكثر منه في العلن، وحتى رئيس الجمهورية الذي شجّب وانتقد هذه الممارسات أصبح بدوره يعقد اجتماعات داخل غرف مغلقة ودون إعلام الرأي العام بفحواها".  ويرى الزغمي، أنه في حال لم يكن هناك اتفاق بين سعيّد والغنوشي فإن ذلك سيحيل البلاد إلى المأزق الثاني وهو الصدام مجددا مع الرئيس وتكرار سيناريو التحوير الوزاري بشكل أشد وأكثر تعقيدا من المرحلة السابقة.

إنقاذ الائتلاف

واعتبر النائب أن دعوة النهضة إلى تشكيل حكومة سياسية بقيادة المشيشي هي محاولة للخروج من أزمتها وإنقاذ الائتلاف البرلماني الذي يجابه أزمة حقيقية. وأضاف أن تمسك النهضة برئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي، الذي يُجمع أغلب الفاعلين السياسيين والاقتصاديين على أنه فشل في مهمته، يعود إلى كونه الشخصية الأكثر طواعية للحركة والأكثر تماهيا مع مخططاتها، وفقا لقوله. وأشار الزغمي إلى أن حديث شورى النهضة عن تشكيل حكومة سياسية هو مغالطة، على اعتبار أن الحكومة الحالية هي حكومة انتماءات سياسية غير معلنة تتظاهر بكونها حكومة كفاءات مستقلة، ذاكرا على سبيل المثال رئيس كتلة الإصلاح بالبرلمان حسونة الناصفي الذي يقول الزغمي إنه من أصحاب الحكم في القصبة.واعتبر الزغمي أن هذه المسائل لا يجب أن تأخذ بمقترحات اعتباطية وإنما الرجوع إلى المضلّة الجامعة وهي الاتحاد العام التونسي للشغل والالتزام بمبادرته في المضي نحو  حوار وطني يفضي إلى معالجة الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.وختم الزغمي حديثه بقوله: "للأسف هذه الدعوة على أهميتها لم تجد آذانا صاغية لا من رئيس الجمهورية قيس سعيّد ولا حتى من عدد من الكتل البرلمانية والأحزاب السياسية وعلى رأسهم حركة النهضة والائتلاف الحكومي الذين أبدوا تلكأ في دعم المبادرة".

قد يهمك ايضا 

حقوقيون يقاضون رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي بسبب تجاوزات أمنية

برلمانيون تونسيون يطالبون بمساءلة المشيشي ودعوات لاستقالته بعد حادثة "سيدي حسين"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفض برلماني لدعوة حركة النهضة التونسية تشكيل حكومة سياسية بقيادة هشام المشيشي رفض برلماني لدعوة حركة النهضة التونسية تشكيل حكومة سياسية بقيادة هشام المشيشي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab