على الرغم من حملات مكافحة التدخين وتراجع اتجاهات التبغ، لا تزال السجائر أكبر مساهم في التسبّب في إصابات مرض السرطان الأميركية، حيث تمثل 20 في المائة من جميع حالات السرطان الجديدة و30 في المائة من جميع وفيات السرطان في عام 2019. وكشف الدكتور فرهاد إسلامي، مؤلف الدراسة والمدير العلمي البارز لأبحاث التفاوت في السرطان في الجمعية الأمبركية للسرطان: "عدد وفيات سرطان الرئة الناتجة عن تدخين السجائر في الولايات المتحدة مقلق".
بعد السجائر، كان أكبر عدد من حالات السرطان يُعزى إلى الوزن الزائد، استهلاك الكحول، أضرار الشمس، ونقص النشاط البدني.
ولم يحدد المؤلفون معنى الوزن الزائد، ولكن من المحتمل أنهم اعتمدوا على مؤشر كتلة الجسم، وهو معيار يستخدمه الأطباء في الولايات المتحدة، والذي يصنف المرضى إلى أربع فئات بناءً على طولهم ووزنهم: نقص الوزن، الوزن الطبيعي، زيادة الوزن، والسمنة.
و يمكن أن يشمل الوزن الزائد الأشخاص في فئتي زيادة الوزن والسمنة، أو قد يشمل فقط الأشخاص السمينين.
كما لم يحدد الباحثون كميات الكحول التي يستهلكها الأشخاص المشمولون في الدراسة. ومع ذلك، فإن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة تعرف الاستخدام المنتظم للكحول بأنه مشروبان يوميًا للرجال ومشروب واحد يوميًا للنساء.
ومع ذلك، يوصون بشرب كميات أقل، ويقولون إن الخيار الأكثر أمانًا هو تجنب الشرب تمامًا.
و قال الدكتور إسلامي إن النتائج أبرزت أهمية التوعية بأهمية الإقلاع عن التدخين والحصول على تغذية وتمرين مناسبين.
وأضاف الدكتور إسلامي: "التدخلات التي تساعد في الحفاظ على وزن الجسم الصحي والنظام الغذائي يمكن أن تقلل بشكل كبير من عدد حالات السرطان والوفيات في البلاد".
ويعاني حوالي سبعة من كل عشرة أمبركيين من السمنة أو زيادة الوزن، وفقًا للمعهد الوطني للصحة، وهو رقم يتزايد بشكل مطرد منذ سبعينيات القرن الماضي.
يعتقد الأطباء أن الدهون الزائدة في الجسم تغير كيفية تنظيم الجسم للهرمونات والالتهابات، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان من خلال تغيير دورة حياة الخلايا الطبيعية، حسبما قالت الدكتورة كارين باسين-إنجويست، أستاذة في علوم السلوك في مركز إم دي أندرسون، التي لم تشارك في الدراسة.
هذا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، الثدي، الرحم، المريء، الكلى، والبنكرياس.
و في عام 2019، تم تشخيص 713,340 حالة سرطان لدى الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا، و262,120 حالة وفاة بالسرطان،
و وفقًا للتقرير الذي نُشر في مجلة CA: A Cancer Journal for Clinicians.
ويعزى 19 في المائة من التشخيصات الجديدة، والتي تمثل 344,070 شخصًا، إلى تدخين السجائر.
وثلاثين في المائة من الوفيات، التي تمثل حوالي 169,810، كانت ناجمة عن تدخين السجائر.
و كان الوزن الزائد مسؤولاً عن 135,910 حالة جديدة و43,520 حالة وفاة لدى الأشخاص فوق 30 عامًا في عام 2019.
ويعتبر استخدام الكحول مسؤولاً عن 96,730 حالة جديدة و24,410 حالة وفاة لدى الأشخاص فوق 30 عامًا في عام 2019.
وجاءت السرطانات الناجمة عن نمط الحياة غير النشط، النظام الغذائي السيئ، التعرض للشمس، والإصابات بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في المرتبة التالية.
أما فيروس الورم الحليمي البشري و هو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي و يرتبط بسرطان عنق الرحم والحلق والفم والشرج، وقد تسبب في عدد أكبر من السرطانات مقارنة بالعوامل مثل تناول نظام غذائي غني باللحوم المصنعة، وفقًا للدراسة.
ينتشر المرض عادة من خلال الجنس المهبلي، الشرجي، والفموي غير المحمي.
مثل هذا كشف عن "حاجة مستمرة" لزيادة الوعي بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يعتبر فعالًا للغاية في الوقاية من العدوى المنقولة جنسيًا، حسبما قال مؤلف الدراسة الدكتور أحمدين جمال.
و قال الدكتور جمال، نائب الرئيس الأول لمراقبة العلوم والعدالة الصحية في الجمعية الأمريكية للسرطان: "يمكن أن يقلل التطعيم في الوقت الموصى به بشكل كبير من خطر الإصابة.
ليس كل نوع من أنواع السرطان يمكن إرجاعه بسهولة إلى عوامل الخطر مثل تلك الواردة في الدراسة. لذلك، ركز الباحثون على الأنواع التي لها صلة واضحة بالسلوكيات - مثل سرطان الرئة، وسرطان الجلد، وسرطان القولون والمستقيم.
للوصول إلى هذه الاستنتاجات، لم يقم الباحثون بإجراء استطلاع لكل أسرة أمريكية.
بدلاً من ذلك، استخدموا البيانات المتاحة من برنامج المراقبة وعلم الأوبئة والنتائج النهائية التابع للمعهد الوطني للسرطان، والذي يتتبع حالات السرطان على المستوى الوطني.
وسلّط التقرير الضوء على أهمية رفع الوعي حول هذه العوامل الخطرة، وقال إنه لا يزال من الممكن البدء في تثقيف الناس و'تقليل' حالات السرطان والوفيات في البلاد بشكل كبير.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك