رئيس الوزراء العراقي يستقبل الفتى المعذَّب على أيدي قوات حفظ القانون
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

وسط ترحيب شعبي بما عُدّ "اعتذارًا" من أرفع مسؤول تنفيذي

رئيس الوزراء العراقي يستقبل "الفتى المعذَّب" على أيدي "قوات حفظ القانون"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رئيس الوزراء العراقي يستقبل "الفتى المعذَّب" على أيدي "قوات حفظ القانون"

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
بغداد - العرب اليوم

استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، الفتى حامد سعيد الذي تعرّض لـ«اعتداء غير أخلاقي»، بحسب بيان لرئاسة الوزراء، على يد عناصر من «قوة حفظ القانون» التابعة لوزارة الداخلية.وحظيت خطوة الكاظمي بترحيب شعبي بعد أن عُدّ على نطاق واسع أن استقبال الفتى بمقر رئاسة الوزراء بمثابة «اعتذار» رسمي يقدم للفتى من أرفع مسؤول في السلطة التنفيذية.

ولم يسبق أن قام رئيس وزراء عراقي في أي وقت باستقبال مواطن تعرض للإهانة والتعنيف على يد عناصر أمن تحت إمرته بوصفة قائداً أعلى للقوات المسلحة وأمر الكاظمي بعد توثيق حادث الاعتداء الذي وقع قبل نحو شهر، عبر «فيديو» مسرب، بتشكيل لجنة تحقيقية فورية شخّصت خلال ساعات أسماء المتجاوزين من منتسبي قوات حفظ القانون، وفسخت عقودهم وأحالتهم إلى القضاء. وأشار إلى أن «القيادة بصدد عملية إعادة تقييم لأداء قوات حفظ القانون، لأن الأصل من تشكيلها هو حماية الناس وليس إهانتهم».

وقال الكاظمي، خلال استقباله الفتى سعيد، إنه «يشعر بالألم والحزن لما حدث، وإن ثقافة استمراء الاعتداء على المواطن من قبل بعض ممن يستغل موقعه، هي أمر يتوجب المعالجة الحازمة. إن ما حدث يمثل مشهداً للاعتداء على كرامة المواطن، ينتمي إلى كل ما حاربناه خلال كل السنوات الماضية، وسنحاربه لنمنع تكراره» وفي الوقت ذاته عدّ الكاظمي أن «الاعتداء على هذا المواطن يجب ألا يعامل كأنه يمثل السلوك العام للأجهزة الأمنية، فقواتنا البطلة سبق أن ضحّت وما زالت تضحّي وتقاتل من أجل العراق، أمّا من يستغل وجوده داخل القوات الأمنية لغرض الاعتداء، فلن يواجه سوى العقوبة والملاحقة القانونية».

وطبقاً للبيان، فإن رئيس الوزراء «وجه بتنفيذ حملة تثقيف بمبادئ حقوق الإنسان؛ سلوكاً وتطبيقاً، داخل وزارة الداخلية وفي أجهزتها وبين منتسبيها، كما وجّه بتوفير محام لمساعدة الحدث حامد سعيد، وتقديم الدعم القانوني له، كما وعد بتكفله شخصياً لإكمال دراسته وتحويل ما تعرض له إلى عنصر قوة يخدم المجتمع» ووجه الكاظمي شكره لرئيس مجلس القضاء فائق زيدان لدوره في «حل الإشكالات القانونية المتعلقة بموضوع إطلاق سراح الحدث حامد سعيد بكفالة» وكان الفتى سعيد يقضي مدة توقيف في السجن على خلفية قيامه بسرقة دراجة نارية؛ قبل أن يظهر «فيديو» تعذيبه على يد عناصر قوة حفظ النظام للعلن قبل 3 أيام.

بدورها؛ كشفت وزارة الداخلية عن وجود دراسة بشأن إعادة هيكلة «قوات حفظ القانون» بناءً على توجيه القائد العام للقوات المسلحة. وقال مدير دائرة العلاقات والإعلام في الوزارة اللواء سعد معن، لـ«وكالة الأنباء العراقية (واع)»، أمس: «هناك دراسة موضوعية سريعة تتعلق بإعادة هيكلة قوات حفظ القانون بناء على توجيه القائد العام ومتابعة شخصية من قبل وزير الداخلية». وأضاف أن «إعادة النظر بتشكيل قوات حفظ القانون تعني أن هناك عدداً من الإجراءات ستتخذ بهذا الموضوع» ووجّه الكاظمي، أول من أمس، بإحالة قائد قوات حفظ القانون إلى الإمرة وإعادة النظر بهذا التشكيل، على خلفية اعتداء عناصر من القوات على الفتى سعيد.

واستقبل معظم التوجهات الثقافية والشعبية، خبر استقبال الكاظمي الفتى حامد سعيد، بارتياح واسع، وأشاد ناشطون ومدونون في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بخطوة رئيس الوزراء. وعدّت أستاذة علم الاجتماع لاهاي عبد الحسين الاستقبال «رسالة طيبة يقدمها رئيس الوزراء للفتى (حامد) الذي تعرض للإهانة ومن خلاله تعرضت كل الأمهات والنساء النبيلات للإهانة». وأضافت: «قد لا يندمل جرحه، ولكنه يذّكر بوحشية البعض وانخفاض مناسيب أخلاقياتهم وسوء إدارة مؤسساتهم» وكتب الصحافي والقاص حسين رشيد: «صبي أعزل مجرد من كل سلاح انتصر على قوات مدججة بالأسلحة وكبيرهم المحاط بالحمايات والامتيازات. ‫الصبي انتصر لأنه مظلوم ولأن هناك من يرد حق المظلوم». وأضاف: «‫في النهاية لا بد من انتصار الحق والعدل وإن طال وقت الباطل والظلم. ‫المطلوب تكريس هذا العمل وجعله من ثوابت عمل الحكومة».

وأعلنت نقابة المحامين العراقيين، أمس، تشكيل فريق مختص لإقامة دعوى قضائية خاصة بالفتى حامد سعيد. وقالت النقابة في بيان: «انطلاقاً من التزام النقابة منذ تأسيسها بالدفاع عن حقوق أبناء الشعب العراقي وتبنيها لآمالهم وآلامهم، تقرر تأليف فريق من الزملاء المحامين المنضوين في لجنة حقوق الإنسان - المرصد القانوني، في النقابة، لإقامة الدعاوى القضائية الخاصة بالفتى» وأحدث انتشار «فيديو تعذيب» الفتى حامد سعيد خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، صدمة وغضباً شديدين داخل الأوساط العراقية، دفعت بالمعارض السابق لنظام صدام حسين المقيم في لندن الدكتور هاشم العقابي إلى توجيه رسالة اعتذار علنية إلى صدام وحزب «البعث» المنحل، وأعرب عن ندمه الشديد لقيامه بمعارضتهم أثناء وجودهم في السلطة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الحكومة العراقية تُؤكد أن قرار "الكاظمي" لم يكن رد فعل على أي صراعات سياسية

الكتل السياسية العراقية تختبر قدراتها لخوض الانتخابات المبكرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس الوزراء العراقي يستقبل الفتى المعذَّب على أيدي قوات حفظ القانون رئيس الوزراء العراقي يستقبل الفتى المعذَّب على أيدي قوات حفظ القانون



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab