الاتفاق بين روسيا وميانمار على تقديم تسهيلات عسكرية واسعة يثير الكثير من الجدل
آخر تحديث GMT18:23:36
 العرب اليوم -

على الرغم من حرص الكرملين على تأكيد السعي إلى تجنب مواجهة باردة مع الغرب

الاتفاق بين روسيا وميانمار على تقديم تسهيلات عسكرية واسعة يثير الكثير من الجدل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاتفاق بين روسيا وميانمار على تقديم تسهيلات عسكرية واسعة يثير الكثير من الجدل

السفن الحربية الروسية
موسكو - ريتا مهنا

فجّر الإعلان قبل يومين عن اتفاق بين روسيا وحكومة ميانمار على تقديم تسهيلات عسكرية واسعة وفتح الموانئ أمام حركة الطيران والسفن الحربية الروسية، نقاشات في موسكو حول جهود توسيع الانتشار العسكري في العالم، على رغم حرص الكرملين على تأكيد السعي إلى تجنب مواجهة باردة جديدة مع الغرب. ورغم هذه السجالات، أعلنت وزارة الدفاع أنها ستبيع ست طائرات من طراز "سو-30" إلى ميانمار، وقالت إن الأخيرة مهتمة بشراء عتاد عسكري روسي آخر لقواتها البرية والبحرية.

وإعلان الرئيس فلاديمير بوتين نهاية العام الماضي عن توجه بلاده لتعزيز قدراتها وانتشارها العسكري في العالم، أطلق سجالات واسعة لم تقتصر على التحذير من "العودة إلى أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح"، بل انسحبت على توقعات حسابات الربح والخسارة لجهة التكلفة الباهظة لتحقيق طموحات الكرملين عالمياً في ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة في الداخل.

وتجاهل كثيرون خلال تناول حديث بوتين عن برنامج واسع لتعزيز القدرات العسكرية يعيد روسيا إلى موقعها بين أقوى 5 بلدان في العالم، أنه ركز على تنبه موسكو ضرورة عدم الانزلاق إلى سباق تسلح مرهق مالياً واقتصادياً، وقال إن روسيا تعرف جيداً كيف تصون مصالحها وتحقق أهدافها من دون تحمل أعباء إضافية.

ولم تمر أيام على كلام بوتين حتى أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف الآلية التي تتبعها موسكو في تعزيز قدراتها لمواجهة التحديات الجديدة، خصوصاً في ما يتعلق بمساعي الغرب إلى تطويق روسيا عسكرياً عبر "الانتشار العسكري قرب حدودها". وقال لافروف إن بلاده لا تسعى حالياً إلى نشر قواعد عسكرية إضافية في العالم، لكنها تعمل على مواجهة التحديات وفقاً لإمكاناتها.

وتملك روسيا حالياً قواعد عسكرية في أرمينيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقيرغيزستان وطاجكستان وسورية، بالإضافة إلى ثلاث قواعد عسكرية منتشرة في أقاليم انفصالية تدعمها موسكو في الفضاء السوفياتي السابق، اثنتان منها في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين اعترفت روسيا بانفصالهما من طرف واحد عن جورجيا، وواحدة في بريدنوستروفيه، الإقليم الساعي إلى الانفصال عن مولدافيا.

الإمكانات التي تحدث عنها لافروف، تركز على عدم نية موسكو نشر قواعد جديدة حالياً، وبدلاً من ذلك تعمل على تعزيز وجود غير مكلّف اقتصادياً في مناطق مختلفة في العالم. وهذا ما أبرزه النشاط الزائد لموسكو في بلدان أميركا اللاتينية، والمحادثات التي تجريها القيادة العسكرية الروسية مع بلدان مثل قبرص وصربيا. ويرى عسكريون روس أن من شأن توسيع التعاون في المجالات العسكرية مع هذه البلدان تعزيز الوجود الدائم لروسيا في البحر المتوسط، وإيجاد توازن للانتشار العسكري الأطلسي على الحدود الشرقية لأوروبا.

وبالتوازي مع ذلك، حملت النقاشات التي أجرتها موسكو مع السودان، وتضمنت فكرة نشر قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، بعداً إضافياً لمفهوم الانتشار العسكري الروسي عالمياً، على رغم أن هذه الفكرة سرعان ما اصطدمت بالوضع الإقليمي المعقد، ما أسفر عن إيجاد بديل موقت عنها عبر الاتفاق مع مصر على استخدام الموانئ والمطارات المصرية من جانب الطيران والسفن الحربية الروسية.

لكن موسكو تواصل مشاورات مع بلدان إفريقية عدة، في الوقت ذاته تعمل على التوسع عسكرياً في مناطق جنوب شرق آسيا، وهو أمر نجحت في تحقيق اختراق مهم فيه عبر الاتفاق الموقع أخيراً مع ميانمار الذي جاء في إطار جولة لافتة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو شملت أيضاً لاوس وفيتنام.

وبرغم أن الاتفاق الأخير أثار حفيظة معارضين في موسكو انتقدوا اعتماد الكرملين على علاقات عسكرية مع بلد متهم دولياً بممارسة انتهاكات فظة لحقوق الأقليات، لكن هذه الانتقادات لم تجد انعكاساً في تغطيات وسائل الإعلام الرسمية التي انشغلت بالتركيز على استعادة روسيا دورها وأمجادها "قوةً عظمى".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتفاق بين روسيا وميانمار على تقديم تسهيلات عسكرية واسعة يثير الكثير من الجدل الاتفاق بين روسيا وميانمار على تقديم تسهيلات عسكرية واسعة يثير الكثير من الجدل



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط
 العرب اليوم - 3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab