وضع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن اعتزامه إلقاء خطاب متلفز يوم الاثنين الماضي، شعب "إسرائيل" في حالة ترقب، حيث كان من المنتظر أن يقدم "بيانا خاصا" عند الساعة الثامنة مساء في بداية أكثر نشرات الأخبار متابعة.
وتساءل الجميع، هل سيكون الخطاب حول إيران و"حزب الله"؟ أم حماس؟ أو خطة ترامب للسلام؟ ولكن تبين لاحقاً أن هناك موضوعا آخر يشكل تهديدًا وجوديًا ليس لإسرائيل ، ولكن لحياة نتنياهو ووجوده السياسي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، انه لمدة سبع دقائق على شاشة التلفزيون المباشرة، طالب نتنياهو، الذي يخوض انتخابات في شهر أبريل /نيسان المقبل في ظل احتمال توجيه اتهامات له بالفساد، بمواجهة شهود الاثبات ضده في هذه الاتهامات، حيث شكك نتنياهو في التحقيق "بالتحيز"، ولذا طالب بفرصة مواجهة الشهود في قضايا الفساد الثلاث التي يشتبه بتورطه فيها، على أن تبث على شاشة التلفزيون مباشرة قبل أي محاكمة محتملة ، وبذلك فإن جميع الإسرائيليين "سيعرفون الحقيقة الكاملة".
أقرأ يضًا
- بنيامين نتنياهو يؤكد قوة تحالف الكيان الإسرائيلي مع الولايات المتحدة
وفي خطابه ، سخر نتنياهو من فكرة أن أحد الاتهامات الرئيسية ضده - التي تعد بمثابة تغطية إخبارية إيجابية- وهي الحصول على مزايا حكومية بقيمة مئات الملايين من الدولارات - والتي تعد رشوة قائلا بأنها: "مزحة سخيفة".
ثم اقترح نتنياهو بأن يكون أحد خصومه الرئيسيين في انتخابات أبريل/نيسان ، وهو مرشح الوسط يائير لابيد ، متورطا في نفس الشيء. و أدعى انه وأسرته ضحايا "حملة ممنهجة" يرعاها اليسار السياسي. وزعم أن هؤلاء الخصوم اليساريين يريدون منه التضحية بأمن إسرائيل ، لكنه "لن يفعل مثل هذا الشيء أبداً".
وأدى إعلانه على "تويتر"، بأنه سيدلي ببيان خاص على التلفزيون الإسرائيلي، إلى إثارة موجة من التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه قد يستقيل، أو ربما يقوم بإجراء قانوني في محاولة لوقف أي قرار اتهام ضده.
وبدلا من ذلك أذاعت البرامج الإخبارية المسائية الرئيسية في محطات التلفزيون الإسرائيلية كلمة مخيبة للآمال من نتنياهو، أكد فيها من جديد براءته في سلسلة من قضايا الفساد. وقال نتنياهو إنه "ضحية حملة اضطهاد سياسي". وأضاف أنه "حُرم من فرصة أن يواجه بشكل مباشر من يتهمونه".
وكتب كيمي شاليف في صحيفة "هآرتس" يقول: إن اعتقاد نتنياهو "أن مطلبه بمواجهة الشهود يستحق خطاباً خاصا في وقت الذروة للأمة، هو أمر مزعج ويشير إلى هيستريا متصاعدة". وتابع: أن استغلال موقعه لقيادة الجمهور في وقت الذروة لمشاهدة خطابه "الخاص" لأهداف سياسية هو "أنانية بحتة".
وقال إيتسيك شمولي ، عضو البرلمان عن "حزب العمل"، إن خطاب رئيس الوزراء "ستار من الدخان لن ينسي الناس الحقيقة البسيطة الواضحة إنه غارق في الاتهامات." ومن مؤيدي نتنياهو، أعلنت ميري ريجيف ، وزيرة الثقافة ،انها مؤمنة ببراءة رئيس الوزراء ، وفقا لصحيفة "معاريف".
وعلى مدى أشهر مع بدء التحقيقات ، طمأن نتنياهو أنصاره بإستمرار وثبات، بأن كل شئ على ما يرام ، وقال: "كل تلك المزاعم ليس لها اساس من الصحة". لكن تكتيكاته كذبت وضعه حيث هاجم الصحافة التي أوردت هذه المزاعم ، والشرطة التي حققت فيها ، وأخيرا النيابة العامة التي أشرفت على القضايا.
وقد حاول الهدوء ، لكنه أظهر أيضا جانبا غير منتظم مع تزايد الضغط القانوني: بعد الإصرار في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، أنه لأسباب تتعلق بالأمن القومي ، يجب على إسرائيل أن تنتظر إجراء الانتخابات حتى الخريف ، تغير موقف نتنياهو بعد شهر. وقد دعا إلى إجراء انتخابات في 9 أبريل / نيسان ، فيما بدا أنها محاولة لتحقيق هامش واسع لإعادة الانتخاب قبل أن يتمكن المدعي العام ، أفيشاي ماندلبليت ، من اتخاذ قراره بشأن اتهامه.
وردا على ذلك قالت وزارة العدل الإسرائيلية، إن التحقيقات مع نتنياهو تجري بشكل مهني وشامل. واعتبرت على نطاق واسع دعوة نتنياهو إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة قبل موعدها في نوفمبر/ تشرين الثاني نداء مباشرا للناخبين لمنحه تفويضا سياسيا جديدا يمكن أن يساعده على النجاة من احتمال توجيه اتهامات له.
وقال نتنياهو الذي يتزعم "حزب ليكود" اليميني إن "المحققين رفضوا مرتين طلباته بمواجهة الشهود". وقالت تقارير لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن ثلاثة على الأقل من الأشخاص الذين كانوا مقربين من نتنياهو وافقوا على تقديم أدلة ضده.
ويواجه نتنياهو ثلاث قضايا فساد. وقال إنه لن ينسحب من السباق الانتخابي إذا أعلن النائب العام اعتزامه قبول توصية الشرطة بتوجيه اتهامات له .
وتقول الشرطة إن نتنياهو منح معاملة تفضيلية لشركة "بيزك" للاتصالات مقابل تغطية أكثر إيجابية له على موقع إخباري يملكه صاحب الشركة. وفي قضية ثانية تقول الشرطة إن نتنياهو حصل على هدايا ثمينة من أصدقاء أثرياء. ويتركز تحقيق ثالث على شكوك بأن نتنياهو تفاوض على صفقة مع صحيفة من أجل تغطية أفضل له مقابل تعهدات بدعم قانون كان من شأنه الحد من توزيع صحيفة منافسة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
- حكومة الاحتلال الإسرائيلي تطالب عشر دول عربية بدفع 250 مليار دولار
- الضربة الإسرائيلية على دمشق تستهدف وفدًا لـ"حزب الله"
أرسل تعليقك