أُعلن في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء عن إعادة فتح "حقل الشرارة" النفطي في ليبيا، وذلك في ختام زيارة قام بها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج صباحاً إلى الحقل الواقع في مدينة أوباري. والتقى السراج خلال الزيارة بممثلين عن حراك "غضب فزان" وقيادات أمنية وعسكرية بالمنطقة.
وأكد رئيس حكومة الوفاق خلال اللقاء أنه مع حق المواطنين في التعبير عن رأيهم بطرق سلمية، وفي الوقت نفسه يرفض تماما أن يتم تهديد أي مصدر لقوت الليبيين أو مرافق البلاد الحيوية. وأشار إلى أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل المشاكل ورفض أيضا الاتهامات الموجهة لأعضاء الحراك دون تبيان الحقائق.
وبين رئيس الحكومة أنه اتخذ إجراءات لتحسين خدمات المرافق في الجنوب وتوفير احتياجات المواطنين في إطار الحملة الوطنية لإنقاذ الجنوب والتي تشمل أيضا تأمين الحدود الجنوبية، كما شرح الجهود المبذولة منذ أشهر لتنفيذ برنامج للتنمية المكانية.
اقرأ ايضًا :
- السراج يستبق مواجهات محتملة في طرابلس بتشكيل قوة عسكرية مشتركة
وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أمس الأربعاء، بيانا بشأن تهريب أسلحة وذخائر من تركيا إلى ليبيا. وقال البيان: إن "القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية تابعت تمكن السلطات الوطنية في ميناء الخمس غرب ليبيا يومي 17 و18 ديسمبر/كانون الأول الجاري من ضبط شحنتي أسلحة ضخمتين وذخائر قادمة من الجمهورية التركية".
وأضاف أن عدد الذخائر الواردة في هاتين الشحنتين بلغ 4.2 مليون رصاصة بما يكفي لقتل قرابة 80% من الشعب الليبي، إضافة إلى آلاف المسدسات والبنادق ولوازمها بما فيها تلك القابلة إلى التحوير بكواتم صوت لتنفيذ الاغتيالات. وأكدت القيادة العامة في بيانها أنها قدمت الأدلة والإثباتات التي تؤكد تورط تركيا ودول أخرى في إسناد "الإرهابيين" في ليبيا ودعمهم في محاربة للجيش الوطني الليبي.
وطالبت القيادة العامة بالجيش الليبي مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا بإدانة تركيا وفتح تحقيق فوري واتخاذ موقف جدي حيال ارتكابها لجريمة ارهابية بخرقها لقرارات مجلس الأمن رقم 1973 لسنة 2011 بشأن ليبيا والقرار رقم 1373 لسنة 2001 والخاص بـ"حظر تمويل كافة الأشخاص والمنظمات الإرهابية" والملزم لجميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة. كما دعت مجلس الأمن وعبر لجنة العقوبات بوضع يدها على شحنات الأسلحة والذخائر المضبوطة بشكل عاجل وفتح تحقيق دولي لمعرفة المستخدم الأخير أو المستخدم في ليبيا.
وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، ، أمس، الحقل بشكل مفاجئ قصد إقناع المسؤولين عن إغلاقه بالعدول عن موقفهم، وسط تقارير تفيد بإعادة تشغيله، أمس.
وفيما كشف أحمد معيتيق، نائب السراج، عما وصفه بأنه "بداية انفراج أزمة إغلاق الحقل النفطي"، في بيان مقتضب وزعته أمس إدارة التواصل والإعلام بحكومة السراج، نقلت "بوابة الوسط" عن الرائد صالح محمد، الناطق باسم الكتيبة "30 مشاة خفيف"، إعادة فتح حقل الشرارة النفطي، مساء أمس، وتسوية الأزمة التي تسببت في إغلاق الحقل ووقف الإنتاج، ومن بينها رواتب عناصر الحماية.
زيارة مفاجئة لفائز السراج الى حقل الشرارة
وعلى الرغم من تحذيرات مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، من خطورة الاستجابة لمطالب المحتجين، وعدم دفع أي رشى مالية لهم لإعادة فتح الحقل المغلق منذ الأسبوع الماضي، وصل السراج أمس جواً على رأس وفد رسمي رفيع المستوى إلى الحقل، في زيارة لم يسبق الإعلان عنها، وتعد هي الأولى من نوعها له إلى المنطقة منذ اندلاع هذه الأزمة.
واجتمع السراج الذي كان مرفوقاً بعدد من وزرائه ونواب الجنوب ومدير الشركة العامة للكهرباء، مع ممثلين عن حراك غضب فزان، وقادة من الكتيبة 30 مشاة، التابعة لحرس المنشآت النفطية، الذين أغلقوا حقل الشرارة احتجاجاً على سوء الأوضاع في الجنوب. وقالت مصادر حكومية إن السراج طالب بإعادة فتح الحقل المغلق على الفور بهدف تفادي الخسائر المادية التي ستترتب على ذلك، بينما قال بشير الشيخ، منسق حراك غضب فزان، في تصريحات تلفزيونية، إنه لن يتم فض الاعتصام وإعادة فتح حقلي الشرارة والفيل إلا بعد تنفيذ المطالب العشرة للحراك، ودعا في المقابل حكومة السراج إلى إثبات حسن النية.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب عبر "تويتر"، أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة الوضع في حقل الشرارة النفطي، وأكدت دعوة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط للعناصر المسلحة في المنطقة، معتبرة أن هذا بمثابة أمر حاسم للسماح بإنتاج النفط لصالح جميع الليبيين. ودعت الوزارة جميع الأطراف إلى حل القضايا من خلال الحوار البناء والوسائل السلمية بروح التوافق، وليس من خلال التهديد بالعنف.
أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أنها حققت أمس انتصاراً مهماً ضد الجماعات الإرهابية والمسلحة، التي كانت تحتشد في منطقة السدادة شبه الصحراوية بالقرب من مدينة مصراتة، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
وقالت مصادر عسكرية إن طائرات حربية تابعة للجيش قصفت مواقع للمسلحين، الذين يُعتقد أنهم خليط من فلول من ميليشيات إبراهيم الجضران، الرئيس السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية، وعناصر ما كان يعرف باسم تنظيم "شورى ثوار بنغازي" المتطرف.
القوات المسلحة الليبية قلقة من وصول شحنة أسلحة تركية
وأعربت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية شرقي البلاد، عن قلقها حيال وصول شحنتي أسلحة وذخائر قادمة من تركيا تم ضبطها بأحد موانئ الغرب الليبي. وقالت القيادة في بيان لها أمس الأربعاء"، إن "عدد الذخائر المضبوطة تكفي لقتل 80 في المائة من الليبيين بعدد 4.2 مليون رصاصة، فضلاً عن آلاف المسدسات والبنادق ولوازمها بما فيها تلك القابلة إلى التحوير بكواتم صوت لتنفيذ الاغتيالات، وهذا يدل على استعمالها في عمليات إرهابية داخل الأراضي الليبية".
وأضاف البيان، أن "القيادة تضع العالم أجمع مجدداً أمام مسؤولياته تجاه ما تقوم به تركيا من زعزعة لأمن ليبيا واستقرارها بدعم للإرهاب، وإن تركيا لم ولن تتوقف عن تصدير شحنات الأسلحة إلى ليبيا والتي سبق وأن عثرنا عليها في مناطق القتال في ضواحي مدينة بنغازي لدى الإرهابيين، وكذلك أطنان المتفجرات التي ضبطتها دولة اليونان في يناير/كانون الثاني الماضي، والتي سبق وأن قدمنا الأدلة والإثباتات التي تؤكد تورط تركيا ودول أخرى في إسناد الإرهابيين في ليبيا ودعمهم في محاربتهم للجيش الوطني الليبي".
وطالبت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبعثتها للدعم في ليبيا، بإدانة تركيا وفتح تحقيق فوري حولها واتخاذ موقف جدي حيال ارتكابها "جريمة إرهابية"، وذلك بخرقها لقرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر تمويل كافة الأشخاص والمنظمات الإرهابية. كما طالبت القيادة مجلس الأمن وعبر لجنة العقوبات، بوضع يده على شحنات الأسلحة والذخائر المضبوطة بشكل عاجل وفتح تحقيق دولي لمعرفة المستخدم الأخير أو المستخدم في ليبيا، مطالبةً بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بأن تعلن رسمياً عن الشحنة المضبوطة وحيثيات وردها وناقلها والمنقولة إليه، وقالت: "لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن تركيا خرقت قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بالخصوص".
واتهمت القيادة تركيا بالسعي "عبر عملائها على الأرض الليبية" لإطالة عمر الأزمة في البلاد، مستشهدة ببعض أحداث مؤتمر باليرمو الخاص بليبيا، وبما وصفته "محاولة تركيا حضور المؤتمر الأمني على مستوى الرؤساء والقادة كراع لمصالح التنظيمات الإرهابية وفرض أجندتهم على المؤتمر، قبل منع ممثلها من الحضور".
وأضاف البيان، إن "القيادة العامة تدرك بأن أنقرة أصدرت الأوامر إلى عملائها في بعض الأجسام السياسية في ليبيا لتخريب ما توصل له مؤتمر باليرمو، وعرقلة الحل السياسي وقد تم استدعائهم على عجل إلى لقاءات في إسطنبول كان آخرها الأسبوع الماضي لأجل هذا الغرض".
يذكر أن مصلحة الجمارك بميناء الخمس (115 كيلومتراً شرقي طرابلس) ضبطت خلال اليومين الماضيين، شحنتي أسلحة وذخائر ذات منشأ تركي تحتوي على 3000 مسدس، و120 مسدس رشاش، و400 بندقية صيد ونحو 4 مليون طلقة.
وأشار المكتب إلى أن المعلومات المبدئية تشير إلى تورط ليبيين في تسلمها وتوريدها من تركيا، وبأن الحاويات كانت ضمن صفقة تم ضبطها على أساس أنها مواد غير قتالية.
سيف الإسلام القذافي سيتحدث الى الاعلام قريباً
ذكر المتحدث باسم عائلة القذافي، باسم الصول، أن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، سوف يخرج عبر وسائل الإعلام قريبا من أجل الحديث عن رؤيته ومشروعه الواضح. وقال الصول، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، ليلة الخميس: "سيف الإسلام سيخرج عبر وسائل الإعلام قريبا ليتحدث للشعب الليبي عن رؤيته ومشروعه الواضح والملموس لكافة الليبيين وحقن دماء الناس".
وأشار الصول إلى أن "سيف الإسلام سيتحدث أيضا عن معاناة الشعب وفضح مشروع الإخوان المسلمين أمام العالم، بالإضافة إلى حل المشاكل الليبية، وتوحيد صفوف الشعب الواحد، ولملمة ما تبقى من الوطن". وستأتي هذه الكلمة في الوقت الذي تزداد فيه التوقعات بأنه سيعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية الليبية.
قد يهمك ايضًا :
- حكومة "الوفاق" تعلن نجاح وساطة لوقف الاقتتال في طرابلس
- اندلاع اشتباكات عنيفة في ضواحي طرابلس بعد هدوء حذّر دام لأسبوعين
أرسل تعليقك