حربا الدم والشجاعة والحقيقة والأكاذيب تقوضان أفغانستان وتتسببان في الخسائر
آخر تحديث GMT19:43:39
 العرب اليوم -

قُتل خلال الأولى 40 طالبًا من المدارس وتركت مئات الجثث لمدة أسبوع في شوارع غزنة

حربا "الدم والشجاعة" و"الحقيقة والأكاذيب" تقوضان أفغانستان وتتسببان في الخسائر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حربا "الدم والشجاعة" و"الحقيقة والأكاذيب" تقوضان أفغانستان وتتسببان في الخسائر

آثار الحرب في مدينة غزنة
كابول ـ أعظم خان

تقوض حربان أفغانستان، وهما حرب الدم والشجاعة، وحرب الحقيقة والأكاذيب، وكلاهما يكدسان خسائر بمعدل ملحوظ في الآونة الأخيرة، الأولى هي تلك الحرب الفوضوية التي تم خلالها قتل أكثر من 40 طالبًا من طلاب المدارس الثانوية، وتركت مئات الجثث لمدة أسبوع في شوارع مدينة غزنة أو ألقيت في نهر، ودمرت وحدتين مهمتين من الجيش الأفغاني، تقريبا إلى آخر جندي فيهما، والآخرى هي الحرب التي لم يحدث فيها معظم ذلك، وفقا للروايات الرسمية، أو على الأقل لم تكن سيئة كما بدت.
حربا الدم والشجاعة والحقيقة والأكاذيب تقوضان أفغانستان وتتسببان في الخسائر

إنكار سيطرة مقاتلي طالبان على غزنة:

ولم يخبر مساعدو الرئيس الأفغاني، أشرف غاني، عن هجوم طالبان إلا في اليوم الثالث من حربهم على غزنة،  أبلغوه بمستوى اليأس هناك، حسبما قال مسؤولان حكوميان بشكل خاص؛ أكد السيد غاني نفسه في وقت لاحق ذلك علنا، وبحلول ذلك الوقت، كانت حركة طالبان تسيطر على كل الأحياء تقريبا.

واستجاب المتحدثون باسم الحكومة، الذين واجهوا أزمة، بشكل أساسي بالتأكيد على أن كل شيء كان على ما يرام، وأنكروا مرارا أن مقاتلي طالبان سيطروا على غزنة، بحلول اليوم السادس، عندما لم يعد المتمردون مسيطرين على المدينة، تقارب النفي الرسمي مع الحقيقة. وأصر كبير المتحدثين باسم الجيش الأميركي، اللفتنانت كولونيل، مارتن أودونيل، على أنه لا توجد مشكلة كبيرة، فقط المتمردين يبحثون عن عناوين غير منطقية.

ولم يعرف معظم السكان في أفغانستان سوى الحرب، وغالبا ما تكون الروايات متناقضة كليا مع بعضها البعض. ولكن من يفوز في الحرب، هذا غالبا ما يكون السؤال الأول الذي يطرحه الدبلوماسيون، في كل عام هناك مجموعة جديدة منهم، معظم البلدان لا تسمح لهم بالبقاء لأكثر من عام، وأحيانا اثنين، وعادة ما يتم إطلاعهم بشكل جيد على الرواية الرسمية على أن الأمور تتحسن، لكن الكثيرين يقضون جولاتهم كاملة داخل سفارة محصنة.

الأفغان يمتلكون سلاح جو صغير خاص بهم

وعلى الورق، فإن الحكومة الأفغانية وحلفائها التحالف الدولي، ومعظمهم من الأميركيين، لديهم كل المزايا مقارنة بالمتمردين، لدى الجيش والشرطة الأفغانية قوة مأذون بها تصل إلى 350 ألف شخص، ويتم تمويل رواتبهم من قبل الشركاء الدوليين، يبلغ عدد العسكريين الأميركيين الآن 1400، وهم خليط من المدربين والمستشارين وأعضاء العمليات الخاصة.
حربا الدم والشجاعة والحقيقة والأكاذيب تقوضان أفغانستان وتتسببان في الخسائر

ولدى الأفغان أيضا سلاح جو صغير خاص بهم، ودعم واسع من الطائرات الأميركية بدون طيار والقاذفات النفاثة والمروحيات الحربية، وقد قدر مسؤولون عسكريون أميركيون أن عددا من المقاتلين النشطين في حركة طالبان يتراوح ما بين 20 إلى 40 ألف مقاتل، وهو تقدير لم يتغير كثيرا لسنوات رغم أن الحكومة الأفغانية تزعم أنها قتلت ما يقرب من ألف شخص في الشهر.

ويصعب تقييم الحجم الحقيقي للجيش الأفغاني، وقد أفاد الهيئة العامة الخاصة لإعادة الإعمار في أفغانستان، وهو هيئة رقابة حكومية أميركية، في يوليو / تموز بأن الجيش الوطني الأفغاني كان يبلغ 86% من قوته المأذون بها، وأن جميع قوات الأمن والشرطة والجيش ووحدات متخصصة بلغت 310 ألف، وقالت الوكالة أيضا إن معدل الاستنزاف للجيش الوطني الافغاني بلغ 2% شهريا، وإذا تم تأكيد ذلك، فسيترجم ذلك إلى ربع إجمالي العام تقريبا.

مقتل 6 آلاف جندي أفغاني كل عام منذ 2016

وقالت الهيئة إن البيانات الكاملة بشأن الاستنزاف والتي تشمل الفرار من الخدمة والفشل في إعادة التجنيد والخسائر أصبحت الآن سرية، وهو القرار الذي اتخذته المؤسسة العسكرية الأميريكية التي انتقدتها الوكالة. كما تم تصنيفها على أنها سرية منذ العام الماضي، بعد الإعلان عن مقتل 6 الاف جندي أفغاني كل عام منذ عام 2016، وقد قدر القائد العسكري الأميركي المنتهية ولايته في نهاية عام 2014، الفريق جوزيف أندرسون، الخسائر التي لحقت بالحكومة الأفغانية، بحوالي 5000 قتيل في السنة.

ويقول العديد من المسؤولين الأفغان والضباط العسكريين بشكل خاص أن الخسائر قد ساءت منذ ذلك الحين، وقال الجنرال المتقاعد أتيكولاح أماركهيل، وهو محلل عسكري في كابول، إن "الخسائر بين القوات الأفغانية أعلى مما كانت عليه في أي وقت مضى". وإذا استمر عدد القتلى في الأسبوع الماضي، لأكثر من 400 من الجنود وأفراد الشرطة الأفغان لمدة عام، فإن المجموع السنوي سيكون ثلاثة أضعاف أسوأ عام حتى الآن.

وحول الجيش الأفغاني وحلفاؤه الأميركيون رسميا استراتيجيتهم إلى استراتيجية تؤكد على حماية المراكز السكانية، أماكن مثل مدينة غزنة، بدلا من التمسك بالأراضي كأماكن مثل غورماتش وأجرستان، حيث غمرت وحدات الجيش هذه الأماكن الأسبوع الماضي، لكن الجيش كان بطيئا في تحقيق هذا التحول.

طالبان تتعهد بالسيطرة على المدن والمحافظات

وتعهدت طالبان هذا العام بإعادة السيطرة على المدن والمحافظات، لكن لم تتخذ حتى الآن مقاطعات وثلاث مدن، ولكن لفترة وجيزة فقط، ويعيش معظم سكان أفغانستان تحت سيطرة الحكومة، وليس طالبان. وحتى وفقا للمعايير الإقليمية، وفقا لحسابات الجيش الأميركي، فإن قوات الأمن الأفغانية حققت أداء جيدا في الآونة الأخيرة، عندما خفض التحالف الدولي وجوده البالغ 140000 جندي، حيث سلم المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية، وسرعان ما وسع المتمردون سيطرتهم في جميع أنحاء البلاد، لكن في العام الماضي، قال الجيش، إن هذا التوسع قد توقف، واعتبارا من 30 يوليو/ تموز، سيطرت الحكومة على 58.5٪ من البلاد، والمتمردون بنسبة 19.4٪، فيما تم التنافس على 22٪، وفقا للجيش الأميركي.

وتثير معلومات أخرى أسئلة خطيرة حول دقة تلك البيانات، في محافظة غزنة، على سبيل المثال، أدرج الجيش الأميركي واحدة فقط من مقاطعاته التسع عشرة تحت سيطرة المتمردين، لكن مسؤولين محليين قالوا في الأسبوع الماضي إن ثلاث مناطق في غزنة فقط من الواضح أنها تسيطر عليها الحكومة، وفي مقاطعة كوندوز الشمالية، وفي جنوب هلمند، وفي مقاطعتي أوروزغان وزابول، تدرج معظم المقاطعات تحت سيطرة الحكومة أو تتنازع عليها، ولكن في أي منها لن يكون من الآمن أن يغادر مسؤول حكومي العاصمة الإقليمية دون حراسة مسلحة.

باميان تجذب مجموعة من مجموعات المساعدات الأجنبية

وتأثرت بشدة بعض أجزاء من البلاد التي تعتبر آمنة، حيث مقاطعة باميان، موطن تماثيل بوذا الدائمة التي دمرتها طالبان، فقد جذبت باميان مجموعة من مجموعات المساعدات الأجنبية بمشاريع طموحة، منحدر للتزلج ، لتعزيز السياحة، ولكن لم يعد من الممكن الذهاب إلى هناك بأمان، توقفت شركة الطيران الأخيرة رحلاته إلى باميان، هذا العام بعد مقتل العديد من أفراد الطاقم الأجنبي خلال هجوم للمتمردين على فندق انتركونتيننتال في كابول.

ويتم حظر كل من الطرق المؤدية إلى باميان من قبل وحدات طالبان، في مقاطعة وارداك وفي وادي غورباند في مقاطعة باروان، وقال غلام بهودين الدين جيلاني، رئيس مجلس محافظة باروان "ليس لدى الحكومة إرادة لطرد طالبان من وادي غورباند".

وفي محافظات مثل أروزغان حيث يحصل المسلحون على دعم أكبر بكثير، فإن الوضع أكثر صعوبة، حيث قال أمير محمد باراكزاي، رئيس مجلس المحافظة هناك، إن المسؤولين طلبوا عبثا المزيد من الموارد لمحاربة المتمردين، الذين هم الآن في ضواحي عاصمة الإقليم، تارينكوت، وقال السيد باراكزاي "طالبان تكسب هذه الحرب".

وفي ولاية هلمند، حيث يهيمن عليها طالبان، قال بشير أحمد شاكر، رئيس اللجنة الأمنية، إن الفساد هو السبب الرئيسي في ضعف الحكومة، وقال "لا أعتقد أن طالبان أقوى منا، ما يجعلها أقوى هو عدم كفاءة مسؤولينا، إن أولويتهم ليست ربح الحرب ولكن مصالحهم الشخصية."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حربا الدم والشجاعة والحقيقة والأكاذيب تقوضان أفغانستان وتتسببان في الخسائر حربا الدم والشجاعة والحقيقة والأكاذيب تقوضان أفغانستان وتتسببان في الخسائر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 18:04 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

20 قتيلاً في قصف إسرائيلي استهدف دمشق
 العرب اليوم - 20 قتيلاً في قصف إسرائيلي استهدف دمشق

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab