بيروت ـ فادي سماحة
استمرت معارك جرود عرسال بين "حزب الله" ومسلحي "جبهة النصرة" "فتح الشام"، وأسفر اليوم الثاني أمس السبت عن إعلان الحزب سيطرته على مواقع جديدة، فيما تعددت الروايات عن المواقع التي سيطر عليها، خصوصًا أن حربًا إعلامية ترافق العمليات العسكرية الشرسة التي تشهدها الجبال والتلال والوديان الوعرة، والتي أدت إلى مقتل وسيط طلبت جهات رسمية منه التحرك لمفاوضة المسلحين، هو نائب رئيس بلدية عرسال السابق أحمد الفليطي الذي أصيبت سيارة أقلته بقذيفة حين كان في طريق العودة من الجرود مع قريب له أصيب بجروح طفيفة.
وأعلن تلفزيون "أن بي أن" عن اعتقال أمير "النصرة" في الجرود أبو مالك التلي، لكن إعلام "حزب الله" لم يشر إلى ذلك، وفيما أعلن "حزب الله" مقتل عدد كبير من مسلحي "النصرة" واستسلام بعضهم، شيّع الحزب 12 من عناصره في ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع والجنوب، سقطوا أول من أمس السبت، وسط تدابير أمنية مشددة.
وأشارت معلومات من عرسال إلى أن مفاوضات تدور مع "سرايا أهل الشام" التي انضمت إلى "النصرة" في القتال ضد الحزب، لاسترجاع جثث 3 من عناصره لديها، سقطوا في انفجار لغم أرضي بهم الجمعة، وواصل الجيش تدابيره للفصل بين بلدة عرسال وبين الجرود مسرح القتال، بينما سمح لبضع عائلات من النازحين في الجرود بالمرور إلى البلدة حيث تولى الصليب الأحمر نقلها إلى خارجها، وأبلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق "الحياة" أن الجيش "يتعاطى مع الوضع بمنتهى الدقة والحكمة والوعي"، وقال المشنوق إن تدابير تتخذها منظمات إغاثية تحسبًا لتهجير المدنيين النازحين في جرود عرسال، لنقلهم إلى خارج البلدة.
وقالت مصادر رسمية لبنانية معنية بمتابعة مجريات المعركة العسكرية إنها ستأخذ وقتًا قد يتعدى الأسبوعين، نظرًا إلى صعوبة المناطق التي تتم فيها، خصوصًا أن هجوم "حزب الله" يستهدف في المرحلة الأولى مقاتلي "النصرة" ويترك الهجوم على مواقع "داعش" إلى مرحلة أخرى، علمًا أن مسلحيها يتمركزون في جرود تمتد شمالًا إلى جرود أكثر وعورة، قبالة رأس بعلبك.
وكانت المعارك هدأت ليل الجمعة بعد تقدم "حزب الله"، ثم استؤنفت صباح أمس بعد قصف كثيف للطيران السوري ولمدفعية الميدان، على مواقع مسلحي "النصرة".
وتحدث الإعلام الحربي التابع للحزب عن سيطرة عناصره في الهجوم الذي شنوه من الأراضي السورية ومن الجهة الشمالية الشرقية انطلاقًا من الأراضي اللبنانية، على مرتفعات ضهر الصفا وضليل الخيل وصفا اللزاب، كما أكد السيطرة بالاشتراك مع الجيش السوري على وادي العويني ومرتفع الشجرة في جرد فليطا السورية وغيرها ورفع رايته والعلم اللبناني على ضهر الهوة التي سيطر الحزب عليها الجمعة، وبينما أفاد الإعلام الحربي بأن مسلحي "النصرة" رفعوا الأعلام البيض واستسلموا في منطقة وادي الحقاب، قالت معلومات أخرى إن عناصر للحزب حوصروا في وادي العويني بعدما نصب لهم مقاتلو "النصرة" كمينًا سبقه الإيحاء بأنهم يستسلمون، وفيما قال موقع "درر الشام" السوري إن أكثر من 50 مقاتلًا من الحزب ومن جيش الأسد قتلوا وجرح آخرون خلال التصدي للهجوم، تحدث "الإعلام الحربي" عن تخبط في صفوف "النصرة" وفرار مسلحيها في قرنة القنزح، وعن استغاثتهم في وادي حميد في الجرد العرسالي، وأفيد عن انسحاب 36 عنصرًا من "سرايا أهل الشام" من المعارك وهروبهم إلى مخيم للنزوح.
وأعلن مصدر عسكري لبناني أن الجيش قصف مرتين تحركات للمسلحين أثناء محاولتهم التسلل باتجاه عرسال، واتهم بيان للجيش "جبهة النصرة" بإطلاق صاروخ على السيارة التي كان يستقلها الشهيد الفليطي، الذي نعاه "تيار المستقبل" رجلًا "شريفًا وطيبًا وشجاعًا"، معتبرًا أن ما تعرض له "عمل دنيء ومحاولة لزج عرسال في التطورات العسكرية"، داعيًا أهاليها إلى اليقظة و "الاستمرار في وحدتهم خلف الجيش اللبناني"، كما نعاه رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط. والفليطي كان لعب دورًا إنسانيًا في السنوات الماضية في عرسال وفاوض، مكلفًا من جهات في الدولة، للإفراج عن العسكريين المخطوفين لدى "النصرة" قبل أكثر من سنة.
وكان "حزب الله" أقفل عددًا من الطرقات في ضاحية بيروت الجنوبية من باب الحذر الأمني، فيما علمت "الحياة" من مصدر رسمي أن هناك استنفارًا للأجهزة الأمنية إزاء أي احتمالات في مناطق خارج مسرح المعارك.
أرسل تعليقك