نفت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، صحة التصريحات القطرية الخاصة باستعداد طهران لتوصل لـ"حل وسط" في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، مشيرةً إلى أن واشنطن تعرف ما يجب فعله لجعل مفاوضات فيينا "مثمرة".وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية إن "القيادة الإيرانية أخبرتنا أنها مستعدة لحل وسط في ما يتعلق بالاتفاق النووي".
وأشار الشيخ محمد بن عبد الرحمن خلال اللقاء الذي ترجمته وكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن "التوصل إلى حل في هذا الشأن سيدعم الاستقرار في الخليج، كما سيساعد ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني إلى الأسواق على استقرار أسعار الخام وخفض التضخم".
ورداً على هذه التصريحات، نقلت شبكة "إيران إنترناشيونال" عن الخارجية الإيرانية قولها إن "القيادة الإيرانية أبلغت أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد) أن الأميركيين يعرفون ما يجب فعله لجعل مفاوضات فيينا مثمرة".وأضافت أن "القيادة الإيرانية لم تقل أي شيء عن حلول وسط بشأن الملف النووي"، لافتةً إلى أن "الرواية القطرية بشأن اللقاء مع الزعيم الإيراني خطأ، وتبدو جزءاً من حملة دعائية".
وكان أمير قطر قد زار طهران في 12 مايو الحالي، للتأكيد على أن الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بكل من طهران وواشنطن، تعمل على دفع مباحثات فيينا المتعثّرة قدماً.
وخلال زيارته الى ألمانيا، الجمعة، أكد الشيخ تميم أن قطر متفائلة بإمكانية إبرام تفاهم بهذا الشأن، مشدداً على "أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة"، معرباً عن "تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية "قنا".
كذلك أبدى "استعداد دولة قطر للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طُلب منها ذلك"، وفق ما أوردت الوكالة.وجاءت التصريحات القطرية في وقت تبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً عام 2018.
وعلّقت مباحثات فيينا رسمياً في مارس الماضي، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم "الحرس الثوري" من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وفي السياق، قال دبلوماسي أوروبي حاضر في محادثات فيينا، الجمعة، إن "إيران وأميركا تتحركان باتجاهين مختلفين في المحادثات"، وتوقع أن "الخلافات بين البلدين لن تنخفض في عملية إحياء الاتفاق النووي".
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي للصحافية الأميركية لورا روزين: "كل يوم يمر دون اتفاق، يزداد خطر فقدان كل شيء بشكل كبير، فكلا الطرفين يتحرك باتجاه مختلف، والمسافة بينهما لا تقل".
ووصف الدبلوماسي خبر قبول إيران "المحتمل" لبحث إزالة "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب إلى ما بعد محادثات إحياء الاتفاق النووي بأنه "تبسيط مفرط للقضية" وشدد على أنه "متشائم من هذا الاحتمال".
وفي وقت سابق، قال مصدر مطلع للصحافية الأميركية إنه "بعد زيارة مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي لمحادثات فيينا إنريكي مورا لطهران، قد تكون إيران مستعدة للنظر في اقتراح لبحث إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية بعد إحياء الاتفاق النووي".
وكانت الحكومة الإيرانية قدمت لمورا خلال زيارته لطهران، الاثنين الماضي، "مبادرات ومقترحات" بشأن الاتفاق النووي، في حين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده أن المنسق الأوربي أجرى "جولات عدة" من محادثات مطولة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني.واعتبرت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أن التوصل إلى تسوية مع إيران لإحياء الاتفاق حول برنامجها النووي يبقى "بعيد المنال".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
طهران تكشف عن آخر تطورات المفاوضات حول الاتفاق النووي والأرصدة الإيرانية المجمدة
إيران تحذر طالبان من مؤامرة تستهدف دق إسفين العداوة بين المسلمين
أرسل تعليقك